الشارقة 24 - محمد الحمادي:
عبر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، عن سعادته وفخره بمهارات الطلبة خريجي الأكاديمية، مشيداً سموه بعطائهم الذي شاهده في أداء الطلبة على خشبة المسرح وفي الفصول وحتى يوم التخرج.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سموه في حفل تخريج طلبة الدفعة الثالثة من طلبة أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، صباح اليوم السبت، والذي عُقد في مقر الأكاديمية، مُرحّباً سموه بخريجي الأكاديمية الذين ينتمون لمختلف دول الوطن العربي الممتد من موريتانيا إلى سلطنة عُمان، وأولياء أمورهم، واصفاً سموه الخريجين بالنوابغ الذي كان عطاؤهم مميز واجتهادهم كبير.
وأشاد صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية بجهود الهيئة الإدارية والأكاديمية مشيراً إلى مُضيها قُدماً بجد واجتهاد وعطاء غير منقوص، كاشفاً سموه بأنه في سبتمبر المقبل ستبدأ مرحلة جديدة في مسيرة الأكاديمية من خلال افتتاح كلية الموسيقى، والتي ستفتح أبوابها لطلبة العالم العربي، مؤكداً سموه بأنهم سيكونون في إمارة الشارقة بين أهلهم وسيلقون الدعم الكامل.
وأوضح سموه سعي أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية لطرح برنامج يختص في علم السينما، مشيراً سموه إلى أنه ليس بالأمر الهين، وموضحاً سموه بأن الأكاديمية ستكتمل بعدها بـ 3 كليات متخصصة وهي كلية المسرح، وكلية الموسيقى، وكلية السينما، معبراً سموه عن فخره واعتزازه بهذه الجهود والبرامج التي تخدم الفن والفنانين.
وأضاف صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، قائلاً: "هذا العِلم علمٌ يغير في كثير من مواقع الزَّلل، أكان في الأمم أو الإنسان، والحمدلله نحن نمشي بخطى هادئة جداً، لا نضع رجلنا في مكان فيه زلل، وإنما نقوّم هذا الإنسان الذي سيحمل العِلم والذي لابد أن يكون هو على استقامه". مباركاً سموه للخريجين تخرجهم من الأكاديمية ومهنئاً أهاليهم بهذه الفرحة.

من جانبه، ألقى الدكتور بيتر بارلو المدير التنفيذي لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، كلمة رحب في مستهلها بصاحب السمو رئيس الأكاديمية والحضور في حفل التخرج الثالث، مثمناً جهود سموه ورؤيته التي تساهم في تقدم الأكاديمية، مشيداً باهتمام سموه بالتعليم الذي ساهم في تعزيز ملامح الفن ليس على مستوى إمارة الشارقة فقط، بل وصلت لطموحات الآلاف من أبنائها، مشيراً إلى أن سموه أثبت أن التقدم الحقيقي ينبع من المعرفة، والتعاطف، والمحافظة على التراث الثقافي.
وتناول بارلو جهود صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية في الجانب التعليمي والأكاديمي، واصفاً بأن الشارقة غدت منارة للتميّز الأكاديمي من خلال مدينةٍ جامعيةٍ تحتضن أكثر من 40 ألف طالبٍ وطالبةٍ، ولضمان أن يكون التعليم في الشارقة عالمي المستوى ومتاحاً للجميع، من مرحلة الحضانة وحتى الدراسات العليا، مشيراً إلى أن الاهتمام لا يقتصر على القاعات الدراسية، بل يصل إلى تحفيز الفضول، ورعاية الابتكار، وغرس حس المسؤولية لدى الأجيال القادمة، وأضاف بأن الشغف بالفنون الأدائية يبرز حرص سموه على بناء مستقبل مشرق في المسرح والسيناريو والعرض الفني.
وأشاد المدير التنفيذي لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية بالدعم الكبير الذي يقدمه سموه والذي ساهم في نجاح الفنون والتكنولوجيا والتعليم مجتمعين تحت سقف واحد، وبإشراف أفضل الكوادر التدريسية، مؤكداً بأن في الأكاديمية يجد الطلبة فرصاً حقيقية للنمو، والإبداع، والانطلاق نحو مسارات مهنية ناجحة في الصناعات الإبداعية، موضحاً أن 90% من خريجي الأكاديمية يعملون أو عملوا في مجالات الفنون الإبداعية، على المستوى المحلي والعالمي.
كما وجه بارلو شكره لأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية في الأكاديمية لتفانيهم وجهودهم الحثيثة، مؤكداً بأنهم لا يصنعون فنانين فقط، بل قادة مبدعين بأخلاق ورؤية.
وتحدث المدير التنفيذي لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية للخريجين مستذكراً السنوات التي قضوها في الأكاديمية قائلاً: "لقد تطورتم من مبتدئين إلى محترفين، واجهتم التوتر، والألم، والفشل، وحققتم الانتصارات، تعلمتم من أفضل الأساتذة، ووجدتم الرعاية من الطاقم الإداري، والدعم من الفنيين، ونشأتم وتألّقتم في أكاديمية وفّرت لكم بيئة آمنة للنمو والتميز".
وأضاف: "لقد تم صقل مهاراتكم، خضتم تجارب التعليم، والآن تقفون على عتبة عالم جديد، عالم مليء بالغموض، لكنه ليس عدواً، بل معلمكم القادم، ليس لديكم سيناريو مكتوب لتتبعوه، ولا نتائج مضمونة، بل أمامكم التحدي الأكبر: بناء شيء من لا شيء. وإذا نجحتم، فستشعرون بفرحة الإنجاز الحقيقي، تكيفوا، ابتكروا، وواصلوا التقدم. وإذا كنتم تظنون أن الطريق سيكون سهلاً، فأنتم في المهنة الخطأ، ستواجهون عقبات، بعضها خارج إرادتكم، فلا تُقيّدوا أنفسكم ولا تحملوا الأحقاد، سامحوا أنفسكم وسامحوا من حولكم، كونوا متفائلين، لأن التفاؤل يمنحكم قدرة أفضل على التعامل مع صعوبات الحياة".

من جانبها، ألقت الفنانة زينب العسكري كلمة ضيف شرف الحفل، معبرةً خلالها عن سعادتها الكبيرة لإتاحة الفرصة بالتواجد في مثل هذا الصرح الفني المميز، والحفل البهيج الذي يحتفي بفناني المستقبل، وزاده رونقاً تشريف صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية.
وأشارت العسكري بأن أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية حققت حلم كل فنان كان يتمنى أن تُصقل موهبته ليقدم رسالة هادفة للمجتمع، في وقت شهد الفن العديد من الصعوبات والدخلاء عليه، مؤكدةً احتياج عالم الفن لمثل هذه الأكاديمية والرعاية والاهتمام الذي يقدمه سموه للفنانين، من خلال احتضانه لهذه المواهب، مشيرة أنها كانت أمنية وحلم وقد تحققت في الشارقة.
واختتمت الفنانة زينب العسكري كلمتها موجهةً شكرها وتقديرها على الاستضافة والجهود الكبيرة التي يقدمها القائمون على الأكاديمية لتعزيز مهارات الفنانين ورفد القطاع الفني بمواهب فريدة، معبرة عن فخرها بالتواجد في هذا الحفل البهيج.

وألقت الخريجة سلمى الخروطي كلمة نيابة عن الخريجات عبرت فيها عن بالغ امتنانها وتقديرها لصاحب السمو حاكم الشارقة، لما أولاه من دعم ورعاية لمسيرتهم الفنية والتعليمية، مؤكدةً أن رؤيته الحكيمة هي التي حولت الأكاديمية إلى منارة للفكر والإبداع ومأوى حقيقي للمواهب، وفتحت أبواب الحلم والتعلم والإبداع، ومشيرةً إلى أن الأكاديمية تحولت إلى صرحٍ يحتضن الطاقات ويؤمن بأن الفن ركيزة من ركائز الحضارة، وأن عطـاء سموه الملهم كان ولا يزال سنداً لكل مبدع وطالب علم.
وتوجهت الخروطي بالشكر إلى الدكتور بيتر بارلو، الذي كان له أثر بالغ في تشكيل مسيرتهم الأكاديمية، مثنيةً على جهود الهيئتين الإدارية والأكاديمية، مشيرة إلى أنهم لم يكونوا مجرد معلمين، بل كانوا شركاء في الرحلة، ومشاعل أضاءت طريق الطلبة بالصبر والاحتواء.
واختتمت الخريجة سلمى الخروطي كلمتها برسالة إلى زميلاتها مؤكدةً أن ما جمعهم من لحظات وتجارب وإنجازات سيظل محفوراً في الذاكرة، وأنهم سيحملون معهم شعلة الأكاديمية وقيمها إلى العالم، مؤمنين بأن الفن العربي قادر على الوصول والتأثير، معتبرة أن اليوم هو ثمرة الجهد والحلم والدعم الذي تلقوه من عائلاتهم، قائلةً: "إن كان لهذا اليوم معنى، فهو أنتم، مبروك لنا جميعاً، وشكراً من القلب".
من جانبه، ألقى الخريج عمر وردة كلمة نيابة عن الخريجين أعرب فيها عن بالغ فخره وامتنانه لما عاشه من تجربة غيّرت مساره الفني والإنساني، مشيراً إلى أن انضمامه إلى الأكاديمية لم يكن مجرد دراسة، بل رحلة اكتشاف أعادت تشكيل رؤيته الفنية والذاتية، مؤكداً أن ما ميّز التجربة هو التحول العميق الذي منحه فهماً أعمق لهويته كفنان وإنسان.
وأشاد وردة بالدور الكبير لصاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية في تأسيس ودعم الأكاديمية، قائلاً: "لولا رؤية سموه ودعمه الثابت، لما تحقق هذا الحلم الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، ويمنح الفنانين موطناً حقيقياً".
كما وجه شكره إلى أساتذته الذين رافقوا الطلبة برحلة التعلّم، ومنحوهم الحرية للتغيّر والنضج من خلال النجاح والفشل، موجهاً تحية خاصة للعائلات التي كانت السند والداعم الأكبر في هذه المسيرة.
واختتم الخريج عمر وردة كلمته التي وجهها إلى زملائها الخريجين قائلاً: "أنتم الدليل الحي على أن هذا الرهان كان في محلّه، وأننا نحن نستحق"، مؤكداً أن هذه اللحظة لا تمثل نهاية، بل هي بداية جديدة، وستنطلق من هنا وهي تحمل الشعلة لتواصل التأثير في مشهد الفن العربي والإبداع العالمي.
وألقى أحمد محمد المازم رئيس رابطة الخريجين في الأكاديمية، كلمةً أعرب فيها عن فخره العميق بالوقوف مجدداً أمام زملائه ممثلًا عنهم، مؤكداً أن هذه المكانة تعني له الكثير لما تحمله من مسؤولية ومحبة وانتماء، مشيداً بالدور الكبير الذي لعبته الأكاديمية في حياتهم، فهي التي علمتهم ليس فقط التمثيل، بل علمتهم احترام الغير وحب العمل والصبر والتعاون كعائلة واحدة، موجهاً تهنئته إلى الخريجين الجدد، مؤكداً أن رابطة الخريجين ستظل جسراً حياً يربطهم بالأكاديمية، وتوفر لهم الدعم والتواصل المستمر بعد التخرج.

كما شارك المازم الخريجين مجموعة من النصائح المستمدة من تجربته الشخصية، أبرزها ضرورة تجاهل الأصوات السلبية التي تُقلل من قيمة الفن أو تشكك في جدوى دراسته، مشدداً على أن الفن ليس مجرد هواية، بل مهنة ورسالة وحياة كاملة، مؤكداً على أن الدعم الأسري يلعب دوراً محورياً في هذه المسيرة، مقدماً شكره العميق لأولياء الأمور الذين وقفوا إلى جانب أبنائهم في اختيار هذا المجال النبيل. مختتماً كلمته قائلاً: "لا تنسوا أنكم أبناء الشارقة، وأبناء من عشق الفن والثقافة، أبناء الوالد سلطان، فكونوا أوفياء لهذا الإرث، أينما كانت وجهتكم المقبلة".

وتفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتوزيع الشهادات على الخريجين والخريجات، وسط فرحة كبيرة من أهاليهم وأولياء الأمور، ملتقطاً سموه صورة جماعية مع الخريجين.