الشارقة 24:
صدر العدد "52" لشهر فبراير من مجلة "الشارقة الثقافية"، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث جاءت الافتتاحية بعنوان "بيت الحكمة في الشارقة والبعد الثقافي العالمي"، محتفية بهذا الصرح الذي يعبّر عن مواصلة الشارقة مشروعها الثقافي ورسالتها الحضارية والإنسانية في نقل المعرفة والعلم، كما كان بيت الحكمة في بغداد بمثابة خزانة للتراث والأدب والمعارف، وملتقى لصناعة الثقافة وإثراء الكتاب وتعزيز الحوار والتفاهم.
وأكدت أن بيت الحكمة في الشارقة يعدّ منارة من منارات العلم والإبداع والبناء، التي تشعّ أنوراها مرّة جديدة في سماء شارقة الثقافة، في أبهى صورة من صور تشييد المعنى وتخليد الهوية، وفي أعظم قراءة من قراءات الوعي للمستقبل واللحظة التاريخية، منارة تجسّد مكانة الكتاب والمعرفة وشغف القراءة، وتستحضر التاريخ وشواهده لتطلّ على الذات العربية بكامل شموخها، وتؤكد عراقتها وعمقها في اللغة وفي الشعر وفي الهوية.
وأشار مدير التحرير نواف يونس في مقالته التي حملت عنوان "القصة القصيرة جداً.. إشكالية أدبية ونقدية"؛ إلى أنّ الصراع شرط أساسي في الأدب، ومن دونه لن نتمكن من إبقاء القارئ المتلقي مهتماً بما نقدمه له، لأنّ الأدب يتمحور حول الصراع كمحور جوهري.
وقال: هكذا سارت الأمور منذ "فن الشعر" لأرسطو، مروراً بأدباء ونقاد العصور الوسطى والمتنورة، وصولاً إلى عصرنا الذي نعيشه، وانطلاقاً منه، تظل "القصة الومضة"، أو "البرقية" حالة استثنائية كنوع جديد في جنس القصة، في المشهد الأدبي العربي، تنتظر المداخلات والقراءات والدراسات والمعالجات من النقاد، والاجتهادات من قبل الكتاب، لإرساء مبرراتها ومعاييرها الفنية لتنضم إلى جنس القصة، حتى يتسنى للمتلقي والرأي العام، أن يتذوق هذا النوع من القص، ويتقبل أن ينضم أدبياً إلى عائلة القصة القصيرة.
وتعلن المجلة في هذا العدد إطلاق تطبيقها الخاص للهواتف الذكية ابتداء من شهر فبراير، وذلك لتتوفر للقراء في كل مكان فرصة الاطلاع على أعداد المجلة كاملة، ومتابعة أبرز الموضوعات والمقالات الفكرية والأدبية والفنية.
وفي تفاصيل العدد "52": تابع يقظان مصطفى إلقاء الضوء على إنجازات الحضارة العربية، متناولاً علم الأثقال والموازين عند العرب، وتوقف وليد رمضان عند اللغة العربية في نيجيريا، التي راجت دينياً وأدبياً مع دخول الإسلام.
وفي باب "أمكنة وشواهد" كتب عدنان حسين عن مدينة دمياط في مصر؛ ووصفها بأنها إشعاع ثقافي فني تاريخي، وبحثت غنوة عباس في تاريخ مدينة مروي الأثرية التي تقع في منطقة "شندي" شمالي السودان، وقالت إنها تمتلك أرشيفاً تاريخياً لم تكتمل مفاتيحه، ونقل لنا أشرف الملاح جوانب من مدينة باجة التونسية التي تزهو بسنابلها الذهبية وطائر الحلم.
أمّا في باب "أدب وأدباء" فتحتفي المجلة بعامها الخامس من خلال عيون المبدعين العرب، الذين أكدوا أنها رسالة ثقافية إلى مدن وعواصم الوطن العربي، وأنها تنحاز للثقافة الجادة والإبداع الراقي، فيما تناول د. محمد خليل أحد أعلام الفكر العربي الإسلامي هو الشاعر المجدد وأمير البيان شكيب أرسلان، وحاور الأمير كمال فرج الروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي أكد أن الرواية لا تعكس الواقع بل تبني عالماً، وكتبت عزة أحمد حامد عن سيرة الإذاعي الشهير صاحب صوت (قول على قول) حسن الكرمي الذي أحب اللغة العربية فأكرمته.
فيما حاور أحمد اللاوندي الشاعر عيد صالح الذي أكد تداخل النصوص وإزالة الحواجز بين الأجناس الأدبية، ورصد محمد طلبي المسيرة العلمية والفكرية والنقدية للعلامة عمر الدقاق الذي عمل على إبراز جواهر الأدب العربي، وكتب محمد هجرس عن الروائي والسيناريست يوسف جوهر الذي جسّر العلاقة بين الأدب والسينما.
بينما نقل عبده وازن احتفال الأوساط الأدبية بالذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الروائية مارغريت دوراس، التي تعدّ من مؤسسي الرواية الجديدة، كذلك أجرى أشرف قاسم حواراً مع الشاعر محمد الدش الذي أكد أنّ الشعر العربي في أوج ازدهاره، وتتبع محمد محمد مستجاب الطريق السرّي بين قريتي "ديروط الشريف"، و"شاندونغ"، مبيّناً أنّ هناك تماهياً فكرياً وفنياً بين مويان ومستجاب.
وتناولت سوسن محمد كامل؛ أحد أشهر رواد أدب المغامرات والخيال العلمي نبيل فاروق الذي يعدّ علامة بارزة في الرواية البوليسية، وتوقف د. هانئ محمد عند كاتب القصة الواقعية الأديب يحيى الطاهر عبد الله الذي صوّر عالم القرية بفرادة، وقدم د. محمد صبيح قراءة في ديوان "الفراشة" لبروين حبيب، التي تلاحق الضوء لا لتحترق بل لتزيد عمق نصها بدلالات الانبعاث والحياة.
فيما قدمت نوال يتيم مداخلة حول إشكالية الانشطار ومنفى اللغة عند الروائي الجزائري "مالك حداد"، وكتب إبراهيم إستنبولي عن شاعر الألم الروحي عمر دانيليبكوفيتش الذي سحقته "مدحلة" الحياة فصورها شعراً، وتناولت د. بهيجة إدلبي الأديب والمترجم شوقي جلال الذي تفرد بأسلوبه لغة وخطاباً ورؤية، بينما رصد عزت عمر الارتحال الثقافي والمفارقات السردية في رواية "خفافيش بيكاسو" للروائية آمال بشيري.
وفي باب "فن. وتر. ريشة" نقرأ الموضوعات التالية: فيلم "خورفكان" إضافة جديدة للسينما الإماراتية، بقلم د. أمل الجمل، وجهاد العامري يرسم غرناطة الحلم، بقلم يوسف عبد العزيز، ووليد نظامي يمحو الغربة بالرسم والألوان، بقلم محمد العامري، وسميرة عبد العزيز "مازال المسرح في قمة تألقه"، حوار نعمات مدحت، وحاتم علي "وثنائية الصراع بين الذاتي والموضوعي"، بقلم أنور محمد.
من جهة ثانية، تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: عبد الله النديم.. المثقف الثائر، بقلم د. محمد صابر عرب، و"أرض مصر وأهلها" كتاب مجهول لـ زكي نجيب محفوظ، بقلم د. اعتدال عثمان، و"احتفالات قصر الحمراء"، بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، ومجلة "الشارقة الثقافية" ورهان عاصمة الثقافة العربية، بقلم واسيني الأعرج.
بالإضافة إلى "أكاديمياً لم يرض بالظل" علي جواد الطاهر، بقلم د. حاتم الصكر، وحمزاتوف و"داغستان بلدي"، بقلم د. عبد العزيز المقالح، والمنتديات والمقاهي الأدبية منابر للثقافة والفكر، بقلم سلوى عباس، ومصطفى القصري وترجمة شعراء الحداثة الأدبية الفرنسية، بقلم د. يحيى عمارة، وحديث المدفأة عن سهير القلماوي، بقلم مصطفى عبد الله، وجدل الجمالي والثقافي في رواية "الحكاية الأخيرة" بقلم د. هويدا صالح.
إلى جانب "ميلتون حاطوم.. والثقافات المختلطة"، بقلم نجوى بركات، و"الأديب والمهن العلمية والإبداع" بقلم غسان كامل ونوس، و"المترجمون العرب المعاصرون" بقلم خلف أحمد أبوزيد، و"علم الجمال ما بين المعرفة العليا والدنيا" بقلم د. حاتم الفطناسي، و"فن القصة القصيرة" بقلم عبد الهادي شعلان، و"لغة الفن تترجم حيرة الإنسان" بقلم طلال معلا، و"منحوتات الحركة وتواتر الفكرة المجردة" بقلم نجوى المغربي.
وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: صدور رواية "ألاعيب خالد مع كورونا" لمحمد ولد محمد سالم، بقلم زمزم السيد، وهيرودوت كتب تاريخ بلاده والعالم، بقلم ناديا عمر، د. سعد الدين كليب، وكتاب "في النقد الجمالي شعراء وتجارب"، بقلم انتصار عباس، والإخراج والسينوغرافيا في المسرح المعاصر، بقلم أبرار الآغا، والعلاقة بين اللغة والسرد.. قراءة في أساليب الإبداع العربي، بقلم سعاد سعيد نوح، ومجدي مرعي في أحدث إصدارات أدب الطفل العربي، محمود كحيلة، و"تاريخ العرب المسلمين في إسبانيا"، بقلم ضياء حامد، وطرائق فنية ومعالجات عصرية للتراث في "ليالي شهرزيزي"، بقلم مصطفى غنايم.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: باسم سليمان "إعجام" قصة قصيرة، وقصة "إعجام" المفارقة والتخييل الشائق - نقد بقلم عدنان كزارة، وبلال المصري "قصتان قصيرتان"، ومحمد رفاعي "الضحى" قصة قصيرة، رفعت عطفة "قصة من طفولتي" قصة مترجمة، إضافة إلى "أدبيات" من إعداد فواز الشعار.