يوفر مركز الصقور والرياضات التراثية في دبي، تجربة تراثية فريدة من نوعها لزواره، فهو بمثابة دليل شامل يتيح للعالم التعرف على رياضة الصيد بالصقور، وكيفية ممارستها والمحافظة عليها.
الشارقة 24 – وام:
يعد مركز الصقور والرياضات التراثية التابع لإدارة التراث في بلدية دبي، والمتخصص بالصقور ومعدّات الرياضات التراثية، تجربة تراثية فريدة من نوعها لزواره، فهو بمثابة دليل شامل يتيح للعالم التعرف على رياضة الصيد بالصقور وكيفية ممارستها والمحافظة عليها.
ولطالما دعمت قيادة الدولة الرشيدة الموروث العريق لحضارة الإمارات الأصيلة، في تخليد رياضة صيد الصقور والمحافظة عليها كونها رياضة تراثية يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام، وتم تناقلها عبر الأجيال لتصبح جزءاً لا يتجزأ من تراث الدولة وتاريخها فقد اشتهر الإماراتيون بممارسة هذه الرياضة لقرون عديدة والتي لا زالت تُشكّل جزءاً أساسياً من الحياة الصحراوية العربية.
ويضم المركز، متحفاً خاصاً، يتضمن كل ما يتعلق بالصقور وحكايات شيوخ الدولة وأبنائها مع الصيد بالصقور، إضافة إلى عيادة متخصصة لعلاج وتقديم المشورات الطبية ومحلات لبيع الصقور ومستلزمات الصيد.
وأوضح خالد الظاهري المرشد الرئيسي للمركز، الذي يستقبل يومياً الزائرين الراغبين بالتعرف على حياة استثنائية للصقر فيها المتعة والقوة والجاذبية، أن المركز يضم عدة أقسام منها المتحف الخاص بالصقور الذي ينقسم بدوره لعدة أقسام الأول صالة لأنواع الصقور بشكل مفصل، والثاني صالة تشريح الصقر، والثالث صالة للأمراض التي قد تصيب الصقور وطرق علاجها قديماً وحديثاً، أما القسم الرابع والأخير فهو صالة عامة لثقافة القنص والصيد بالصقور، وكيفية تدريبها وأدواتها.
وأشار إلى أن أنواع الصقور في الدولة بشكل عام، هي الحر وشاهين والوكري والجير والعقاب، الذي يسمى باللهجة المحلية الشمالي، لافتاً إلى أن القسم الأول من المتحف يسلط الضوء على مميزات كل نوع من هذه الأنواع وأوصافها.
وأضاف أن القسم الثاني المعني بتشريح الصقر يوضح طريقة تشريحه، والتي تتم من خلال عدة أجزاء الرأس ثم جناح الطير ثم العمود، سواء عمود الظهر وعمود ريش الذيل، ثم الصوايد أي المخالب الأربعة والتي تميز الصقر، لافتاً إلى أن القسم الثالث يعرّف بالأمراض التي تصيب الصقور ومسبباتها والتقنيات التقليدية والحديثة لعلاجها، وعملية تجبير الكسور التي قد يتعرض لها الطير أثناء رحلة الصيد.
وذكر أن القسم الرابع، يسلط الضوء على كيفية صيد الصقور وتدريبها والأدوات المستخدمة فيها، وأماكن عيش الصقر وأماكن القنص في الصحراء، منوهاً إلى أن أدوات الصقار تشمل المخلاه وبرقع الطير والمنقلة والقفاز " الجفت/ الدست" والحبل والوكر "الملحي والرملي والمجلس".
وأشار إلى أن يوجد مركز طبي لعلاج ومداواة الصقور المريضة، وإجراء العمليات وتقديم لها العلاج مثل توسير الجناح، وهو العلاج في حالة كسر جناح الطير أو كسر ريش الجناح.
وأضاف أن المركز يتضمن صالة للتثقيف حول رياضة القنص بالصقور وقاعة متعدّدة الأغراض، لعرض أفلام عن رياضة القنص بالصقور، ومدى اهتمام الإماراتيّين بهذه الرياضة، وكذلك للمحاضرات وورش العمل وهي متاحة لمختلف إدارات بلدية دبي.
وأكد الظاهري، أن متحف الصقور يوفر مجموعة خدمات، أبرزها جولات إرشادية مجّانيّة بصحبة المرشدين للتعريف بآليات تدريب الصقور والتعرّف على طرق تعليم رياضة القنص بالصقور.
وأضاف أن العرب اتخذوا من الصقور وطريقة عيشها كيفية لاكتساب "السنع"، لذا يسمون أبناءهم بأسماء الصقور الذين يفتخرون بها، لأنها تشكل جزءاً من حياتهم في الماضي، مثل صقر وشاهين وركان وسطام ورداد.