جار التحميل...
لخّصَ رجل الأعمال الأميركي سيث غودين الهدف من التسويق في قوله: "التسويق يدور حول فهم احتياجات الناس ورغباتهم، ومنحهم ما يريدون بطريقة تجعلهم يشعرون بالرضا تجاه ذلك".
لذا سواء أكان الفرد صاحب مشروع كبير أو ناشئ أو حتى موظف فإنّ للتسويق دوراً محورياً في تسليط الضوء على المنتجات أو الخدمات التي يقدّمها، ويعد التسويق في عصرنا الحديث أداةً لا غنى عنها ليس فقط لضمان نجاح الأعمال بل لتطويرها واستمرارها وتميزها أيضاً في السوق.
ولتحقيق هذه الغاية يجب تبنّي مهارات التسويق الفعالة، والتي لا يقتصر تأثيرها فقط على تعريف الجمهور بالخدمات والمنتجات وجذبهم، وإنما بناء علاقة قوية معهم وتحسين جودة ما يتم تقديمه لهم، إضافة إلى اطلاع صاحب العمل على احتياجات السوق وتوجهاته، فلا يمكن الاستهانة بأهمية ودور التسويق في إنجاح المشروع أو الأعمال، والتي تتمثل بما يلي:
بديهياً، لا يمكن للمستهلك أن يشتري المنتجات دون أن يعرفها، لذا لا بدّ من تقديم كافة المعلومات عن المنتجات للمستهلك بطريقة إبداعية تجذبه إليها، وتجعله يدرك مدى أهميتها ومدى حاجته إليها، كما ينبغي من خلال طريقة التسويق المتبعة التأكيد للمستهلك بتميّز هذا المنتج أو الخدمة لتحفيزه على الشراء، ويتطلب ذلك وجود مدير مبيعات مميز يُتقن مهارات التسويق الناجحة، وبالتالي زيادة نسبة المبيعات.
وحسب ما ذكر مقال لموقع (Forbes) عام 2021 فإنّ التسويق المستمر للعلامة التجارية ساهم في زيادة المبيعات والإيرادات بنسبة تصل إلى 23%.
يبحث المستهلك دائماً عن العلامات التجارية ذات السمعة الجيدة، والتي تتوفر عنها تغذية راجعة ممتازة، وهنا يأتي دور الشركات في أن تكون محترفة وخبيرة بأسرار التسويق الجذاب لتمنح العملاء فكرة جيدة عن منتجاتها أو خدماتها، وتجعلهم يثقون بها حتى تؤسس سمعتها الحسنة، مع التنويه إلى أنّ هذه العملية قد تحتاج بعض الوقت، لكن المهم أن تكون مستمرة.
ووفق إحصائية نشرتها شركة إنفيسب (Invesp) عام 2021 فإنّ ما نسبته 59% من المستهلكين يشترون منتجات من علامات تجارية مألوفة بالنسبة لهم، وهذا إن دلّ على شيْ فإنه يدل على مدى أهمية بناء سمعة جيدة من خلال التسويق.
عندما يكون العميل واثقاً بالمنتج أو الخدمة المقدمة له، فهذا يزيد من فرص نجاح المشروع، كما أنّ التعامل مع العملاء باحترافية يجعلهم أكثر راحة ورضا، فيميلون إلى نشر الإيجابية حول تجربتهم، ممّا يسهم في بناء سمعة إيجابية، وزيادة الثقة بالعلامة التجارية، وبالتالي دعم نمو العمل.
عندما يتم افتتاح أي مشروع، غالباً ما يكون الهدف الرئيسي له هو التطور المستمر والنمو في السوق، وهذا يتطلب الاطلاع الدائم بتطورات السوق ومتطلباته، واعتماد استراتيجيات تسويق إبداعية وحديثة لزيادة الوعي بالعلامة التجارية وجذب العملاء الجدد والحفاظ على العملاء الحاليين، وبالتالي تحقيق النجاح، وزيادة الأرباح في السوق.
أكّدت العديد من الدراسات حول العالم والمنشورة في منصة إيبسكو للأبحاث (EBSCO) أنّ الإنفاق على التسويق هو في الحقيقة استثمار يؤثر إيجاباً على أرباح الشركة ومبيعاتها، ويؤكد على مكانتها في سوق العمل، وبالمقابل فإنّ التسويق غير الفعال يؤثر سلباً على تطوير الأعمال، وقد ينتهي المطاف ببذل صاحب العمل للمال والوقت والجهد دون فائدة.
من الضروري أن يثقّف صاحب العمل نفسه باستراتيجيات التسويق، وكيفية تطبيقها بشكل صحيح، خاصةً مع تغيّر توجهات السوق بشكل متسارع وازدحامه بالمنافسين.
تساعد استراتيجيات التسويق على توجيه الفرد وفريقه نحو الأهداف المحددة، بالإضافة إلى فهم أفضل لتفاعل المستهلكين مع المنتجات أو الخدمات التي يقدَّمها، ومتابعة تغيرات السوق المتجددة، وتتكون الاستراتيجيات من أربعة عناصر رئيسية: المنتج أو الخدمة المقدمة، والتسعير، ومكان بيع المنتجات، وطرق الترويج.
فيما يلي أبرز استراتيجيات التسويق:
يكمن الدور هنا في جمع المعلومات عن الجمهور الذي سيتم تقديم المنتج له، وذلك من خلال البحث في السوق ومعرفة احتياجاتهم والمشكلات التي يواجهونها ويبحثون عن حلول لها، وما العوامل التي تشجعهم على الشراء، وهذا بالتأكيد سيساعد في تحسين التواصل مع الجمهور وكسب ثقتهم.
وبعد معرفة الجمهور المستهدف، يجب تحديد هوية المنتج في السوق بإنشاء صورة مميزة له في أذهان العملاء، وذلك من خلال عرض سماته وفوائده بشكل جذاب وبارز ليتمكن العملاء من التمييز بينه وبين المنتجات المشابهة في السوق، وبالتالي يصبح المنتج محط اهتمامهم.
لترويج المنتجات وتعريف الجمهور المستهدف بها، يجب استخدام مجموعة متنوعة من الوسائل والتقنيات التسويقية، والتي يمكن أن تتضمن استخدام وسائل الإعلان التلفزيونية، أو إعلانات الإنترنت، أو منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بالإضافة إلى التسويق المدفوع، والتسويق الرقمي عبر البريد الإلكتروني وغوغل.
سيساعد الفهم العميق للجمهور والسوق في اختيار الوسيلة الأسرع والأنسب لتلبية احتياجاتهم، ومن المهم إدراك أنّ أساليب التسويق المختلفة لا تساعد في زيادة المبيعات فقط، بل أيضاً في تطوير المنتج وتحسينه بناءً على تفاعل العملاء وآرائهم، لجعل المشروع أكثر تكيّفاً مع السوق ومتطلباته.
بعد اختيار وسيلة الترويج للمنتجات وتطبيقها، يجب البدء بتقييم النتائج، وذلك بالاطلاع على مؤشرات الأداء الرئيسية، ثم جمع البيانات المتوفرة وتحليلها؛ مثل نسبة المبيعات، وعدد العملاء، وآرائهم حول المنتج، إضافة إلى مدى تفاعل الجمهور مع وسائل التسويق، لمعرفة ما إذا كانت أساليب التسويق فعّالة أم لا.
قد يأخذ تقييم التسويق وقتاً وجهداً إضافياً، إلا أنه سيجعل عمليات التسويق أكثر فعاليّة، كما أنه سيوجّه الجهود لتحقيق أكبر قدر من النجاح، ويجعل صاحب العمل أكثر قدرة على التعامل مع التحديات بالتعلم من الأخطاء السابقة.
الانتهاء من تسويق المنتج ونجاحه لا يعني نهاية دور التسويق، بل يتطلب استمرارية التحسين؛ وذلك من خلال مراقبة السوق وتحليل البيانات التي يتم جمعها، مثل آراء العملاء ونسب المبيعات؛ لضمان الابتكار والتطوير المستمر والبقاء في المنافسة، ونظراً لبيئة الأعمال المتغيرة باستمرار، من المهم البحث دائماً عن كل ما هو جديد ومبتكر في عالم التسويق، فهذا سيضمن البقاء ضمن المنافسة، ويحقق النجاح.
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تصبح السفينة التي توجه صاحب الأعمال نحو التسويق الناجح، وهذا يحدث بالانطلاق بحملات إعلانية تعكس روح المنتج وتلهم الجمهور، وتقديم محتوى جذاب يضيف قيمة حقيقية له، سواء أكان ذلك عبر الكتابة أو الصور أو الفيديوهات.
كما أنّ الحضور المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الردود السريعة على التعليقات والرسائل، وبناء علاقات قوية مع المتابعين، وطلب تجارب العملاء وتشجيعهم على التفاعل والمشاركة في اتخاذ القرارات، مع مشاركة تجارب العملاء الحقيقية التي تؤكد جودة المنتج أو الخدمة، سيحدث فارقاً في تحقيق الأهداف التسويقية.
ومن طرق استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق أيضاً؛ التعرف على الجمهور بشكل أفضل من خلال استكشاف اهتماماتهم وانتقاداتهم وتوجهاتهم، ثم استغلال هذه المعرفة في ضبط استراتيجية التسويق، إضافة إلى توفير عروض خاصة مثل؛ كودات الخصم لتحفيز المتابعين على التحول إلى زبائن.