اعتبر سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، خلال حلقة جديدة من برنامج "شدو الحروف"، أن معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة، المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، كان وما زال هو المجدد في الساحة الشعرية الخليجية.
الشارقة 24:
أكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة، المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، كان وما زال هو المجدد في الساحة الشعرية الخليجية، لكونه شاعراً فصيحاً ولأنه انتقائي في ألفاظه وموضوعاته، فهو اليوم اسمٌ علمٌ على خريطة الشعر العربي، غنّى قصائده كثير من المطربين الخليجيين والعرب.
وأشار المسلّم إلى أن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو الذي يرجع إليه الفضل في تشجيع الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة على كتابة الشعر النبطي، وكان ذلك عام 1969، حيث كان قبلها معروفاً بشعره الفصيح، مضيفاً أن الشاعر كان من عائلة ثرية امتهنت تجارة اللؤلؤ، إلا أن انحسار هذه التجارة بعد ابتكار اليابانيين للؤلؤ الصناعي، دفع عائلته إلى الارتحال عن أبوظبي، فعاش بعدها حياة قاسية، كانت محفزة له لأن يكون شاعراً متمكناً صلباً، وينتج إبداعاً عالي المستوى.
تجربته الثرية
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "شدو الحروف"، وخصصت لتناول مسيرة الشاعر الدكتور العتيبة، وتجربته الثرية في الجمع بين الشعرين الفصيح والنبطي، وبراعته في اختيار الألفاظ التي ترتقي بالشعر النبطي تحديداً، محاولاً تغيير الصور والأغراض التي يكتب بها الشعر، لذلك أفرز لنا خلال مسيرته نماذج متطورة جداً من القصائد النبطية.
مسيرة الدكتور مانع سعيد العتيبة في التعليم والسياسة
وتناول رئيس معهد الشارقة للتراث مسيرة الدكتور مانع سعيد العتيبة في التعليم والسياسة، بدءاً من دراسته في المملكة المتحدة، وتخرّجه في العراق من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد، وشغله منصب رئيس دائرة البترول في حكومة أبوظبي، ومن ثم حصوله على الماجستير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة ومن ثم درجة الدكتوراه من ذات الجامعة، عن رسالته "البترول واقتصاديات الإمارات العربية المتحدة".
في عام 1972 أصبح العتيبة وزيراً للبترول والصناعة في أول وزارة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي عام 1990 عُيّن معاليه بمنصب المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، ورغم هذه المهمة الكبيرة، إلا أنه ظل مثابراً على نتاجه الشعري، وبقيت قصائده تعكس ثراءً لغوياً لشاعر فصيح يكتب الشعر النبطي، وكان يثبت دائماً أن العلم والارتقاء المعرفي هو سبب وجيه لأن يخلق شخصية متزنة، لها كثير من التأثير الإيجابي في المجتمع.
مدينة العين كان لها وقع خاص في قلب الشاعر
وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، إن مدينة العين كان لها وقع خاص في قلب الشاعر، إذ وصفها بوصف يليق بعراقتها وجمالها، كما تحدث عن طرق الصيد وأمور لها علاقة البحر، وهي سمة للشعراء الذين عاشوا في المدن الساحلية، وكان دائماً يحاول أن يختار الألفاظ التي ترتقي بالشعر النبطي، ويغيّر الصور والأغراض التي يُكتب بها، مهندساً الكلمات ومبدعاً المعاني.