جار التحميل...

°C,

حب الوطن بالفعل والقدوة الحسنة

February 02, 2021 / 2:33 PM
"المجتمع يحتاج إلى نوع من التوجيه، والتوجيه ليس بالكلام، ولكن أن تقول له ذلك بإحساس، أنا أقول له: هذه بلادك، هذا وطنك، هذا البلد الآن العالم كله يأتي إليه، يحبونه، وبهذه الطريقة تُحببّ الناس في بلدهم، والإنسان إذا أحبّ بلده يدافع عنه حتى لا تشوبه شائبة، إما بيده، أو بلسانه، أو بقلبه".
صاحب السمو حاكم الشارقة في افتتاح نادي خورفكان للمعاقين 2 نوفمبر 2020م
 
قدّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة درساً حكيماً ورؤيةً سديدة في معرض الحديث عن حب الوطن، وكيف يكون القائد هو القدوة للأجيال الجديدة ليحبّوا الوطن، وكيف يكون الإرشاد والتوجيه فضيلةً لترسيخ مكانة الوطن في نفوس الجميع، كباراً وصغاراً.

ويبدأ صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه بالتأكيد على أن المجتمع يحتاج إلى نوعٍ من التوجيه وليس إلى توجيهات كاملة، فأفراد المجتمع يعلمون حب الوطن، والمساهمة في خدمة المجتمع والكثير من القيم الجميلة التي تربوا عليها في برنامج الشارقة للتنمية المستدامة، وسموه يثق كل الثقة في ذلك، وهي الثقة التي تمنحهم الجدارة والقوة والتفاني لخدمة الوطن، كلٌ في موقعه المناسب.  ويبيّن سموه كيفية توجيه المجتمع المناسب وفي أفضل حالاته، ليحقق أهدافه وهو الذي يبتعدُ عن الكلام والخطب الرنّانة فقط، وإنما يكونُ بالفعل والذي يعني القدوة المثلى والحسنة، وبالإحساس والذي يشير إلى تواصل القائد الكامل مع أفراد المجتمع، وتوّحد الرؤى والمسار من أجل الوطن.

ويختصر صاحب السمو حاكم الشارقة خطابه ودعوته ورسالته إلى أبنائه وبناته بالقول مباشرةً: هذه بلادك، هذا وطنك، وهما عبارتان كافيتان بدأتا بكلمة البلاد أولاً وهو المصطلح الذي يحمل عمقاً واسعاً من الارتباط الوجداني مع الأهل والأرض والهوية والمكان والزمان، ارتباطٌ يُرسّخُ معنى الوطنية والحب الحقيقي للوطن الذي تلا العبارة الأولى والذي يُقدّم المفهوم الشامل للوطن بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ مقدسةٍ يوضحها الترتيب الدقيق في كلمتي البلاد والوطن والذي ينمّ عن خبرةٍ وعلمٍ ومعرفة، وقراءاتٍ متعمقة في حضارات وتواريخ الشعوب والأمم، ويقدم من خلالها صاحب السمو حاكم الشارقة خلاصة فكره وتجربة سموه في خدمة البلاد والأوطان عبر الارتقاء بكل ما يخدم الإنسان، ويوفر له حياةً كريمةً كما يقول سموه دوماً.

ويواصل سموه في بيان رسالته بالدليل القاطع، حيث يوضّح أن دولة الإمارات يُحبها كل العالم، ويأتون إليها لما تتميز به من معطيات جعلت الناس يأتون إليها، وهي خلاصة النهضة الحضارية التي عمل عليها الآباء المؤسسون، وما تزال مستمرة، لتكون الدولة نموذجاً متطوراً حديثاً قدّم تجربة الوحدة والاتحاد والتطور والنمو بأفضل طريقة ممكنة لدول العالم، لتتبوأ الدولة مكانةً مقدّرة في ترتيب الدول الحديثة، وهو ما يدعو أبناء الوطن للفخر ببلادهم، والانتماء لهذا الوطن الجميل المتقدم في رؤاه وأفكاره  وبما يقدمه لأبنائه وبناته، وهو ما يجعلهم يحبونه أكثر وأكثر، وهو دليلٌ كافٍ لا يترك وراءه أدنى ذرة شكٍ في الانتماء لهذا الوطن الجميل.

وعبر حديث سموه، تم تقديم الطريقة الصحيحة الحكيمة لجعل الناس يلتفتون إلى المعاني السامية المرتبطة بحب الوطن، والأهل والبلاد والأرض، والعمل من أجلها، حيث بيّن سموه فوائد ذلك، مشيراً، بعينٍ ثاقبة، إلى حالة تماهي الإنسان الكاملة مع الوطن، فيصير الوطن كل شيء بالنسبة له، وهي مرحلة الإنسان المطلوب لبناء الوطن والمحافظة عليه وتقدير هويته والاعتزاز بها، وكلها نتائجٌ تسعى لها استراتيجية الشارقة في التربية والتعليم والجهود الكبيرة لسموه، وهو القائد القدوة للأجيال المقبلة في الوطن. 

واختتم سموه تأكيده ورسالته السامية بأن الإنسان المحب لوطنه يذود عن بلاده، وأرضه وأهله حتى لا تشوبهم شائبة، والشائبة في اللغة هي الشيء الغريب يختلطُ بغيره، والمقصود هنا ألا يجيء ما يعكّر صفو مسيرة الوطن، ولا يدنسها، لتكون صافية وخالية من العيوب، وهو قمة ما تصبو إليه الأوطان والبلاد.
حول المؤلف
February 02, 2021 / 2:33 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.