عميد الدبلوماسية في ذمة الله

هذه كانت آخر كلمات ووصايا المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة رحمه الله. ترجل عميد الدبلوماسيين العرب عن صهوة الحياة تاركاً بصمات لا تنسى في قلوب أبنائه الكويتيين والعرب، فكان رحمه الله الأمير الخامس عشر للكويت، ولد في العام 1929 في مدينة الجهراء وتلقى تعليمه في  المدرسة المباركية، ومن ثم تم إيفاده لبعض الدول ما بين أوروبية وآسيوية لإتمام الدراسة واكتساب المهارات والخبرات السياسية والادارية. وتزوج رحمة الله في ريعان شبابه ليثمر عن أربعة أبناء سبقه منهم اثنان رحلا قبل والدهما، جعلهما الله وإياهم بملتقى جنات النعيم، كما سيقته زوجته الشيخة فتوح السلمان الصباح إلى رحاب الله قبل الغزو العراقي للكويت رحمهم الله جميعاً. وكان رحمه الله محباً للصيد بنوعيه البري والبحري، وكان يقتنص الفرص ليعب من ثقافتي البحر والبر ويمارس هواياته. أما مجاله السياسي، فكان غنياً بالإنجازات فقد شهدت الكويت أثناء حكمه رحمه الله عدة مشاريع تنموية في عدة مجالات هدفت لتحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي عالميين، وتسريع عجلة الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص.ولا نستطيع أن ننسى مجلة العربي التي استطاع رحمه الله أن يجمع العرب حولها، من البحر إلى البحر وذلك أثناء رئاسته لدائرة المطبوعات والنشر، وقد وصفها الأمير الراحل بأنها هدية الكويت للعرب وكان رحمه الله قائداً للعمل الإنساني. كما كان للتدرج في المناصب السياسية كبير الأثر في مشواره وحنكته السياسية، فكان أول وزير للإعلام، ومن ثم تولى وزارة الخارجية، ورئاسة مجلس الوزراء حتى تسلم الإمارة في العام 2006 ،ومنذ تبوئه الحكم رحمه الله، وهو من أشد مناصري المرأه الكويتية، فعزز دورها بالمشاركة في الانتخابات النيابية وحرص على تفعيل دورها المجتمعي. وشهد الشيخ صباح رحمه الله أحداثاً  تاريخية كبرى في الكويت والعالم نتيجة لترأسه لوزارة الخارجية طيلة 4 عقود حتى لقب بشيخ الدبلوماسيين العرب، رحم الله أبانا صباح وأسكنه فسيح جناته وأثابه خير الجزاء على كل ما قدمه لأبنائه وأرض الكويت الشقيقة وألهمنا وإياكم إخوتنا الصبر والسلوان، فالبقاء لله أشقاؤنا.