أرغم الحظر الشامل خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، العاملين في أحواض بناء قوارب الجندول في البندقية بإيطاليا عن التوقف كلياً أو جزئياً، وباتت هذه الحرفة النادرة التي يعتبرها الإيطاليون "هدية الملوك" تواجه خطر الزوال.
الشارقة 24- أ.ف.ب: أصبحت أحواض بناء قوارب الجندول التقليدية في البندقية صامتة وهي تواجه خطر الزوال، بسبب تراجع أعداد العاملين في هذه الحرفة النادرة.
عندما أنجز الإيطالي كاناليتو رسومه البانورامية للمدينة العائمة في القرن الثامن عشر، كانت أحواض صنع تلك القوارب التي تعرف بـ"سكويري" منتشرة في كل أرجائها، لكن حالياً، لم يتبق في البندقية إلا أربعة منها فقط.
فكل تلك الأحواض توقفت عن العمل كلياً أو جزئياً منذ فرض حظر شامل خلال أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقال روبرتو دي روسي أحد الحرفيين التقليديين القلائل المتبقين الذين يبنون القوارب السوداء الطويلة "البندقية بدون هذه القوارب قاتمة ولا معنى لها".
لكن الإغلاق الطويل كان سلبياً على العاملين في أحواض بناء القوارب التي لا تصنع هذه المركبات التقليدية فحسب بل أيضاً تقوم بصيانتها.
وهذه الفترة تعتبر أيضاً قاتمة بالنسبة إلى سائقي هذه القوارب وبذلك وضع الوباء نهاية موقتة للجولات الرومانسية في مياه البندقية.
وستبحر هذه القوارب مجدداً في مياه البندقية بمجرد السماح للسياح بالعودة إلى إيطاليا اعتباراً من الثالث من يونيو المقبل.
يبلغ طول القوارب أكثر من 10 أمتار وعرضها 1,38 متر وتزن 600 كيلوغرام.
وهي تتألف من 280 قطعة من الخشب من ثمانية أنواع مختلفة من الأشجار من بينها البلوط والأرزية والجوز والكرز والزيزفون والأرز، ويتم شراء هذه القوارب حصرياً من قبل سائقي الجندول الذين يدفعون 30 إلى 50 ألف يورو.
وكانت تعتبر هذه القوارب التقليدية هدية مناسبة للملوك، فكان يهدي حكام البندقية بعضها مع سائقيها إلى ملوك، وذات مرة قدموا للملك لويس الرابع عشر الفرنسي بعضاً من قوارب الجندول ليقوم بجولة في القناة الكبرى لقصر فرساي.