أولاً المفهوم: إن الشمائل النبوية هي: الخصال الحسنة والطبائع الجميلة التي تتعلق بصفات النبي صلى الله عليه وسلم الباطنة والظاهرة، ويدخل في شمائله عليه الصلاة والسلام جميع أحواله الحياتية.
ويمكن حصرها في عشرة مواضيع: 1- نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وأسماؤه وكنيته، وفضائله.
2- صفاته الخلْقِية.
3- أخلاقه: مثل صدقه، وأمانته، وعدله، وعفوه، ورحمته، وصبره، وزهده، وتواضعه وحلمه، وجوده وكرمه، وفاؤه، وحياؤه وعفته، وذوقه، ووقاره، وإيثاره، وضحكه وتبسمه، وغضبه، وأناته وهدؤوه، ومزاحه، وملاطفته، وحبه لأصحابه وأمته وحزنه وبكاؤه على ما يصيبهم من المكاره، وتكريمه للرجال والنساء، وتفاؤله، واجتنابه للريب، ومواطن الشبهات، تويسيره، وحزمه، وحبه لبعض الأماكن والبقاع.
4- حسن تصرفه، ووفور عقله، وفصاحته.
5- هيئاته وعاداته كنظافة جسمه، وطيب ريحه، وطعامه، وشرابه، والأطعمة والأشربة التي كان يتناولها، وآدابه فيهما، ولباسه، وزينته، وأثاث بيته، ونومه، ومجلسه وجلوسه، وعاداته في بيته مع أهله، عواداته في الترويح عن نفسه وأهله وأصحابه، وخدمه ومواليه، وركائبه.
6- خصوصياته وبركاته.
7- علومه ومعارفه، وسعة عقله.
8- حقوقه.
9- عبوديته لربه، وعباداته، وأدعيته، صلاته وصيامه، وحجه.
10- معاملته للكفار ودعوته لهم، وجهادهم.
ولهذا كانت الشمائل النبوية، من أهم علوم السيرة النبوية، لأنها تهتم بأوصاف النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية، وهديه في سائر الأمور الحياتية، فهي تهتم بجوانب نادرة في سيرته قد لا نجدها في كتب المغازي والسير.
وهي التطبيق العملي للإسلام من خلال الأُسوة الحسنة، لقوله تعالى: " لَّقَد كَانَ لَكُم فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسوةٌ حَسَنة لِّمَن كَانَ يرجواْ ٱللَّهَ وَٱليومَ الأخر وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرًا"[الأحزاب 21]. ثانياً: أهمية دراسة الشمائل، وأهم فوائدها:
1-من خلال الاطلاع على شمائله المجيدة، وخصاله الحميدة ندرك أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً وصدقاً، فهذه الأخلاق العالية لا يمكن أن يتصف بها إلا نبي، فهي من دلائل نبوته،
وقد استدل العلماء، بأخلاقه العالية الرفيعة على نبوته، ومنهم الإمام الماوردي رحمه الله، وقد أثنى الله تعالى عليه بقوله: "وإنك لعلى خلق عظيم".2- هي سبب من أسباب محبته، لأن حبه صلى الله عليه وسلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما" رواه البخاري، .
3-إن معرفة شمائله تملأ القلب بحبه، وتعظيمه، وسبب في اتّباعه، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آل عمران: 31]. 4- وهي سبب في زيادة الإيمان.
5- نتعرف من شمائله على سلوكه في جميع مجالات الحياة.
ثالثاً: مصادرها الشمائل:
إنَّ معظم الأحاديث المتعلقة بشمائلِ الرسول صلى الله عليه وسلم مبثوثةٌ في ثنايا كتب الحديث، وقد أفرد لها بعضُ أهلِ الحديثِ كُتُبًا وأبوابًا في مُصنفاتِهم، مثلاً: ذكرها البخاري في صحيحه، في كتاب الأدب وكتاب الاستئذان، وكتاب اللباس.
وفي صحيح مسلم، نجدها في كتاب البر والصلة والآداب، وكتاب فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب اللباس، والزينة وكتاب الزهد والرقائق،
وهناك كتب أفردت لها، وأهمها:
1- الشمائل النبوية، للإمام الترمذي، وهو أشهر كتاب أُلِّف في الشمائل، جُمع فيه (397) حديثاً، جعلها في (56) باباً، وقد شرحه عدد من العلماء.
2- "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض (ت:544هـ) .3- "الوفاء بأحوال المصطفى" للإمام ابن الجوزي (ت597هـ).
4- سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، خصاله الحميدة وشمائله المجيدة، للأستاذ عبدالله سراج الدين رحمه الله.
5- موسوعة أحاديث الشمائل النبوية الشريفة، لعدد من الأساتذة المعاصرين، واشتلمت على (٣٦٤٤) حديثاً.