تعتبر الفحوصات الإشعاعية من الدعائم الرئيسية والضرورية اللازمة للتشخيص الطبي الدقيق، وصارت تلعب دوراً أساسياً في تحديد الحالة المرضية، ومدى تطورها، وقد أدي التطور التقني المذهل إلي تطوير العديد من الأجهزة والتقنيات الحديثة، التي تستطيع تحديد نوع المرض، ومدي انتشاره إلي الأنسجة المجاورة، أو إلى أجزاء الجسم المختلفة.
وسوف نستعرض في هذا المقال بعض المعلومات الأساسية عن الفحوصات الإشعاعية، والتي أصبحت عاملاً مساعداً رئيسياً لتشخيص مرض السرطان، سواء بهدف تصنيف النوع المرحلة، أو الموضع ودرجة الانتشار إلي الأنسجة الأخرى، الأمر الذي يساعد في النهاية إلى إعداد الخطط العلاجية المناسبة.
-التصوير الإشعاعي العادي: يتم باستخدام الأشعة السينية لتكوين صورة للأعضاء الداخلية للجسم، بهدف تكوين صورة واضحة عن التغيرات بالأنسجة والأعضاء، ويعتبر هذا الفحص أولي وقد لا ينتج عنه نتائج دقيقة في تشخيص بعض أنواع السرطانات، ومن أهم استخداماته الفحص الإشعاعي للثدي "الماموغرام"، والذي مازال يعتبر المعيار الذهبي للتشخيص المبكر لسرطان الثدي.
- التصوير بالموجات الصوتية: يمتاز هذا النوع من التصوير بالأمان، حيث لايوجد ضرر شبيه باستخدام الأشعة السينية، والسرعة في إتمام الفحص بدون تحضيرات مسبقة، ويعتبر استخدام الموجات الصوتية في المناطق الرخوة من الجسم كالبطن والحوض من أفضل أساليب الكشف المكبر عن الاورام، ويساعد أيضاً في تحديد مدي انتشار المرض إلي الأنسجة المجاورة أو الغدد الليمفاوية.
- التصوير الطبقي المحوري: في هذا الفحص يتم استخدام الأشعة المقطعية بمساعدة الكمبيوتر، وذلك لتكوين صورة ذات جودة عالية للجسم، ويمتاز هذا النوع من التصوير بالسرعة العالية بالإضافة إلي إمكانية حقن المريض بمادة ملونة تساعد على تحديد أنواع الأورام، ونوعية المد الدموي للورم.
- التصوير بالرنين المغنطيسي: يستخدم هذا الفحص موجات الراديو، بعد وضع المريض في حقل مغنطيسي قوي، إذ تقوم خلايا الجسم بامتصاص موجات الراديو وارجاعها إلي الجهاز مرة أخري، حيث يقوم الكمبيوتر بترجمتها وتحويلها إلي صورة طبقية، ويتميز هذا النوع من التصوير بالدقة العالية، والمقدرة على إظهار التفاصيل مهما كان حجمها، وتحديد علاقتها بالأنسجة المجاورة، ولعل من أبرز المآخذ على هذا الفحص الفترة الزمنية اللازمة لإنجازه، بالإضافة إلي الصوت العالي الصادر من عملية التصوير، وبطبيعة الحال ضيق الفتحة التي يستلقي فيها المريض، وتعمل الكثير من الشركات على تطوير تكنولوجيا حديثة، لتجاوز هذه العيوب مع المحافظة علي جودة الصور.
- التصوير بالطب النووي: يعتبر استخدام النظائر المشعة العنصر الأساسي في الطب النووي، حيث لها المقدرة على إصدار موجات إشعاعية صادرة عن الخلايا ، ويتم استقبالها بواسطة الجهاز وترجمتها إلي صورة للعضو المراد تصويره، ويمتاز هذا النوع من التصوير بالتحديد الدقيق لوظائف الأعضاء، وتحديد كمية ونوعية الخلايا النشطة، أو الراكدة كخلايا الغدة الدرقية، والجهاز البولي، والجهاز العظمي.
- التخطيط الشعاعي الطبقي بدفق الكهرباء الموجبة "بت سكان": وهو تشخيص جديد للتمثيل الدقيق لأنواع معينة من السرطان والاورام، يمًكن من تشخيص نوع ونشاط الورم، بالإضافة إلي التحقق من تقدم العلاج.
وإيجازاً يمكننا أن نقول إن اختيار الفحص الإشعاعي المناسب، يعتمد على العديد من العوامل، مثل مكان الورم ومدة الإصابة به وتوفر الفحص، وقد يتم في بعض الأحيان إعادة الفحوص لمراقبة تطور المرض، والتقدم في العلاج. إن الفحوصات الإشعاعية في الغالب ليست ذات تأثيرات جانبية، ولا تسبب الألم في معظم الحالات، وقد يحتاج الفحص في بعض الأحيان لإجراء بعض التحضيرات مثل الصيام لمدة معينة، أو إجراء إفراغ للمثانة، أو الجهاز الهضمي للحصول على أفضل النتائج. وعادة ما يقوم الطبيب بشرح الفحص للمريض عند المراجعة، بالإضافة إلي أن اختصاصي التصوير الطبي يقوم بشرح أوفى للفحص، مقدماً بطبيعة الحال معلومات تساعد المريض على الحصول على أفضل النتائج.