"عملية التعليم أو التدريس هي هواية، وهي أن المدرّس يرى في نفسه أنه ينشئ جيل ولذلك نراه يُعطي طلبته كل ما لديه من فكرٍ، ويُواكبُ التطور في التعليم ويواكب الوسائل التي تُساعدُ على إفهام هذا الطالب هذه النظريات أو هذه العلوم".
صاحب السمو حاكم الشارقة خلال زيارة سموه لمقر هيئة الشارقة للتعليم الخاص 3 نوفمبر 2020م.
تحدث صاحب السمو حاكم الشارقة خلال زيارة سموه الى مقر هيئة الشارقة للتعليم الخاص، حديثاً شاملاً حمل رؤية الأب وحرصه على تعليم أبناءه، متضمناً حديثاً إلى المسؤولين عن العملية التعليمية بشكل عام، وما تضمنته برامج الهيئة - الحديثة الإنشاء- من خطط استراتيجية طموحة تسندها المتابعة الشخصية لسموه لكافة البرامج. كما أذاع ذلك سموه خلال المقابلة والحديث الذي كان من قلب والدٍ ومعلمٍ وصاحب رؤية في التعليم، وحاكمٍ يقدم كافة أشكال الرعاية والاهتمام لأفراد وأبناء وبنات مجتمعه، ويتابع مسيرتهم التعليمية، بكل حرصٍ وعلمٍ ومعرفة، يُطوّر ويُنميِ ويُقدم بلا حدود، منطلقاً سموه من إيمانٍ تامٍ بأن إصلاح وتقدم المجتمع يبدأ من التعليم، ومن الصف المدرسي، وأن المدرّس هو أول العاملين على ذلك.
خلال حديثه، عرّف سموه عملية التدريس وممارسة المهنة تعريفاً مبسطاً لكنه عميق، حيث أشار سموه إلى أن العملية هي هواية، والهواية في مفهومها العام تتداخل فيها العديد من العوامل مثل الرغبة الشخصية، وتوافق المهارات، وتوفّر الإمكانيات النفسية والعلمية، وفوق كل ذلك الحب لما نعمله دون أية ضغطٍ عملي أو غيره، وبالتالي يكون العمل هوايةً عندما نرغب فيه ونقدمه بكل الحب والعرفان والشعور الكامل بالرضا.
وواصل سموه في حديثه عن أهمية التعليم وتقديم وصفةً علميةً معرفيةً شاملة للمُدرّس أو المعلم، لينجح في مهمته التي تعتبر أساس تطور المجتمع، من خلال تخريج طلبةٍ متعلمون محبون لوطنهم، متفوقون في معرفتهم، ليكونوا ادخار المستقبل للمجتمع والأمة، وليكونوا نافعين بعلمهم. فالمدرّس وهو يُقدم الجهود المخلصة في مهنته ويمارسها كهوايةٍ محببةٍ لا يضجرُ منها، ولا يسأم، يكون في تمامٍ العلمِ بأنه يُنشئ جيلاً من أجيال المجتمع. جيل سيحمل الراية في الغد، ويقوم على أمر نفسه ومن حوله، وهي عملية تنشئةٍ تختلف عن كل الوظائف والمهن الأخرى، فالمنتجُ الذي نعمل عليه ونهتم به هنا هو إنسانُ، نعدهُ لمقبل الأيام، مؤمناً بمجتمعه ودينه وقيم مجتمعه، لذلك فإن المدرّس هنا يعطي طلبته كل ما لديه من فكرٍ وعلمٍ وقيمٍ لتكون العملية التعليمية هي تربوية في المقام الأول، شاملة ومتكاملة، ليكون الكاسبُ الأكبر هو الوطن.
هذا التعريف الحكيم من صاحب السمو حاكم الشارقة، جعل تطوير المدرس لنفسه ومقدراته هي الأساس، إلى جانب ما على أولياء الأمور من دورٍ رئيسٍ في المتابعة والقدوة، لذلك يجب على المدرّس أن يُحب مهنته، ويقدمها من القلب إلى القلب، بكل حبٍ وحماس، إلى طلبته المشرفُ عليهم، وهو ما يستدعي أن يكون هو نفسه مُتطوراً، مُواكباً لآخر وأحدث التطورات في العلوم التربوية والأنظمة التعليمية، التي تزداد تطوراً يوماً بعد يوم.
بالإضافة إلى الوسائل التعليمية التي ترتبط كلها بتقديم المعلومة بأفضل طريقةٍ ممكنةٍ، ليستوعب الطالب العلوم التي تقدم لها بأبسط السبل، وبذلك يتحققُ سعيُ المجتمع الحريص على تعليم أبناءه، والمدرّس الذي يسعد أيما سعادة بنجاح وتفوق طلبته، والطالب نفسه وأسرته التي جعلته محور حياتها، وفي ذلك فلاحُ الوطن كله.