أكد صانع المحتوى رائف يوسف أن تجربته في تقديم محتوى باللغة العربية الفصيحة عبر الإنترنت لم تكن سهلة، لكنه أصر على خوضها لإيمانه بأن اللغة العربية ليست صعبة الفهم كما يُشاع. جاء ذلك خلال جلسة في "منصة محطة التواصل الاجتماعي" ضمن فعاليات الدورة الثالثة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب.
الشارقة 24:
تضمنت فعاليات الدورة الثالثة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب؛ جلسة لصانع المحتوى رائف يوسف، في "منصة محطة التواصل الاجتماعي"، الذي أكد خلالها أن تجربته في تقديم محتوى باللغة العربية الفصيحة عبر الإنترنت لم تكن سهلة، لكنه أصر على خوضها لإيمانه بأن اللغة العربية ليست صعبة الفهم كما يُشاع.
وأشار رائف إلى أن اللغة العربية تتميز بجماليات فريدة تجعلها قادرة على التعبير العميق عن المشاعر، وأنها تمنح المتحدثين بها خصائص متفردة، منها رهافة الحس.
وقال: "العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي جزء أصيل من الهوية والثقافة، تنقل القيم والتقاليد من جيل إلى آخر، وتشجع على التفكير النقدي". واعتبر أن فهم العربية بشكل عميق يحتاج إلى الاطلاع على التراث الأدبي العربي.
وأورد يوسف في حديثه دراسات متعددة حول تأثير اللغات على شخصية المتحدثين بها، مستشهدًا بأفكار العالم "كارل بوبر" الذي يرى أن اللغة توحّد أنماط التفكير والسلوك بين متحدثيها، وأيضاً بفكر "ماكس مولر" الذي وصف العلاقة بين الفكر واللغة بأنها كالعلاقة بين الروح والجسد.
وأضاف رائف: "واجهت تحديات عديدة عند بدء تقديم محتوى بالعربية الفصيحة، من أبرزها التصور السائد بأن العربية لغة معقدة وصعبة الفهم، فكان عليّ أن أقدمها بأسلوب بسيط وجذاب للجمهور العام دون أن أفقد عمقها ورصانتها". وأكد أنه لم يستسلم لتلك المخاوف، وقرر المضي في تجربته رغم احتمال الفشل، مضيفاً: "الإقبال الكبير على المحتوى أثبت لي نجاح هذه التجربة وأهميتها".
وأوضح رائف أن القرآن الكريم كان له دور كبير في تحسين لغته، إذ اعتمد عليه في التدريب على النطق السليم وفهم قواعد النحو، حيث وجد في النحو علمًا ممتعًا ومثيراً للاهتمام، وليس جامدًا كما يعتقد البعض.
وأشار يوسف إلى التحديات التي تواجه صناعة المحتوى العربي، وأهمها انتشار اللهجات العامية، والتهجين اللغوي الذي يتمثل في مزج العربية بكلمات أجنبية، بالإضافة إلى نقص المحتوى العربي الموثوق في المجالات المختلفة وصعوبة التسويق له.
وفي ختام حديثه، دعا يوسف إلى التركيز على القراءة قائلاً: "القراءة هو الذي سيقرب الإنسان العربي من لغته الأم ويحافظ على الهوية العربية في مواجهة تحديات التغريب".