جار التحميل...
الشارقة 24:
أكد الخبير الاقتصادي العالمي الدكتور محمد العريان، المستشار الأول لشركة "أليانز" وأحد أبرز العقول المالية في العالم، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تسير في الاتجاه الصحيح، بفضل الرؤية الحكيمة والاستثنائية لقيادتها التي جعلت من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة أدوات رئيسة لتمكين المستقبل، مشيداً بقدرة الدولة على خلق بيئة آمنة للحوار والابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي.
جاء ذلك، خلال جلسة رفيعة المستوى بعنوان "تخفيف مخاطر الاستثمار في ظل الصدمات العالمية"، جمعت الدكتور العريان بالشيخ فاهم القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى الشارقة للاستثمار، الذي يُعقد ضمن أجندة موحّدة مع مؤتمر الاستثمار العالمي 2025، مستقطباً نخبة من صُنّاع القرار والخبراء الاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح العريان، أن الإمارات نجحت في تحويل الأزمات إلى فرص اقتصادية حقيقية عبر سياسات تقوم على المرونة والاستباقية، ما جعلها نموذجاً إقليمياً في تعزيز الثقة والاستقرار المالي.
وحول تجربة الشارقة في جذب الاستثمارات وتعزيز بيئة الأعمال، أشار العريان، إلى أن الإمارة تتبنى منهجيات فريدة ساهمت في خلق بيئة تتفاعل فيها جميع المكونات الاقتصادية بشفافية ومرونة ما أدى إلى تعزيز الثقة بأسواقها المحلية.
وفي رده على سؤال الشيخ فاهم القاسمي، حول علاقة السلطات الأميركية بالقطاع الخاص، أوضح العريان، أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، تبنّت في بعض الملفات مقاربة منغلقة لصالح الشركات المحلية فقط، ما أدى إلى فجوة في الحوار الاقتصادي العالمي، مشيراً إلى أن الاختلاف بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري لا يكمن في الانتماء السياسي بقدر ما يتمثل في طريقة التفكير وصياغة السياسات، حيث يتم التعامل مع بعض القطاعات مثل صناعة السفن، باعتبارها قضية أمن قومي أكثر منها فرصة تجارية.
وفي تحليله لحركة الأسواق العالمية، أشار العريان، إلى أن مكانة الدولار ما زالت قوية، لكنه يفقد بعضاً من نفوذه تدريجياً في نظام مالي متعدد الأقطاب تتوزع فيه المراكز الاقتصادية بين الشرق والغرب، وشدد على أن الحفاظ على الثقة بالعملة الأميركية يتطلب انضباطاً مالياً ورقابة صارمة على العجز العام.
وتناول العريان، التحولات في الاقتصادات الصاعدة مثل الهند والصين والبرازيل وإندونيسيا، موضحاً أنها تسجل معدلات نمو غير مسبوقة بفضل ديناميكيتها السكانية وتوسع أسواقها الداخلية، فيما تبرز دولة الإمارات كنموذج متقدّم يجمع بين الدخل القومي المرتفع والاستقرار السياسي والمالي، ما يجعلها مصدر ثقة إقليمي وعالمي.