تقدم جمعية الاجتماعيين مجموعةً من الإصدارات البحثية الجديدة التي تجسّد رسالتها كمؤسسة مهنية ومجتمعية رائدة في نشر المعرفة وتعزيز الوعي الاجتماعي، وذلك ضمن مشاركتها في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يُقام في إمارة الشارقة خلال الفترة من 5 حتى 16 نوفمبر المقبل، وتأتي هذه المبادرة في إطار حرص الجمعية على ترسيخ ثقافة التنمية المستدامة القائمة على العلم والخبرة الميدانية، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز البحث العلمي والممارسات الاجتماعية الرصينة التي تسهم في خدمة المجتمع وتنمية الإنسان.
الشارقة 24:
في إطار استعداداتها للمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يُقام في إمارة الشارقة خلال الفترة من 5 حتى 16 نوفمبر المقبل، أعلنت جمعية الاجتماعيين عن إطلاق مجموعة من الإصدارات البحثية الجديدة التي تجسد رسالتها كمؤسسة مهنية ومجتمعية رائدة في نشر المعرفة وتعزيز الوعي الاجتماعي، وترسيخ ثقافة التنمية المستدامة القائمة على العلم والخبرة الميدانية، ومنذ تأسيسها، حرصت الجمعية على أن تكون المعرفة الاجتماعية أحد أعمدتها الرئيسة في بناء مجتمع أكثر إنسانية واستدامة، عبر دعم الدراسات التي تتناول القضايا الاجتماعية الملحّة وتقدّم رؤى تطبيقية قابلة للتنفيذ.
وفي هذا السياق، تُصدر الجمعية كتاباً بحثياً للدكتورة هالة الأبلم بعنوان (دور الخدمة الاجتماعية في تحسين مهارات القادة في التعامل مع النزلاء والمفرج عنهم)، وهو عمل أكاديمي يعالج موضوعاً بالغ الأهمية في ظل التحولات التي يشهدها مفهوم العدالة الإصلاحية وإعادة التأهيل المجتمعي، يقدّم الكتاب رؤية متكاملة تربط بين القيادة المؤسسية والكفاءة الاجتماعية داخل المؤسسات الإصلاحية، مستنداً إلى منهج بحثي ميداني يسعى إلى تطوير مهارات القادة والأخصائيين الاجتماعيين لبناء بيئات أكثر إنسانية وفاعلية، قادرة على تحويل المؤسسات العقابية إلى فضاءات للتأهيل والإصلاح وإعادة الاندماج الإيجابي في المجتمع.
كما تطلق الجمعية إصداراً بحثياً آخر للدكتورة أمل النعيمي بعنوان (العوامل المؤثرة في اتجاهات الشباب نحو أبعاد التطرف الفكري والعنيف في مجتمع الإمارات)، وهو دراسة ميدانية تستند إلى منهجيات علمية دقيقة وأدوات إحصائية متقدمة، تكشف عن محددات الاتجاهات الشبابية نحو التطرف، وتحلل العوامل الاجتماعية والنفسية والأسرية والإعلامية المؤثرة فيها، أُجريت الدراسة على عينة من طلبة مؤسسات التعليم العالي في إمارة الشارقة، ما يمنح نتائجها موثوقية علمية وقيمة عملية يمكن الاستفادة منها في تصميم السياسات والبرامج الوقائية، وتؤكد الدراسة على أن مواجهة التطرف تتطلب فهماً عميقاً لجذوره في السياق المحلي، وأن تعزيز قيم الانتماء والاعتدال يشكل خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من الانحرافات الفكرية.
وأكد الدكتور محمد بن جرش السويدي، عضو مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين ورئيس اللجنة الثقافية، أن هذه الإصدارات تمثل خطوة نوعية في مسيرة الجمعية نحو ترسيخ مكانتها كمؤسسة علمية ومجتمعية فاعلة، وقال: "إن الجمعية تؤمن بأن الكتاب والبحث العلمي هما أداتان محوريتان في بناء الإنسان الواعي والمجتمع القادر على التفاعل الإيجابي مع متغيرات العصر دون أن يفقد هويته وقيمه الأصيلة".
وأضاف عضو مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين ورئيس اللجنة الثقافية، أن مشاركة الجمعية في معرض الشارقة الدولي للكتاب تجسّد التزامها بدورها الثقافي والتنموي، وتُبرز مكانة الأخصائي الاجتماعي كشريك رئيس في صناعة التغيير والإصلاح المجتمعي، مشيراً إلى أن هذه الدراسات تمثل نموذجاً لما يمكن أن تحققه المعرفة حين تتقاطع مع التطبيق العملي وتتحول إلى أدوات فاعلة في صياغة السياسات الاجتماعية.
واختتم الدكتور بن جرش تصريحه بالتأكيد على أن جمعية الاجتماعيين ستواصل دعمها للأبحاث العلمية التي تنبع من الواقع الإماراتي وتعكس خصوصيته الثقافية والاجتماعية، انطلاقاً من إيمانها بأن المعرفة حين تتحول إلى وعي، والوعي إلى سلوك، يصبح المجتمع أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر وصناعة مستقبل مستدام قائم على قيم العدالة والانتماء والابتكار.