جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تناول الدور الإنساني والمعرفي للرحّالة في نقل التجارب وتبادل الثقافات

جلسات ملهمة ولقاءات الرحالة تثري ملتقى الشارقة الدولي للراوي الـ25

23 سبتمبر 2025 / 7:32 PM
ملتقى الشارقة للراوي يثري دورته الـ25 بجلسات ملهمة ولقاءات الرحالة
download-img
جانب من جلسات الملتقى
واصل ملتقى الشارقة الدولي للراوي الـ25، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، تقديم فعالياته التي تضمنت جلسات ثرية وحوارات ملهمة ولقاءات استثنائية مع الرحالة، ليشكل الحدث في يوبيله الفضي، منصة معرفية تجمع الباحثين والعلماء من مختلف الدول، في إطار بحث وحوار ثري حول التراث الشفاهي وأدب الرحلات العربية.

الشارقة 24:

تتواصل فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث في دورته الخامسة والعشرين، ليشكل منصة معرفية تجمع الباحثين والعلماء من مختلف الدول، في إطار بحث وحوار ثري حول التراث الشفاهي وأدب الرحلات العربية.

إقبال واسع من الجمهور

وشهد الملتقى، إقبالاً واسعاً من الجمهور، الذي حرص على متابعة الجلسات والمشاركة في الفعاليات وورش العمل المختلفة، حيث ناقش الباحثون، من خلال أوراق علمية وجلسات حوارية موسعة، أبعاد الرحلة في التاريخ والثقافة العربية، مسلطين الضوء على الدور الإنساني والمعرفي للرحّالة في نقل التجارب وتبادل الثقافات.ملتقى الشارقة للراوي يثري دورته الـ25 بجلسات ملهمة ولقاءات الرحالة

مدن الإمارات والخليج العربي

وفي جلسة بعنوان "مدن الإمارات والخليج العربي في كتابات الرحالة والجغرافيين"، أدارها الدكتور سالم الطنيجي، قدمت ثلاث أوراق بحثية تناولت دور الرحالة والجغرافيين في توثيق المدن والموانئ الإماراتية، حيث تناولت الورقة الأولى لطلال الرميضي، رحلة رئيس البعثة الكويتية للأمم المتحدة إلى الإمارات وقطر عام 1958، بينما استعرض محمد جاسم السداح، الملاحظات الدقيقة عن التعليم والمؤسسات الناشئة في الشارقة ودور التعاون الكويتي في ترسيخ الروابط الثقافية.

سيرة ابن جبير الأندلسي ورحلات الحج

وتناولت الورقة الثانية لوفاء سالم الحشيمي، سيرة ابن جبير الأندلسي ورحلات الحج في القرنين السادس والسابع الهجريين، مركزة على التوثيق العمراني والاجتماعي ومشاهده للحياة الاقتصادية والثقافية، مما جعل كتابه مرجعاً أساسياً للباحثين، في حين استعرضت الورقة الثالثة التي قدمتها فاطمة المزروعي بعنوان "الظفرة بين التاريخ والأدب"، جهود علي الكندي المرر في توثيق تاريخ الظفرة، وطرقها الصحراوية، ومواردها المائية، والشعر الشعبي الذي حفظ أسماء المواقع، مؤكدة أن مؤلفاته تشكل مرجعاً مهماً لفهم الهوية الثقافية الإماراتية.

واختتم الدكتور سالم الطنيجي الجلسة، بورقته البحثية حول وصف المدن الإماراتية عبر كتابات أربعة رحالة من القرن الثالث إلى السابع الهجري، مؤكداً الدور الحيوي لسواحل الإمارات مثل جلفار ودبا والفجيرة والشارقة كمراكز تجارية نشطة ومؤثرة في التواصل الحضاري ونمو الاقتصاد المحلي.

التقاليد الشفاهية في الرحلات العربية

وشهد الملتقى أيضاً، جلسة علمية بعنوان "التقاليد الشفاهية في الرحلات العربية"، أدارها د. خالد الشحي، الذي سلط الضوء على أبعاد الرحلة في الثقافة العربية من الأدب والتاريخ الشعبي والأنثروبولوجيا.

وأكد د. أحمد بهي الدين، أن الرحلة في التراث العربي تمثل نزوعاً إنسانياً ومعرفياً وروحياً، فيما أبرز د. سمير الضامر قدرة الرحالة مثل محمد بن بليهد على توثيق الذاكرة الشعبية والعادات والتقاليد، أما الدكتورة نجيمة طاي طاي، فقدمت دراسة عن الحكايات الخرافية المغربية، مبينة أن التنقل الرمزي في الحكايات يعكس رحلة الإنسان نحو النضج والاكتشاف.

العجائبي والغرائبي في الرحلات العربية

وتضمنت فعاليات الملتقى، جلسة بعنوان "العجائبي والغرائبي في مدونة الرحلات العربية"، حيث عرضت الباحثة الإيطالية كلوديا ماريا تريسو، حضور النساء والأطفال في رحلة ابن بطوطة، فيما قدم د. عبد الحكيم طريفة ممارسات اجتماعية وثقافية مصورة في يوميات الرحالة، بينما ناقش د. يوسف دِينغ لونغ المقارنة بين رحلات ابن بطوطة وشيو شيك، في حين قدم د. أحمد علواني دراسة حول تقاطع الحقيقة والمتخيل في النص الرحلي، وأسهمت الجلسة في فهم البعد الإنساني والثقافي لأدب الرحلات العربية، ومكانة النصوص الرحلية في حفظ العجائبي والغرائبي.

إماراتيتان ملهمتان من جبال الألب إلى سقطرى

وتجسدت حكايات استثنائية عن الشجاعة والصمود والاكتشاف في برنامج "لقاء الرحّالة"، وشهدت الجلسة مشاركة رائدتي السفر الإماراتيتين فاطم لغنّاي وسلمى الحفيتي، اللتين أسرتا الحضور بقصص ملهمة عن تجارب امتدت عبر القارات والثقافات.

وقدمت الرحالة والمستكشفة فاطمة اللوغاني، سرداً شيقاً عن مغامراتها بالدراجات النارية التي انطلقت من أوروبا وامتدت إلى قارات أخرى، واستذكرت أول رحلة كبرى لها في جبال الألب، حيث كانت المرأة الوحيدة بين 15 دراجاً محترفاً، ورغم سقوطها في اليوم الأول، واصلت التحدي خلال ثمانية أيام قطعت فيها 2500 كيلومتر، مصممة على عدم الاستسلام.
ملتقى الشارقة للراوي يثري دورته الـ25 بجلسات ملهمة ولقاءات الرحالة
أما أصعب مغامراتها فكانت في فبراير الماضي، حين انطلقت من دبي إلى كرواتيا مروراً بالسعودية والكويت والعراق وتركيا وبلغاريا وصربيا وغيرها، ورغم تعرضها لحادث خطير في العراق، أكملت رحلتها التي قطعت خلالها 5400 كيلومتر بمفردها، وأكدت أنها توثّق رحلاتها على شبكة الإنترنت عبر تطبيق "تيك توك"، ليتمكّن أفراد عائلتها، خاصة والدتها، من متابعتها.

ملتقى الشارقة للراوي يثري دورته الـ25 بجلسات ملهمة ولقاءات الرحالة

بدورها، شاركت الكاتبة والرحالة سلمى الحفيتي، جمهور الملتقى، تجربتها الفريدة في جزيرة سقطرى، المشهورة بتنوعها البيولوجي النادر وثقافتها العريقة، وسردت تفاصيل ما تتميز به الجزيرة من نباتات وحيوانات وحياة بحرية تطورت على مدى ملايين السنين من العزلة الطبيعية، وخلال أسبوع كامل بعيداً عن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، سعت الحفيتي، إلى التأمل واستلهام أفكار لروايتها المقبلة، بينما كانت تنغمس في جمال الطبيعة البكر.

ورش التراث والسرد الإبداعي

وشهد الملتقى، سلسلة ورش عملية استكشف فيها المشاركون، التراث الإماراتي وفن السرد والأنشطة الإبداعية، وتضمنت جلسات عدة مثل "تحديد الأهداف"، و"ميدالية مفتاح القارات"، و"اصنع قناع الرحالة"، و"الصندوق التراثي"، إضافة إلى "النقوش الإسلامية" و"صنع الجمل بسعف النخيل"، إلى جانب ورش أخرى خاصة بالشباب حول الحكايات والسفر.

September 23, 2025 / 7:32 PM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.