جار التحميل...
الشارقة 24:
بمشاركة وحضور إقليمي ودولي واسع، ووسط اهتمام وتفاعل عالمي متنامي تشهد إمارة الشارقة اعتباراً من الإثنين المقبل أعمال وفعاليات الدورة الـ 25 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي (22 -26 سبتمبر الجاري) والتي تتزامن مع احتفال الملتقى بيوبيله الفضي الذي يجئ هذا العام تحت شعار "حكايات الرحالة"، بمشاركة ما يزيد عن 120 راوياً، وأكثر من 37دولة عربية وأجنبية، في حدث ثقافي عالمي يجسد ملامح فنون السرد ويستحضر تجارب السفر والترحال عبر العصور.
يزخر الملتقى في نسخته الجديدة ببرنامج متنوع يجمع بين العروض الحية والمعارض والورش والجلسات الفكرية، ليشكل مساحة تفاعلية جامعة بين الرواة والباحثين والجمهور، ويأتي ضمن أبرز محطاته تنظيم معرض خاص بعنوان «حكايات الرحالة»، ليوثق تجارب السفر وما تركته من إرث إنساني ومعرفي متنوع، إلى جانب معرض مقتنيات شخصية العام المكرمة - معالي محمد المر الكاتب والقاص والرحالة الإماراتي بجانب تكريم د. علي الشالوبي من الإمارات والفنانة أمينة كوسطو من المغرب بجائزة الكنوز البشرية الحيّة، بما يعكس جانباً من اهتمامها الثقافي ومسيرتها الفكرية.
يشهد الملتقى عقد أكثر من 40 ورشة عمل تغطي مختلف محاور الحكاية والتراث، بدءاً من تقنيات السرد الشفهي وصولاً إلى ورش التصميم البصري والتطبيقات العملية التي تمنح المشاركين والجمهور فرصة معايشة التجربة بشكل مباشر، ويواكب هذه الأنشطة إطلاق40 إصداراً جديداً يتمحور معظمها حول أدب الرحلة، أبرزها سلسلة “عيون الرحلات” التي تستعرض مختارات من مدونة الرحلات العربية، بما يثري المكتبة العربية والعالمية بمؤلفات نوعية.
ويبرز البرنامج الفكري هذا العام عبر مشاركة 45 باحثاً وخبيراً وأكاديمياً من مختلف دول العالم، موزعين على عشر جلسات علمية ومحاضرات وندوات، تتناول محاور متصلة بفنون السرد وتجارب الترحال، كما يخصص الملتقى ركناً خاصاً لتوقيع الإصدارات الجديدة، كمنحىً جديداً يجمع بين المعرفة النظرية والإبداع الأدبي.
ووقع اختيار الملتقى لجزر المالديف كضيف شرف لهذه الدورة، في مسعى لإلقاء الضوء على موروثها الثقافي وتجاربها الإنسانية المتصلة بالبحر والرحلات، وبما يعكس انفتاح الملتقى على تنوع الثقافات العالمية، فيما تتوسع دائرة التكريم لتشمل مبادرة “تكريم الوفاء للمبدعين” التي تحتفي برواد أسهموا في حفظ التراث الثقافي.
يمثل ملتقى الراوي في يوبيله الفضي محطة فارقة في مسيرته الممتدة على مدى ربع قرن، إذ عزز مكانته كمنصة دولية للاحتفاء بالذاكرة الإنسانية وتجارب الحكي، وفتح نوافذ جديدة للتواصل مع رواة العالم، ليؤكد من الشارقة أن الحكاية لا تزال قادرة على وصل الماضي بالحاضر وصياغة مستقبل زاخر بالمعرفة والإبداع.