مهرجان دبا الحصن للمالح ينطلق 28 أغسطس بأجواء تراثية بحرية أصيلة

الشارقة 24:

أعلنت كل من غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية دبا الحصن عن اكتمال كافة التجهيزات والاستعدادات لإطلاق الدورة الـ 12 من مهرجان دبا الحصن للمالح والصيد البحري، والذي من المقرر أن يستقبل زواره في جزيرة الحصن على مدى أربعة أيام متتالية، تبدأ من 28 إلى 31 أغسطس الجاري، ليقدم منصة فريدة تمزج بين أصالة الموروث البحري ومتطلبات التنمية الاقتصادية المعاصرة في الإمارة.

ويأتي المهرجان هذا العام ليؤكد مكانته كأحد أهم الملتقيات التراثية المعنية بصناعة المالح في المنطقة، حيث يعكس رؤية مشتركة بين غرفة الشارقة وبلدية دبا الحصن نحو ضرورة حماية الهوية الثقافية الإماراتية، كما يهدف الحدث إلى تسليط الضوء مجدداً على المهن المرتبطة بالبحر، والتي كانت تاريخياً شريان حياة للمجتمعات الساحلية، مع العمل على بث روح جديدة في الصناعات التقليدية ودفع عجلة النمو الاقتصادي والسياحي في المنطقة الشرقية بإمارة الشارقة.

وأعدت اللجنة المنظمة للمهرجان برنامجاً حافلاً بالأنشطة التفاعلية والتراثية التي تأخذ الزوار في رحلة لاستكشاف التراث البحري، حيث ستقام جلسات تعليمية تطبيقية حول فنون تمليح الأسماك وحفظها، مع عروض تعريفية لمعدات الصيد التي استخدمها الأجداد في الإمارات، كما يتخلل المهرجان تنظيم لقاءات حوارية حول أهمية استدامة الثروة السمكية، ومناقشات لتعميق وعي الجمهور حول أساليب الصيد البحري، بالإضافة إلى عروض فلكلورية حية تجسد ثقافة البيئة البحرية في إمارة الشارقة.

تجارة ونشاط اقتصادي يصون الهوية

وأكد سعادة محمد أحمد أمين العوضي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة أن تنظيم المهرجان سنوياً يعكس التزام غرفة الشارقة بتسليط الضوء على الروافد التراثية الغنية في النشاط الاقتصادي، ويقدم ترجمة حقيقية لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في أن يظل التراث مكوناً حياً وأساسياً في نسيجنا المجتمعي والحضاري، مشيراً إلى أن الغرفة ترى أن مسؤوليتها تمتد إلى ما هو أبعد من التجارة لتشمل صون الهوية وتعزيز المهن التراثية، ومهرجان دبا الحصن للمالح والصيد البحري من أهم المبادرات التي تهدف إلى إبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة الشرقية وضمان استدامته وانتقاله بكل فخر للأجيال القادمة.

استعدادات لاستقبال زوار المهرجان

من جهته، أشار سعادة طالب عبدالله اليحيائي، مدير بلدية دبا الحصن، إلى أن جهود بلدية دبا الحصن تتركز على تهيئة بنية تحتية تنظيمية متكاملة تضمن أن تكون تجربة كل زائر للمهرجان استثنائية، حيث تم الاستعداد لاستقبال الزوار في بيئة حية للتفاعل الأسري والمجتمعي من خلال تمكين المشاركين من التفاعل مع العارضين، وإتاحة الفرصة للآباء والأجداد لنقل شغفهم وحكاياتهم البحرية إلى أبنائهم وأحفادهم، تجسيداً لهدف المهرجان في تحقيق التواصل بين الأجيال، وتمكين الزائر من الإلمام بحصيلة ذكريات ومعارف شاملة عن التراث البحري الإماراتي وأساليب صيد المالح.

اهتمام بمشاركة الأسر المنتجة

وتكتمل لوحة المهرجان بمشاركة فاعلة من مختلف الهيئات الحكومية المعنية بالشأن البحري، جنباً إلى جنب مع نخبة من شركات القطاع الخاص المتخصصة في منتجات المالح، كما يولي الحدث اهتماماً خاصاً بالأسر المنتجة التي ستعرض إبداعاتها اليدوية ومنتجاتها التراثية في منطقة مخصصة، لتشكل بذلك منصة حيوية لدعم المشاريع الصغيرة.

ويتوزع الحدث على عدة أجنحة رئيسية، من بينها "سوق المالح" المركزي، ومساحات لعرض المنتجات الزراعية المحلية، ومنطقة للمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات الشعبية، بالإضافة إلى قسم يعرض أحدث التقنيات في عالم القوارب ومحركات الصيد في فرصة لتعزيز الشراكة والابتكار في مجال الصيد البحري والصناعات الغذائية المرتبطة بالقطاع.

وجددت غرفة الشارقة وبلدية دبا الحصن دعوتهما لسكان وزوار الإمارة لاكتشاف المهرجان والاستمتاع بأجوائه التي تعبق بالتقاليد والنكهات الأصيلة، والذي يستقبل الجمهور يومياً ابتداء من 28 أغسطس على مدى أربعة أيام من الساعة الـ9 صباحاً وحتى الـ9 مساءً، مقدماً نافذة فريدة على أصالة الماضي وتراث الأجداد، في احتفالية تجمع بين الاعتزاز بالجذور والتطلع لمستقبل واعد للحرف والصناعات التقليدية.