مهرجان الذيد للرطب يرسخ مكانته كمنصة رائدة للابتكار الزراعي

الشارقة 24:

شهد "مهرجان الذيد للرطب"، الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وتختتم فعالياته مساء اليوم الأحد في مركز إكسبو الذيد، مشاركة واسعة من كبار مزارعي النخيل ومنتجي الرطب من مختلف أنحاء الدولة، إلى جانب أكثر من 15 شركة زراعية متخصصة في أحدث تقنيات الزراعة المستدامة، في تجسيد للتوجه المتنامي نحو الابتكار في القطاع الزراعي وتزويد العاملين في القطاع بأحدث التقنيات التي تدعم تطوير مزارعهم وتحسين إنتاجها.

وقدّم المشاركون في الدورة التاسعة من المهرجان، قصص نجاح ملهمة استعرضوا من خلالها تجارب المزارع التقليدية التي تحافظ على الإرث الزراعي العريق، جنباً إلى جنب مع المشاريع المبتكرة التي تستشرف مستقبل الزراعة الذكية، وأسهم كل مشارك في إثراء الحدث، سواء بجودة المنتجات المعروضة أو بالابتكار في أساليب الإنتاج، مؤكدين على الدور المحوري للقطاع الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

منصة تسويق ونقل للخبرات

وأشار جمال سعيد بوزنجال، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان إلى أن حجم المشاركة النوعية في هذه الدورة يشكل بعداً تجارياً ومنصة تسويقية لنقل أحدث التقنيات والمعارف للمزارعين، من خلال عرض أحدث الحلول في مجالات الزراعة العضوية والمستدامة والميكنة الزراعية الحديثة، والتقنيات المتقدمة مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الزراعية، وغيرها من الابتكارات التي توفر للمزارعين فرصة فريدة للتعرف على أفضل الممارسات التي تساهم في رفع جودة إنتاجهم وكفاءة مزارعهم.

وأضاف جمال سعيد بوزنجال أن المهرجان يعد منصة سنوية حيوية تجمع المزارعين وتطلعهم على كل جديد، وهو ما يدفع أصحاب المزارع والشركات المتخصصة إلى المشاركة كل عام للاستفادة من الخبرات والتقنيات المعروضة، والعمل على تطوير أساليب الري واستخدام الأسمدة الصديقة للبيئة، مما يمكن المزارعين من تحقيق التوازن المثالي بين الحفاظ على جودة الأصناف الأصيلة ومتطلبات الزراعة المستدامة التي تحمي الموارد الطبيعية.

استدامة للمستقبل

وتميزت مشاركة مزرعة وشاح لصاحبها راشد أحمد الطنيجي، بعرضها لأجود أصناف الرطب المحلية التي تشتهر بها المنطقة، حيث قدمت المزرعة لزوار المهرجان فرصة تذوق مجموعة من الأصناف الفاخرة مثل الخلاص والبرحي واللؤلؤ، والتي تم إنتاجها باتباع أعلى معايير الجودة، مما يجسد التمسك بالإرث الزراعي مع تبني الأساليب الحديثة في الزراعة العضوية.

تنويع منتجات النخيل

أما مزرعة الفهد للتمور، فقدمت رؤية تجارية مبتكرة من خلال عرضها لأصناف مميزة من التمور، مما يبرز تركيز المزرعة على الصناعات التحويلية؛ حيث عرضت منتجات ذات قيمة مضافة مثل دبس التمر النقي، ومعجون التمر عالي الجودة، والتمور المحشوة بالمكسرات الفاخرة، والتي يتم إعدادها وتغليفها وفق أحدث الطرق التي تناسب متطلبات الأسواق المحلية والعالمية.

نكهة خاصة للمهرجان

بدورها، أضفت مناحل رغوة العسل من رأس الخيمة نكهة خاصة على المهرجان، حيث أبرزت مشاركتها أهمية قطاع تربية النحل عبر عرض تشكيلة واسعة من أجود أنواع العسل الإماراتي الطبيعي، وعلى رأسها عسل السدر الجبلي وعسل السمر، إلى جانب منتجات مبتكرة مثل شمع العسل الطبيعي، مع استعراض لمراحل تربية النحل بالطرق المستدامة.

تميز في الزراعة الذكية

ومن بين المشاركين، استعرض الشاب سالم أبو دقة تجربته المبتكرة في تطوير مشروع متكامل للمزارع الذكية يجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والممارسات المستدامة، وينقسم مشروعه إلى جزأين، الأول لمراقبة البيئة الزراعية عبر مجسات للغازات السامة ودرجة الحرارة ورطوبة الهواء والتربة، والثاني للتحكم بالبيئة عبر أنظمة تبريد وتدفئة ومضخة مياه ذكية تعمل تلقائياً، مما يضمن الحفاظ على بيئة مثلى لنمو النباتات.

وعرض المزارع الشاب سلطان علي الخزيمي من إمارة الفجيرة قصة نجاح ملهمة في تمكين الدولة للشباب، حيث جاءت مشاركته امتدادًا لاهتمام أسرته بالتراث الزراعي وعزمه على مواصلة الإرث العائلي، وتميزت منتجاته المعروضة بجودتها العالية، وشملت أصناف الرطب الأصيلة والمطورة، بالإضافة إلى التين المزروع عضوياً.