جار التحميل...
الشارقة 24:
تبذل اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم التابعة لوزارة الثقافة، ومندوبية الدولة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، جهوداً كبيرة، بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية بالتراث، لمواصلة مسيرة الإنجازات المتميزة للدولة على المستوى العالمي في صون التراث الثقافي.
وجاء الإنجاز التاريخي الذي حققته دولة الإمارات، باعتماد لجنة التراث العالمي خلال دورتها الـ47 في باريس، قراراً جماعياً، بإدراج موقع "الفاية" في إمارة الشارقة، ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، نتيجةً لهذه الجهود الدؤوبة، بالتعاون مع هيئة الشارقة للآثار، والمكتب التنفيذي للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي السفيرة الرسمية لملف الترشيح الدولي لموقع الفاية.
وأعرب معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز التاريخي، لافتاً إلى أنه جاء ثمرةً للتعاون البنّاء بين الجهات الوطنية المعنية بالتراث ومؤسسات البحث العلمي والثقافي، بما يعكس الرؤية الاستراتيجية للدولة في جعل التراث، عنصراً فاعلاً في الهوية الوطنية والحوار الحضاري العالمي.
وأضاف معاليه، أن القيمة العالمية الاستثنائية التي يتمتع بها موقع "الفاية"، تكمن في كونه سجلاً حياً وممتدًا لأحد أقدم أشكال الاستيطان البشري في البيئات الصحراوية، ويوفر أدلة نادرة ومهمة على قدرة الإنسان على التكيّف والابتكار في مواجهة التحديات الطبيعية، وهذا ما يجعل إدراجه ليس فقط إنجازاً إماراتياً، بل مساهمة معرفية للإنسانية جمعاء في فهم تطور المجتمعات البشرية.
وأكد معاليه في هذا الصدد، استمرار العمل على تعزيز حضور المواقع الثقافية والطبيعية في دولة الإمارات على خريطة التراث العالمي، ودعم الجهود الوطنية في التوثيق، والتأهيل، وحماية الذاكرة التاريخية، بما يرسخ موقع الإمارات كمركز مؤثر في حماية التراث العالمي وصونه للأجيال المقبلة.
ويمثل موقع "الفاية" الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، شهادة حية على قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية، ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام، ما يمنحه قيمة استثنائية على المستوى العالمي في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا.
وكانت الاكتشافات، قد أظهرت أن الفاية لم تكن ممراً عابراً للهجرات فقط، بل وجهة استيطان بشري متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة، وذلك بفضل توفر المياه من الينابيع والوديان ووفرة الصوان لصناعة الأدوات والمأوى الطبيعي في الجبال، ما جعل من الموقع، بيئة حاضنة للاستقرار البشري في عصور ما قبل التاريخ.
واكتسب موقع "الفاية"، قيمة استثنائية عالمية من خلال هذه الجوانب الفريدة من الاكتشافات التي أكدت أهمية الموقع ودوره في تقديم سجل نادر ومتكامل حول بقاء الإنسان وتغلبه على التحديات المناخية والبيئية التي واجهته.
وطورت دولة الإمارات، خطة إدارة شاملة لحماية موقع "الفاية"، وستعمل على توجيه جهود الحفاظ على الموقع وإجراء البحوث وتنظيم حركة الزوار فيه من عام 2024 حتى 2030، وتتماشى هذه الخطة مع معايير مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، وتضمن الحفاظ على الموقع مع استمرار التنقيب والاستكشاف والبحث العلمي والتعليمي.