جار التحميل...
الشارقة 24:
أطلقت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، ممثلة ببرنامج الشارقة مراعية للسن، وبالتعاون مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، سلسلة من الدورات التدريبية المخصصة لموظفي الفنادق، بهدف تعزيز مهاراتهم في التعامل مع كبار السن، وقد أُقيمت الورش في قصر الثقافة، وشهدت حضورًا واسعًا من موظفي القطاع الفندقي.
وأشرف على تنظيم الورش كل من إدارة التثقيف الاجتماعي وبرنامج الشارقة مراعية للسن، التابع لمكتب الجودة والخدمات الصحية المراعية للسن، حيث سيتم عقد عدة ورش تدريبية باللغتين العربية والإنجليزية، بهدف تحقيق الأثر المرجو منها.
ووفقًا لما أوضحته أسماء الخضري، مدير مكتب الجودة والخدمات الصحية المراعية للسن، فإن هذه الورش تأتي ضمن جهود مكتب المدن المراعية للسن التابع لـ "الجودة"، والتي تدعم عضوية أمارة الشارقة في عضويتها بالشبكة العالمية للمدن المراعية للسن، وبالتالي تعزز مكانتها كمدينة مراعية للسن.
كما تهدف الورش إلى رفع مستوى الوعي والجاهزية لدى العاملين في القطاع الفندقي للتعامل الأمثل مع كبار السن، من خلال تحسين مهاراتهم وتطوير أدائهم، بما ينسجم مع توجهات الإمارة نحو بناء بيئة دامجة وشاملة تُعزز من جودة الحياة لكافة فئات المجتمع، وتُشجّع كبار السن على زيارة الشارقة لما توفره من خدمات نوعية ومقومات سياحية متميزة.
ومن جانبها، أوضحت ناعمة الزرعوني، مدير إدارة التثقيف الاجتماعي، أن التعامل مع كبار السن ورعايتهم يُعد من أسمى التجارب الإنسانية والأخلاقية، مؤكدة أن ما يجعل هذه التجربة أكثر إيجابية وسهولة هو فهم الأسلوب الأمثل للتعامل معهم والبحث عن الطرق الأنسب لذلك. وأضافت أن مساعدة الآخرين هي من أهم أسرار الشعور بالسعادة والرضا الداخلي.
وأشارت الزرعوني إلى أن الإدارة اعتادت على تنظيم ورش متخصصة في كيفية التعامل مع كبار السن، إلا أن هذه المرة تُعد الأولى التي تُخصص فيها الورش لفئة موظفي القطاع الفندقي، ما يُسهم في تشجيع كبار السن على ارتياد الفنادق بثقة ودون شعور بالحرج أو عدم الراحة.
وسيُقدّم هذه الورش باللغة العربية وباللغة الإنجليزية، ضمن جدول محدد يشمل عددًا من الورش المصحوبة بتمارين ومسابقات تفاعلية تهدف إلى تعزيز الوعي والمعرفة لدى العاملين في هذا القطاع.
ومن أبرز الجوانب التي ينبغي أن يُدركها موظفو الفنادق عند التعامل مع كبار السن، هي أهمية مراعاة احتياجاتهم الخاصة، والتعامل معهم بأسلوب مختلف عن بقية النزلاء. إذ يتطلب ذلك التحلي بصفات إنسانية أساسية مثل الرحمة، والطيبة، والتعاطف، وسعة الصدر، وطول البال، تمامًا كما يُراعى الطفل في طريقة التواصل والتفهّم.
ويُعد تبسيط المعلومة عند الحديث مع كبار السن، وتوعيتهم بالمخاطر المحتملة، أمرًا ضروريًا لتعزيز سلامتهم. كما يجب الحرص على بناء علاقة ثقة متبادلة، بحيث يشعر المسن بالراحة والأمان تجاه الموظف، مما يُسهم في تحسين تجربته داخل الفندق ويعكس جودة الرعاية المقدمة له.
أشارت ناعمة الزرعوني إلى أن التقدم في العمر هو مسار طبيعي وحتمي في حياة الإنسان، حيث يكبر الفرد وتنمو معه تجاربه وخبراته. وأكدت أن التعامل مع كبار السن يجب أن يكون قائمًا على الاحترام والتقدير، إلا أن البعض قد يغفل عن جوانب مهمة تسهم في تحسين أسلوب التواصل معهم.
وأضافت أن مساعدة الآخرين تعود بالنفع أولًا على الشخص نفسه، سواء من ناحية الثواب والأجر عن أهله، أو من حيث تعزيز جانبه الإنساني والأخلاقي، بالإضافة إلى أثرها الإيجابي على متلقي المساعدة.
وأكدت الزرعوني أن كبار السن يستحقون التقدير والإجلال، فهم يحظون بمكانة رفيعة في المجتمع، كما أن الدين الإسلامي أَولى رعاية كبار السن اهتمامًا خاصًا، وجعل برهم وتيسير شؤونهم من أبواب الخير والبركة.
وأشادت بجهود دولة الإمارات في هذا المجال، حيث أولت اهتمامًا كبيرًا بكبار السن، وأقرت مجموعة من التشريعات الداعمة، من أبرزها قانون حقوق المسن، الذي يهدف إلى حماية وتعزيز حقوقهم، وضمان تمتعهم بحياة كريمة، باعتبارهم ركيزة أساسية في النسيج الاجتماعي والثقافي والديني للدولة.