جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بعنوان "الرسالة الثقافية"

"مكتبات الشارقة" تنظم جلسة حوارية حول رسالة الحضارة الإسلامية

01 يوليو 2025 / 7:14 PM
"مكتبات الشارقة" تنظم جلسة حوارية حول رسالة الحضارة الإسلامية
download-img
نظّمت "مكتبات الشارقة" في مجمع القرآن الكريم، جلسة حوارية فكرية بعنوان "الرسالة الثقافية"، بالتعاون مع مجمع القرآن الكريم والجامعة القاسمية، بحضور سعادة الدكتور عبد الله خلف الحوسني، الأمين العام لمجمع القرآن الكريم، ونخبة من الأكاديميين والمثقفين وطلاب الجامعات.

الشارقة 24:

في إطار احتفالات الشارقة بمرور 100 عام على تأسيس مكتبتها العامة، نظّمت "مكتبات الشارقة" في مجمع القرآن الكريم، جلسة حوارية فكرية بعنوان "الرسالة الثقافية"، بالتعاون مع مجمع القرآن الكريم والجامعة القاسمية، بحضور سعادة الدكتور عبد الله خلف الحوسني، الأمين العام لمجمع القرآن الكريم، ونخبة من الأكاديميين والمثقفين وطلاب الجامعات.

وتحدث في الجلسة كلّ من الدكتور ناصر الفلاسي، الأستاذ المساعد في قسم التاريخ بجامعة زايد، والدكتور عبد الحكيم الأنيس، الخبير العلمي في مجمع القرآن الكريم، وأدار الحوار راشد النقبي؛ وذلك ضمن سلسلة مبادرات "مكتبات الشارقة" الرامية إلى إحياء التراث المعرفي العربي والإسلامي، وتعزيز مكانة المكتبات كمراكز إشعاع ثقافي في المجتمع.

وشهدت الجلسة طرحاً فكرياً متنوعاً قدّم المتحدثان قراءة تحليلية في تطوّر الإدارة في الحضارة الإسلامية، مستعرضين عدالة النظام المالي الإسلامي وتفوقه على النماذج الغربية والرومانية، إلى جانب استعراض جوانب من طرائف التأليف في التراث العربي، في لفتة تظهر ثراء المحتوى الفكري والإنساني لعلماء المسلمين، وخصوصية موضوعاتهم وأساليبهم، التي سبقت في كثير منها الطروحات الحديثة في مجالات الفكر والصحة والاجتماع.

نظام الإدارة في الحضارة الإسلامية

وسلّط الدكتور ناصر الفلاسي، خلال الجلسة، الضوء على تطور الإدارة في الحضارة الإسلامية، مبيناً أن دراسة التاريخ تعتمد على دراسة المؤرخ، وأن النظام المالي الإسلامي شكّل ركيزة أساسية في ازدهار الدولة الإسلامية، منتقداً اعتماد بعض المستشرقين على مصادر رومانية وغربية فقط، والذي أدى إلى سوء تقدير نظام الجباية الإسلامي، خاصةً ما يتعلق بالجزية.

وعرض الفلاسي مقارنة معمقة بين النظامين الماليين الإسلامي والروماني، مستشهداً بكتابي "الخراج" لأبي يوسف و"الأموال" للقاسم بن سلام، ليبيّن أن الضرائب كانت أخف بكثير من تلك التي فرضتها روما، إذ لم تتجاوز 136 جرام فضة سنوياً، مقارنة بـ 1100 غرام فرضها الرومان.

كما أشار الفلاسي إلى أن النظام المالي الإسلامي أعفى النساء والأطفال وكبار السن من دفع الضرائب، وضمن الحماية لغير المسلمين دون إلزامهم بالمشاركة في الحروب، بخلاف النظام الروماني. وبيّن أن بعض المؤرخين الغربيين المنصفين اعتبروا نظام "الجزية" من أرقى الأنظمة المالية في تاريخ البشرية؛ لأنه ضمن للسكان الحماية والتفرغ للعمل، ما أفرز عدداً كبيراً من أصحاب الثروات من غير المسلمين ممن اشتهرت بهم البلاد الإسلامية.

واستعرض الفلاسي ملامح "ثقافة الرحمة" في الإدارة المالية الإسلامية، مشيراً إلى مراعاة المشقة والمسافة والظروف الزراعية في تقدير الضريبة، والتي كانت تُفرض على الأرض المزروعة فقط، لا على كامل المساحة.

واختتم حديثه بالإشارة إلى اكتشاف وثائق ضريبية تعود إلى القرن الثاني الهجري، عُثر عليها مدفونة، وجمعها أحد المؤرخين البريطانيين في كتاب وثائقي يُعد من الكنوز النادرة التي توثّق التطبيق العملي للإدارة المالية الإسلامية.

طرائف التأليف في التراث العربي

بدوره، قدّم الدكتور عبد الحكيم الأنيس ورقة تحت عنوان "طرائف التأليف في التراث العربي"، أضاء فيها على غنى التراث العربي والإسلامي بالعلوم والفنون والمعارف، مشيراً إلى أن الأمة الإسلامية تُعد من أغزر الأمم إنتاجاً فكرياً؛ إذ لا تكاد تخلو مكتبة كبرى في الشرق أو الغرب من آثار هذا التراث العريق.

وعرض الأنيس نماذج لكتب طريفة وغير تقليدية في موضوعاتها أو مناهجها، مثل كتاب "عقود الجوهر" للمؤرخ جميل العظم، الذي جمع فيه أسماء من ألّف وخمسين كتاباً فأكثر.

كما أشار إلى مؤلفات ذات طابع إنساني مثل كتاب "التعازي" للمدائني، وكتاب "الجوع" لابن أبي الدنيا، الذي تناول فيه الجوع كظاهرة اختيارية واضطرارية، وكتاب "ما قيل في اللحظات الأخيرة"، الذي وثّق فيه اللحظات الأخيرة لحياة كبار الأعلام.

ومن الطرائف الأخرى، ذكر الأنيس كتاب "ذم الثقلاء" لحمد بن خلف، و"مصالح الأبدان والأنفس" في حفظ الصحة، الذي نال تقديراً حديثاً من منظمة الصحة العالمية، و"طب الشيوخ" لابن الجوزي، حول الشيخوخة الصحية، فضلاً عن كتبه حول "الأذكياء" و"الحمقى والمغفلين"، وغيرها.

وتوقف الدكتور عبد الحكيم الأنيس عند كتب في آداب التعامل الاجتماعي تشبه ما يعرف اليوم بكتب الإتيكيت، مثل كتابات الراغب الأصفهاني، مشيراً إلى أن موضوعات تبدو حديثة الطرح، كـ "تاريخ الدموع"، الذي سبق لعلماء المسلمين أن تناولوها بعمق، كما فعل الصفدي في كتابه "تشنيف السمع في انهمار الدمع".

وشهدت الفعالية ورشة فنية متخصصة في الخط العربي والزخرفة الإسلامية، أتيحت فيها الفرصة للمشاركين لاستكشاف جماليات الفنون الإسلامية وتاريخها العريق، ضمن رؤية متكاملة تجمع بين الفكر والإبداع.

July 01, 2025 / 7:14 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.