جار التحميل...
الشارقة 24:
صدر أخيراً العدد 104، لشهر يونيو 2025م، من مجلة "الشارقة الثقافية"، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح، وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان "المسرح والفضاء الرقمي"، مشيرة إلى أن المسرح وجد مع التقنيات الحديثة حياة جديدة بلا حدود، ومكاناً أكثر حيوية وحرية وانسياباً للمشاركة والتجريب والتعبير واستعراض المهارات وإبراز المواهب، إضافة إلى تفعيل العروض والملتقيات والندوات والمؤتمرات والورش التدريبية، وبهذا يتجدّد دوره في التوعية والتثقيف والبناء والارتقاء والجمال.
وقد أصبح المسرح الرقمي أسرع بكثير من المسرح التقليدي في الانتشار والتلقي والتطور، وباتت التقنيات الحديثة في خدمة المؤلف والممثّل والمخرج وكذلك المتلقي، حيث تجاوز العرض المسرحي الحدود الكلاسيكية إلى مساحة أكبر للأفكار والموضوعات.
أما مدير التحرير نواف يونس، فأكد في مقالته "الثقافة والدراما التلفزيونية"، أنه لا بــد أن يتوافــر للمبدع، الإلمــام بمفهوم الثقافة، وعــادات وتقاليد وأخلاقيــات المجتمــع الــذي ينتمــي إليه أولاً، ومــن ثم الوعي بالمفاهيم الإنســانية عبــر التواصل مــع الثقافــات الأخرى من حوله، مــع أهمية إدراكــه لمحيط العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتأثيرها فــي الإنســان، وأيضاً في تكويــن مفاهيمه عن القيم الإنســانية مثل، الوطن والمجتمع والأسرة والسلام والمرأة والعدل والجمال، وغيرها من القضايــا القيمية، التي هي في الأســاس غاية الإبداع وكل أجناســه الأدبية والفنيــة، لتحقق هذه الدرامــا الغرض منها فكرياً وجمالياً وإنسانياً.
وفي تفاصيل العدد؛ سلطت د. رشا غانم الضوء على أحد أعلام الأدب العربي هو الشاعر جميل صدقي الزهاوي، الذي تميز بالحكمة ورؤيته للحياة والكون، وتناول د. محمد عماري كتاب "الجمال والإسلام: جماليات الفن والعمارة الإسلاميين" للكاتبة فاليري غونزاليس التي اعتبرت أن الفن الإسلامي مفعم بالحياة، وجال أحمد سليم عوض في ربوع مدينة "الطور" التي تعد من أشهر مدن سيناء حيث السحر والتاريخ، أما خالد عواد الأحمد فاحتفى بالدور الاستراتيجي لمدينة الرقة، التي تعد من أهم المراكز الحضارية العربية الإسلامية.
أما في باب "أدب وأدباء"؛ فاستعرضت د. أسماء بدر مسيرة الراحل القاص والكاتب العراقي جمعة اللامي الذي مزج الواقع بالخيال معبراً عن هموم الإنسان، وكتب أنور الدشناوي عن الشاعر أحمد رفيق المهدوي الذي لقبوه بشاعر ليبيا الأول، وتناول بسام موسى المنجز الأدبي والإبداعي للأديب ممدوح عدوان، وقدمت نسرين أنطونيوس قراءة في رواية "مملكة الفراشة" للروائي واسيني الأعرج الذي لامس فيها الوجع الجمعي، وتوقف د. يوسف رحايمي عند الروائية الإيرلندية الشابة سالي روني التي تعتبر أن الكتابة موقف من الواقع، ورصدت غنوة عباس دور الرواية العربية في تشكيل الوعي ثقافياً واجتماعياً، حيث جسدت العلاقة والتواصل مع الغرب، وقرأ محمد إسماعيل سيرة الكاتب والشاعر أديب إسحق الذي كانت حياته حافلة بالعطاء والإبداع، وتناول عماد الدين موسى رواية "الروع" للروائي زهران القاسمي، حيث ثنائية الخوف والواقع وسبر أغوار النفس البشرية، وكتبت د. بهيجة إدلبي عن الأديب عبد العزيز الأهواني الذي أسس مدرسة في النقد المنهجي وفهم التراث، واستعرضت هبة محمد مسيرة الكاتب والأديب فخري قعوار الذي جمع بين الإبداع السردي والنقدي، وتوقف أديب حسن عند رواية "رجال العتمة" للشاعرة حليمة الإسماعيلي التي وظفت اللغة الشعرية بإتقان في سردها، وكتبت قمر الجاسم عن تجربة الشاعرة شريهان الطيب التي شاركت في العديد من المهرجانات الشعرية، وحققت حلمها بالفوز في جائزة الشارقة للإبداع العربي، وحاور هشام أزكيض القاص العراقي فرج ياسين، الذي أكد أن مرجعية كتاباته مستلة من حياته، وألقى أحمد رجب شلتوت الضوء على كتاب "البوكر العربية وزمن الرواية" للناقد شوقي عبدالحميد يحيى، الذي رصد تطور تقنيات وأساليب السرد، فيما قدم د. علاء الجابري مداخلة حول الشعر الفكاهي عند أمير الشعراء، وكتب حسن م. يوسف عن "حانو قريثو" حكاية سورية عمرها آلاف السنين، وتتبع مجدي يونس أثر "ألف ليلة وليلة" في الشعر الأوروبي، وحاور عبد الله المتقي الروائي عبدالجليل الوزاني التهامي الذي يعيد رسم الحياة عبر الكلمات، ويبحث عن الحقيقة قي عوالم متخيلة.