أسدلت غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ممثلةً بمركز الشارقة للتدريب والتطوير، الستار على جولتها الرسمية في إسبانيا، والتي هدفت إلى توسيع الشراكات الأكاديمية وتعزيز التعاون في تطوير القيادات الوطنية، إلى جانب تبادل الخبرات مع أبرز المؤسسات التعليمية والبحثية الإسبانية.
الشارقة 24:
اختتمت غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ممثلةً بمركز الشارقة للتدريب والتطوير التابع لها، جولتها في مملكة إسبانيا، التي استهدفت تعزيز الشراكات الأكاديمية والتدريبية وتوسيع آفاق التعاون في مجالات تطوير القيادات والكفاءات الوطنية، فضلاً عن تبادل الخبرات والمعرفة مع المؤسسات التعليمية والبحثية المرموقة في إسبانيا.
وتوجت زيارة وفد الغرفة الذي ترأسته مريم سيف الشامسي، مساعد المدير العام لقطاع الخدمات المساندة، وضم أمل عبد الله آل علي، مدير مركز الشارقة للتدريب والتطوير، وعدد من قيادات الغرفة والمركز، بتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجية بين مركز الشارقة للتدريب والتطوير وجامعة نافارا الإسبانية إحدى أبرز الجامعات الأوروبية الرائدة في مجالات الإدارة، والاتصال، والبحث الأكاديمي، وتهدف الاتفاقية إلى تطوير برامج تدريبية وأكاديمية مشتركة، وتنظيم زيارات تبادلية بين الخبراء والأكاديميين، والعمل على اعتماد برامج المركز دوليًا بما يعزز جودة المخرجات ويواكب التوجهات العالمية في تنمية المهارات القيادية.
وقعت الاتفاقية مريم سيف الشامسي، وخايمي غارسيا ديل باريو، المدير العام لمعهد الثقافة والمجتمع في جامعة نافارا، في حفل أقيم بمقر الجامعة في مدريد، بحضور كل من سعادة إبراهيم النعيمي، رئيس الشؤون السياسية والإعلام والدبلوماسية العامة في سفارة دولة الإمارات في إسبانيا، وأمل عبد الله آل علي، وخالد مقلد، رئيس أكاديمية المستقبل، المستشار الأكاديمي للمركز، وإيلينا بيلزونسي، مديرة التطوير في معهد الثقافة والمجتمع، ورامزي جزماتي، مدير التطوير في جامعة نافارا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
التعاون مع جامعة سالامانكا
كما وقع وفد غرفة الشارقة، اتفاقية تعاون مع جامعة سالامانكا الإسبانية، وتهدف الاتفاقية إلى تطوير برامج تدريبية وأكاديمية مشتركة، وتبادل الخبرات والزيارات العلمية، وتعزيز الاعتماد الدولي لبرامج المركز، بما يسهم في تحقيق رؤية المركز كمؤسسة رائدة في مجال التطوير القيادي والابتكار المؤسسي على مستوى العالم.
خطوة استراتيجية
وأكدت مريم سيف الشامسي أن جولة وفد الغرفة في إسبانيا جاءت ضمن الجهود المستمرة والدؤوبة لتعزيز الاعتماد العالمي للبرامج التدريبية والأكاديمية لمركز الشارقة للتدريب والتطوير ورفع جودتها لمستويات عالمية، مشيرة إلى أن الاتفاقية مع الجامعتين خطوة استراتيجية تدعم برامج المركز وتعكس التزام غرفة الشارقة الراسخ بتعزيز الكفاءات الوطنية وتزويدها بخبرات عالمية المستوى تمكنها من قيادة عجلة التنمية المستقبلية.
وأضافت أن التعاون مع مؤسسات أكاديمية مرموقة وعريقة يدعم الجهود الرامية إلى الارتقاء المستمر بمكانة المركز كجهة تدريبية رائدة ومعتمدة تقدم برامج بمعايير دولية رفيعة تتوافق مع رؤية وتطلعات قادة المستقبل في دولة الإمارات.
رؤية طموحة لتدريب القيادات
من جانبها، أشارت أمل عبد الله آل علي إلى أن الاتفاقيات التي وقعها مركز الشارقة للتدريب والتطوير تتماشى مع رسالة المركز ورؤيته الطموحة لتدريب وتطوير الكفاءات البشرية في الشركات والمؤسسات العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال توفير دورات وبرامج تدريبية متخصصة وعالمية المستوى، تشمل أحدث مهارات الإدارة المتقدمة والتواصل الفعال والقيادة المؤثرة، موضحةً أن الشراكة البناءة بين المركز والجامعتين تتيح للجانبين الفرصة لتطوير برامج جديدة لتدريب القادة وتنمية مهاراتهم برؤية شاملة تهدف إلى تحقيق الازدهار المهني والنمو الشخصي للمتدربين بما يعزز لديهم القدرة على التفكير النقدي والتعرف على أساليب القيادة الهادفة والمؤثرة التي ترتقي بالإنسان والمجتمع.
ورشة التفكير التصميمي
وضمن برنامج الزيارة نظم مركز الشارقة للتدريب والتطوير ورشة عمل تدريبية بعنوان "التفكير التصميمي"، أقيمت ضمن برنامج القيادة الاستراتيجية للأعمال في جامعة غرناطة، وذلك ضمن سلسلة من المحطات التدريبية الميدانية التي يحرص مركز الشارقة للتدريب والتطوير على تنظيمها، بهدف تمكين الصف القيادي الأول وتزويدهم بالمهارات والأدوات العصرية في مجال القيادة والتحول المؤسسي، وتناولت الورشة مفاهيم وأدوات التفكير التصميمي، كمنهجية فعالة لحل التحديات المعقدة، من خلال التركيز على المستخدم النهائي، وتعزيز التفكير المتعاطف، وتوليد الأفكار المبتكرة، واختبار الحلول بطريقة مرنة وتفاعلية، وشهدت الورشة مشاركة واسعة من القيادات الإدارية، الذين أبدوا تفاعلاً لافتاً من خلال تمارين وأنشطة عملية وواقعية.
لقاءات رسمية
وتضمن برنامج الزيارة أيضاً لقاءً رسمياً مع سعادة إبراهيم علي النعيمي، رئيس قسم الشؤون السياسية والإعلامية والدبلوماسية العامة في سفارة دولة الإمارات لدى مملكة إسبانيا، حيث تم استعراض جهود المركز لاعتماد برامجه التدريبية والأكاديمية عالمياً، والتي توجت بتوقيع اتفاقيات تعاون مع 4 جهات رسمية بارزة في إسبانيا، بهدف تبادل الخبرات وتنفيذ برامج تدريبية وأكاديمية معتمدة دوليًا، بما يعزز مكانة مركز الشارقة للتدريب والتطوير كوجهة رائدة للتطوير القيادي والإداري والإبداع المؤسسي على مستوى الدولة.
وأثنى سعادة إبراهيم النعيمي على جهود غرفة الشارقة ومركز الشارقة للتدريب والتطوير في بناء علاقات دولية فاعلة تعكس الرؤية الطموحة لدولة الإمارات في مجال التعليم والتدريب القيادي ونقل المعرفة.
زيارات ميدانية
ونظم وفد الغرفة زيارة ميدانية إلى المقر الرئيسي لجامعة غرناطة، التي تعد من أعرق الجامعات في إسبانيا وأوروبا، وذلك بهدف تعزيز الشراكات المعرفية وتبادل الخبرات القيادية على المستوى العالمي، حيث التقى الوفد بعدد من مسؤولي الجامعة وتم استعراض أبرز التجارب الأكاديمية والممارسات البحثية في مجال القيادة والإدارة الاستراتيجية، وعبر أعضاء الوفد عن سعادتهم بهذه الزيارة النوعية التي تمثل خطوة مهمة نحو فتح آفاق جديدة للتعاون العلمي والقيادي بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز التدريبية، مؤكدين على أهمية الاستفادة من التجارب الدولية في دعم التحول المؤسسي وصناعة القادة.
واختتمت فعاليات البرنامج بزيارة ميدانية إلى مركز ترميم الآثار التابع لجامعة غرناطة، وقصر الحمراء في مدينة غرناطة الإسبانية، أحد أبرز المعالم التاريخية في العالم، بهدف تعزيز الفهم الثقافي والتاريخي، وربط مفاهيم القيادة والرؤية الاستراتيجية بقيم الإبداع الحضاري والتفوق العمراني الذي جسدته الحضارة الإسلامية في الأندلس، حيث ساهمت هذه التجربة في إلهام المشاركين وتعميق رؤيتهم حول دور القيم الحضارية في بناء استراتيجيات قيادية مستدامة وذات بعد إنساني.