جار التحميل...
الشارقة 24:
برعاية سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة، نظمت جامعة الشارقة بالتعاون مع جمعية الإمارات للإبداع، الملتقى الدولي ومعرض الإمارات لإبداع ذوي الإعاقة، تحت شعار: "إبداع وتمكين ذوي الإعاقة: آفاق جديدة نحو مجتمع شامل ومستدام"، وذلك بحضور الشيخ الدكتور خالد بن حميد القاسمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للإبداع، والأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي، مدير جامعة الشارقة، إلى جانب حضور عدد من ممثلي إدارة الجمعية، وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية والطلبة بالجامعة، والمهتمين بقضايا الإبداع وتمكين ذوي الإعاقة.
جاء تنظيم هذا الحدث تماشياً مع توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار في المجتمع، وبصفة خاصة فئة ذوي الإعاقة، انطلاقاً من رؤية الدولة بأن الإعاقة لا تتعارض مع الموهبة والإبداع، بل قد تكون حافزاً لاكتشاف الطاقات الكامنة وتوظيفها لخدمة المجتمع.
وقد حرصت الدولة على توفير بيئة داعمة ومحفزة للإبداع والابتكار، وحققت إنجازات ملموسة على المستوى العالمي، مما يؤكد التزامها الراسخ بتشجيع المبدعين والمبتكرين ورعايتهم ونشر ابتكاراتهم وإبداعاتهم والتعريف بها.
يهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على قدرات وطاقات ذوي الإعاقة والعمل على تنميتها واستثمارها، وتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع لديهم وتشجيعهم على الثقة بأنفسهم، إلى جانب تمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع بمختلف المجالات، ودعم مبادراتهم ومشاريعهم الإبداعية من خلال رعاية وتبني ابتكاراتهم ودمجهم بالمجتمع، كما يهدف الملتقى إلى نشر قصص النجاح لتكون مصدر إلهام للآخرين.
وأعرب الشيخ الدكتور خالد بن حميد القاسمي، عن فخره بالشراكة مع جامعة الشارقة في تنظيم هذا الملتقى الدولي، مؤكداً أن جمعية الإمارات للإبداع تؤمن بأن تمكين ذوي الإعاقة يجب أن يتجاوز المفهوم التقليدي للتسهيلات، ليصل إلى تعزيز مشاركتهم الفاعلة في مجالات الابتكار والتعليم والفنون وريادة الأعمال. وأضاف، أن التغيير الحقيقي يبدأ بتغيير الصور النمطية، ومنح ذوي الإعاقة المساحة الكاملة للتعبير عن قدراتهم وإبداعاتهم. مؤكداً، أن هذا الملتقى، بكل ما يتضمنه من جلسات ومعرض إبداعي مصاحب، يعد منصة ملهمة لتبادل الخبرات واستعراض قصص النجاح التي تؤكد أن الإعاقة ليست عائقاً، بل دافعاً نحو التميز حين تتوفر البيئة الداعمة والفرص العادلة.
وأكد الأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي، أن الجامعة تولي أهمية كبيرة لتعزيز الشمولية وتمكين جميع فئات المجتمع، مشيراً إلى أن مركز الموارد لذوي الإعاقة يعد محوراً أساسياً في هذا التوجه، حيث يقدم الدعم الأكاديمي والنفسي والتقني المتكامل لضمان نجاح وتمكين الطلبة ذوي الإعاقة من الاندماج الكامل في الحياة الجامعية، كما أشار إلى أن الجامعة وضعت سياسات واضحة وتسهيلات شاملة تضمن بيئة تعليمية متكافئة لجميع طلبتها، خاصة في ظل التحول الرقمي السريع والتطورات التكنولوجية.
كما تخلل الملتقى كلمات ملهمة ومؤثرة ألقاها نخبة من الشخصيات، منهم: كلمة لسعادة منى خليفة حماد، عضو المجلس الوطني الاتحادي، التي تحدثت عن أهمية تطوير التشريعات والمبادرات لتمكين ذوي الإعاقة وتعزيز حضورهم في المجتمع، وكلمة لسعادة منى عبد الكريم اليافعي، المدير العام لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، التي استعرضت تجارب عملية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وجهود المؤسسة في تأهيل وتنمية المهارات والابتكارات لدى ذوي الإعاقة.
وتضمن الملتقى خمس جلسات رئيسية تناولت محاور متنوعة حول جوانب متعددة من حياة وإبداع ذوي الإعاقة، وشارك فيها عدد من المتحدثين المتخصصين من جامعة الشارقة، إلى جانب ممثلين من الجهات التعليمية، والخدمية، والاجتماعية المعنية بذوي الإعاقة في دولة الإمارات، حيث قدموا خبراتهم وتجاربهم لدعم وتمكين هذه الفئة المهمة في المجتمع، وتناولت الجلسات المحاور التالية: الإعاقة والإبداع: دور التكنولوجيا المساعدة والذكاء الاصطناعي في تعزيز تمكين ذوي الإعاقة، والإبداع والفنون والثقافة: رحلة استكشاف الذات وتحدي الصورة النمطية المجتمعية للإعاقة، والتعليم والإبداع: تأثير التعليم وريادة الأعمال في تطوير مهارات وقدرات ذوي الإعاقة، وقصص إبداعية وتجارب ملهمة: عرض تجارب وقصص نجاح رواد الأعمال والمبدعين من ذوي الإعاقة، وتأثير البيئة الإبداعية الداعمة: دور الأسرة والمجتمع والإعلام في تعزيز مواهب وإمكانات ذوي الإعاقة.
وعلى هامش الملتقى تم افتتاح معرض الإمارات لإبداع ذوي الإعاقة، حيث قام الشيخ الدكتور خالد بن حميد القاسمي، يرافقه الدكتور عصام الدين عجمي، بجولة في أجنحة المعرض الذي ضمّ نماذج وأعمالاً إبداعية متميزة قدّمها عدد من ذوي الإعاقة من مختلف مراكز التأهيل في دولة الإمارات، شملت ابتكارات علمية، ومشاريع تقنية، وأعمالاً فنية، ومبادرات اجتماعية تعكس إمكاناتهم العالية وقدراتهم الفريدة، واختتم الملتقى، بتكريم المتحدثين والمشاركين وتبادل الدروع التذكارية.