جار التحميل...
الشارقة 24:
شهد مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة عشرة، إقبالاً لافتاً من الزوّار والمشاركين من مختلف الفئات والأعمار، الذين وجدوا فيه أكثر من مجرد تظاهرة ثقافية مخصصة للصغار، بل منصة حيوية نابضة تقدم تجربة متكاملة من التعلم والتفاعل والدهشة.
وعبّر مشاركون من أدباء وصحافيين وأولياء أمور وحتى الأطفال أنفسهم، عن انبهارهم بما يقدمه المهرجان من محتوى ثري، مؤكدين أنه يمثل ترجمة حقيقية لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في جعل الإمارة منارةً للثقافة العربية.
الشاعر والناقد المصري جعفر حمدي، وصف المهرجان بأنه نموذج فريد في دعم أدب الطفل، مشيراً إلى أن الفعالية لا تكتفي بعرض الكتب، بل تنسج حولها أنشطة تفاعلية تمنحها حياة نابضة، وأضاف هو المهرجان الوحيد عربياً الذي يضع أدب الطفل في مصاف الأدب الراقي، مقدماً فضاءً حيوياً للكتّاب والباحثين والمبدعين، في توازن ملفت بين النصوص الأدبية والأنشطة المصاحبة.
أما الشاعر الجزائري شمس الدين بو كلوة، فنوّه بخصوصية تعاطي المهرجان مع الشعر الموجّه للأطفال، مشيداً بمسابقة "فارس الشعر" التي تُقام ضمن معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، واعتبرها تجربة استثنائية لصقل الموهبة الشعرية لدى الطفل، قائلاً: هذه ليست مسابقة فقط، بل مساحة تمكّن الطفل من اكتشاف صوته الشعري والوقوف على منصة إبداع حقيقية منذ سن مبكرة.
من بين المشاركين الصغار في المهرجان، عبّرت الطفلة غميلة الكتبي، طالبة الصف السادس، عن سعادتها بمشاركتها في المسرحية الغنائية "حصة المحفوظات"، مؤكدة أن تفاعل الجمهور منحها ثقة أكبر، وتابعت بعد العرض زرت أجنحة الكتب واشتريت روايات رعب، أحببت التصاميم كأنها من عالم القصص تماماً.
وفي سياق متصل، أشاد المعلم مويندين هاشمي من مدرسة بهافانز بيرل ويزدم، بتنظيم المهرجان، واصفاً إياه بأنه تجربة بصرية وتعليمية حقيقية لطلابه، وأضاف شاهدنا عرض الساحر الذي خلق لحظة من الدهشة والفرح، وكانت هذه لحظة تعليمية بامتياز، لا تُنسى.
وعند قسم الاستعلامات، تقف ميار رياض، طالبة بكلية الخليج الطبية، بابتسامتها الهادئة وهي ترشد الزوار، تقول عن تجربتها التطوعية: كل يوم أتعامل مع مئات الزوار. أشعر بالفخر لأنني جزء من هذا الحدث الكبير، وأتعلم الكثير من مهارات التنظيم والتواصل.
الإعلامي المصري أحمد منصور، رئيس القسم الثقافي في صحيفة "اليوم السابع"، اعتبر المهرجان "كنزاً صحافياً"، وتابع هنا مادة دسمة لكل أنواع الصحافة، من التحقيق إلى التغطية إلى الحوار، كما أن اهتمام إدارة المهرجان بالإعلاميين مدهش ومهني، وهذا يعكس رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في تمكين الثقافة ودعم العمل الصحافي الرصين.
الطفلتان مريم وزينب فضل الدين من الهند، عبّرتا عن فرحتهما بالمعرض، وقد اختارتا كتبًا عن السحر والمغامرات بلغات مختلفة، وقالت زينب: أحب القصص التي تأخذني إلى عالم غير حقيقي... وهذا المعرض يشبه قلعة من القصص.
من القصص إلى العروض، ومن الشعر إلى المسرح، ومن التعليم إلى التنظيم، يواصل مهرجان الشارقة القرائي للطفل تجسيد رسالته كمنصة جامعة للطفولة والمعرفة، بأسلوب يليق بإمارة قررت منذ سنوات أن تبني مستقبلها من خلال الكتاب.