جار التحميل...
الشارقة 24:
وجهت "مؤسسة القلب الكبير" دعوة لحشد الجهود الإنسانية للأفراد والمؤسسات بهدف دعم حملة "لأطفال الزيتون" الرامية لرعاية أكثر من 20 ألف يتيم في غزة، وتأمين حقهم في التعليم، والرعاية الصحية، والدعم النفسي، والاحتياجات الأساسية حتى بلوغهم سن الرشد، وذلك بالشراكة مع مؤسسة التعاون الفلسطينية.
جاء ذلك خلال سحور رمضاني نظمته المؤسسة مساء أمس (الإثنين) في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بالشارقة، استضافت خلاله نخبة من الشخصيات البارزة والمتبرعين من ممثلي مؤسسات إنسانية، ورجال أعمال، إضافة إلى داعمين من القطاعين العام والخاص.
وشهد السحور جلسات حوارية وخطابات استعرضت أثر العمل الإنساني ودور المؤسسات الرسمية والخاصة والأفراد في تجاوز التحديات الإنسانية التي يعانيها الأيتام في غزة، وتضمن تنظيم معرض فني لأعمال نخبة من المبدعين من طلاب جامعة الشارقة خصصت ريع مبيعاته لدعم الحملة، حيث جمعت 90 ألف درهم إماراتي.
افتتح السحور بكلمة الأستاذة علياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير، أكدت فيها أن حملة "سلام يا صغار" منذ انطلاقتها قبل سبعة عشر عاماً كانت أول بذرة غرستها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، لتكون نواة التزام إنساني راسخ تجاه الأطفال الفلسطينيين. وقالت: "واليوم، لا يزال التزام المؤسسة حياً، نترجمه إلى واقع ملموس، نعيد من خلاله الأمل لكل طفل فقد أسرته وأحلامه وسط دوامة الحرب والمعاناة".
وأضافت المسيبي: "ما يميز مؤسسة القلب الكبير هو أنها لا تقتطع أي رسوم إدارية من التبرعات ومن زكاة المال، لأنها تؤمن بأن كل درهم يتبرع به أصحاب الأيادي البيضاء ينبغي أن يصل بكامله إلى من يستحقه، وهذا مبدأ ينبع من قيمنا الإنسانية والمجتمعية التي غرسها فينا ديننا الحنيف، ورسّختها رؤية قيادتنا الرشيدة، ونحن نراه عهداً لا يتزعزع وأمانة نحملها بأمانة وإخلاص، ليصل الدعم نقياً دون أي حواجز أو اقتطاع".
وتابعت بالقول: "في ظل ما يعيشه أهلنا في غزة، نواصل المسيرة بالشراكة مع مؤسسة التعاون، لنؤكد أن العطاء لا تحده السنين، وأن الواجب الإنساني لا يسقط بمضي الزمن، بل يزداد رسوخاً كلما اشتدت الحاجة إليه. وإننا نؤمن بأن كل مساهمة مهما كانت متواضعة تحمل في طياتها بداية جديدة لطفل ينتظر بصيص نور، ونؤمن بأن هذا يعتبر رسالة للعالم بأننا كشعوب ومؤسسات قادرون على إحداث فرق حقيقي في حياة من يحتاجون إلينا".
بدوره، تحدث طارق أمطيرة، مدير عام مؤسسة التعاون الفلسطينية، عن الدور المحوري الذي تلعبه مؤسسة التعاون في تنفيذ هذه المبادرات داخل غزة وضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها بفعالية وشفافية، مشيراً إلى أن الشراكة مع مؤسسة القلب الكبير تمثل نموذجًا رائدًا في توحيد الجهود الإنسانية لضمان استجابة مستدامة وذات أثر ملموس لدعم الأيتام في غزة.
وقال: "استنادًا إلى خبرتنا الممتدة في تنفيذ برامج تنموية وإنسانية فعالة، طورنا في مؤسسة التعاون برنامج (نور) ليكون أكبر وأشمل مبادرة لرعاية الأيتام في غزة، مستنداً إلى تجاربنا في عامي 2009 و2014 مع برنامجي (وجد) و(مستقبلي). واليوم، ومن خلال شراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة القلب الكبير، نعمل على توفير دعم متكامل ومستدام لأكثر من 20,000 يتيم، يضمن لهم بيئة مستقرة تُمكّنهم من تجاوز تداعيات النزاع، وتحقيق التنمية الذاتية، والمساهمة الفاعلة في مجتمعهم. هذه الشراكة تؤكد التزامنا المشترك بتحقيق الأثر المستدام وتعزيز آليات الدعم طويلة الأمد للأطفال الأكثر احتياجًا."
استضاف اللقاء الرمضاني السيدة هند الحويدي، الرئيس التنفيذي للتطوير لمجموعة بيئة، لتسليط الضوء على أهمية الدور الاستراتيجي للقطاع الخاص في دعم الجهود الإنسانية وتعزيز استدامة المبادرات التنموية، حيث أكدت أن التعاون بين المؤسسات الخيرية والشركات يمثل نموذجًا فاعلًا في توحيد الجهود وتوسيع نطاق التأثير، بما يسهم في تحقيق تنمية مجتمعية مستدامة وتعزيز الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا.
وأضافت: "تفخر مجموعة بيئة بشراكتها مع مؤسسة القلب الكبير، حيث شهدت السنوات الماضية تعاونًا وثيقًا في دعم مبادرات إنسانية مؤثرة، تُوجت العام الماضي بتوقيع اتفاقية شراكة تهدف إلى تعزيز الجهود الخيرية، بما يضمن توفير الدعم للفئات الأكثر احتياجًا. وخلال هذا الشهر الفضيل، يسعدنا أن نكون جزءًا من حملة (لأطفال الزيتون) التي أطلقتها مؤسسة القلب الكبير، وهي تعكس التزامنا المشترك بتقديم الدعم للأطفال الأيتام في غزة، لضمان حصولهم على الرعاية التي يستحقونها".
ضمن فعاليات السحور الخيري، نظّمت مؤسسة القلب الكبير جلسة حوارية بعنوان "حملة لأطفال الزيتون: نحو مستقبل مستدام"، شارك فيها الأستاذة مريم السرّكال، رئيس قسم الشراكات في المؤسسة، والمدير العام لمؤسسة تعاون، الدكتور طارق أمطيرة، وأدارها السيد طارق سكيك، صانع المحتوى ومؤسس بودكاست "تخيّل".
وناقشت الجلسة دور حملة "لأطفال الزيتون" في دعم الأيتام في غزة، وآليات توزيع التبرعات لضمان وصولها إلى مستحقيها بكفاءة وشفافية. كما أكدت أن الحملة تمثل التزاماً طويل الأمد برعاية الأيتام، مشددةً على أهمية الشراكة مع مؤسسة التعاون في تنفيذ البرامج بفاعلية.
توفِّر حملة "لأطفال الزيتون" خيارات تبرع متعددة تتيح للأفراد والشركات تقديم الدعم لأيتام غزة، حيث يمكن رعاية يتيم لمدة شهر مقابل 625 درهماً إماراتياً، أو لمدة عام بـ7,500 درهم إماراتي، بينما يمكن رعاية يتيم لمدة خمس سنوات بـ37,500 درهم إماراتي، وحتى عشر سنوات بـ75,000 درهم إماراتي. كما تشمل الحملة مبادرة كسوة العيد، التي تمنح المتبرعين فرصة إدخال الفرحة على قلوب الأطفال الأيتام عبر التبرع بـ 200 درهم إماراتي.
وحرصاً على سهولة المشاركة، توفر الحملة عدة وسائل للتبرع، بما في ذلك التحويلات المصرفية عبر مصرف الشارقة الإسلامي على الحساب: (Account: 0011-430430-002) أو إرسال الشيكات إلى مقر مؤسسة القلب الكبير، إضافة إلى الدفع النقدي في مقر المؤسسة، والتبرع عبر الإنترنت من خلال الرابط: https://tbhf.ae/ramadan-2025، أو برسالة نصية على الرقم ‘SMS +971505350152’، مما يتيح للمتبرعين دعم الأيتام بطرق ميسّرة تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها.