صالون الشارقة الثقافي يناقش تحديات المرأة المسلمة عالمياً

الشارقة 24:

نظم المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة صالون الشارقة الثقافي تحت عنوان "المرأة المسلمة عالمياً"، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للمرأة، استضاف الصالون الدكتورة صديقة محمد وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة، وتم تنظيم الجلسة عبر تطبيق "تييمز" لتسهيل المشاركة والمداخلات من أكبر عدد من الحضور، تناولت الجلسة عدة محاور رئيسية، منها أهمية تعزيز النظرة الإيجابية للمرأة المسلمة في العالم، حيث ناقشت مكانتها في الإسلام والتحديات التي قد تؤثر على هذه النظرة وكيفية مواجهتها. كما تم التطرق إلى أبرز المجالات التي برزت فيها المرأة المسلمة على مستوى عالمي.

وأكدت د.صديقة أن المرأة المسلمة لها سماتها الخاصة والمتميزة ولهذا حباها الله سبحانه لتكون اللبنة الأولى لبناء الأسرة الناجحة والتي بدورها تعتبر لبنة بناء المجتمع السليم، فهي لم تكن أبداً ذلك الكائن الضعيف العاجز عن فعل شيء كما رأينا في الأديان الأخرى والثقافات الأخرى، فالمرأة في الإسلام هي كيان كامل متكامل قوي ومؤثر ولها أدوار إيجابية في بناء الأسرة والمجتمع. 

وعن خصوصية المرأة في الإسلام، أكدت د.صديقة أن للمرأة مكانة خاصة في الإسلام، ويتجلى هذا من خلال تخصيص سورة في القرآن الكريم باسم "سورة النساء" تضم تشريعات وأحكام خاصة بالمرأة، وكذلك "سورة مريم"، وهذا تفضيل وتشريف للمرأة أن تذكر في القرآن جملة في سورة النساء، وتفصيلاً في سورة مريم، وقد ذكرت المرأة في القرآن تقريباً 85 مرة وهذا يدل على اهتمام الإسلام بالمرأة، لذا عندما نريد تحديد مكانة المرأة علينا أن نرجع إلى القرآن الكريم وإلى سيرة رسولنا محمد _صلى الله عليه وسلم_الذي كرم المرأة، والتي بدورها كانت لها أدوار مميزة ومساهمات في صدر الإسلام، وليومنا هذا للمرأة المسلمة دور وحضور وفعالية. 

وأضافت د.صديقة موضحة: كانت المرأة ولازالت تواجه الكثير من التحديات التي تزايدت في وقتنا الحالي، وأهمها الغزو الثقافي التي أثرت على وجودها ومكانتها في المجتمع، وكذلك البعد عن الإسلام رغم أنه عقيدتها وهويتها، وهناك كذلك عامل اللغة، فاللغة العربية هي لغة القرآن، ولكن الكثير من المؤسسات تتجاهل اللغة العربية للأسف، رغم أن لغتنا يجب أن تكون لغة التخاطب والعلم وتكون لها الأولوية، وكذلك الحرية الزائفة والمطلقة، رغم أن الإسلام كرم المرأة ومنحها الحرية الكافية ليكون لها دورها في المجتمع والأسرة، فعلى المرأة أن تعمل وفق تعاليم دينها وسيرة الصحابيات لتحقق التميز والنجاح. 

وأجابت د.صديقة عن تساؤل حول كيف نجحت المرأة المسلمة في تقديم نفسها للعالم كنموذج متوازن وقوي وحقيقي، وكيف وازنت المرأة بين أن تكون بكامل أنوثتها وبكامل قوتها وعطائها في الوقت ذاته، من خلال مرجعيتها للإسلام؟ حيث قالت: "تميزت المرأة المسلمة في مختلف المجالات، ولكني أرى أن المجال السياسي كان أكثرها وضوحاً، حاصة أنه عادة ما يكون مقتصراً على الرجال، ولكنها نجحت في ترك بصمتها في هذا المجال والنماذج التي تؤكد هذا كثيرة"، وسلطت د.صديقة الضوء على عدة أسماء نجحت في الوصول إلى عدة مناصب على مستوى الدول العربية والإسلامية، وأشارت إلى نجاح وتميز تجربة المرأة الإماراتية ومنها على سبيل المثال الشيخة لبنى القاسمي والتي تعتبر أول وزيرة إماراتية وانتخبت وزيرة للتسامح، وأصغر وزيرة في العالم شما بنت سهيل المزروعي. ففي كل إمارة هناك نماذج لقيادات نسائية متميزة، وكذلك في كل دولة عربية وإسلامية هناك نماذج تؤكد على نجاح المرأة مع تمسكها بحشمتها وتعاليم دينها. 

وتحدثت د.صديقة كذلك عن دور الإعلام في إبراز الأدوار المشرفة والإيجابية للمرأة، وهناك للأسف تقصير واضح من وسائل الإعلام في تقديم صورة مشرقة للمرأة، وعلى الأسرة أن تعي دورها في تنشئة الأبناء على أسس تعاليم ديننا الإسلامي بحيث تحميهم من أي مؤثرات خارجية.