أن يتفوق التلميذ على أستاذه، فهذا يمكن حدوثه عندما يستمر الطالب في النهم من ينابيع المعرفة، بينما يتوقف المعلم عن ذلك، لكن أن تتفوق الآلة على الإنسان الذي استحدثها، فهذا ما حصل بالفعل، فلا تتعجب!، إذ أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي يمكّن أجهزة الكمبيوتر من متابعة الجراحين، وهم يجرون العمليات، ثم كتابة ملاحظات ما بعد الجراحة، والتي تكون أدق مما قد يكتبه الأطباء أنفسهم.
الشارقة 24 - رويترز:
أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي يمكّن أجهزة الكمبيوتر من متابعة الجراحين، وهم يجرون العمليات ثم كتابة ملاحظات ما بعد الجراحة، والتي تكون أدق مما قد يكتبه الأطباء أنفسهم.
وأشار الباحثون في تقرير عن الدراسة المنشورة في دورية (جورنال إوف ذا أمريكان كوليدج أوف سيرجنز) إلى أن كتابة الملاحظات الجراحية، وهي التقارير التي توثق تفاصيل الإجراء الجراحي، مملة وغالباً ما تحتوي على معلومات غير دقيقة وغير كاملة.
وكتب الباحثون في التقرير "لا تسهل التقارير الجراحية التواصل بين مقدمي الرعاية الصحية فحسب، وإنما تقدم أيضاً أساساً لتحديد التشخيص والاختبارات الطبية والعلاج وتُستخدم في معايرة جودة الجراحة وتمكين جهود البحث الجراحي وتتبع الامتثال للمتطلبات التنظيمية والمبادئ التوجيهية القائمة على الأدلة.
وأضافوا "يمكن القول إنها الوثيقة الأهم في الجراحة بأكملها".
وباستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، درب الباحثون أنظمة "الرؤية الحاسوبية" على اكتشاف تصرفات الجراحين في مقاطع مصورة لعمليات بمساعدة الروبوت لإزالة البروستاتا.
ولكل خطوة ممكنة من العملية، مثل إزالة العقد الليمفاوية أو ربط الأوردة، كتب الباحثون نصاً وصفياً مسبقاً، وبينما كان نظام الذكاء الاصطناعي يشاهد التسجيل المصور اكتشف خطوات الجراح وجمع النص في تقرير جراحي سردي.
وعندما اختبر الباحثون النظام باستخدام مقاطع مصورة عن 158 حالة حقيقية، احتوت 53 % من التقارير التي كتبها الجراحون على تناقضات، مقارنة مع 29 % من تقارير الذكاء الاصطناعي، حسبما حددها فريق من الخبراء من المراجعين.
وتسنى العثور على تناقضات كبيرة مع الإجراءات المسجلة في المقاطع المصورة، والتي قد تكون ذات أهمية لرعاية المريض لاحقاً، في 27 %من تقارير الجراحين وفي 13 % فقط من تقارير الذكاء الاصطناعي.
وأفاد الباحثون أنه مع إجراء المزيد من الاختبارات، فإن التكنولوجيا الجديدة لديها القدرة على "تقليل عبء التوثيق وتحسين دقة التقارير الجراحية، وتعزيز الشفافية الجراحية، وتقليل عدم الموضوعية في التوثيق الجراحي.