مسؤولو القطاع: المعرفة والتوثيق أساس الحفاظ على السيارات القديمة

الشارقة 24:

أكد عدد من رؤساء مديري نوادي السيارات في الإمارات والمنطقة، أن امتلاك سيارة قديمة يعني امتلاك تاريخها وحكاياتها، مشيرين إلى أن المعرفة والاستدامة والتوثيق تشكّل حجر الأساس في الحفاظ على قطاع السيارات القديمة، مشيرين إلى أن الأندية تسهم في تذليل الصعوبات الفنية والإدارية التي تواجه ملاكها، إضافةً إلى إسهامها في توثيق تاريخ هذه المركبات.

جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان "نوادي السيارات: أهدافها وأهميتها"، التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة 2025، واستضافت كلاً من: أحمد سيف بن حنظل، مدير متحف الشارقة للسيارات القديمة، إلياس بن هارون الزدجالي، مبتكر ورئيس ومؤسس نادي عمان للسيارات القديمة، الدكتور ناصر المسعري، رئيس نادي السعودية للسيارات القديمة، عتيق حسن مبارك، المنسق العام لاتحاد السيارات والدراجات، وراشد أحمد التميمي، رئيس نادي أبوظبي للسيارات القديمة، وأدارتها هدى ثاني.

واستعرض المتحدثون تجارب أنديتهم والتحديات التي تواجه ملاك السيارات القديمة، وآليات تعزيز الاهتمام بها على المستويين المحلي والإقليمي، حيث أجمعوا على أن التحديات تتمثل في إيجاد الدعم المالي، ارتفاع تكاليف الصيانة والتأمين، بالإضافة إلى ندرة الورش المتخصصة وقطع الغيار الأصلية.

منصة متكاملة لعشاق السيارات القديمة

وفي حديثه خلال الجلسة، أكد أحمد سيف بن حنظل، أن الهدف الأساسي لجميع نوادي السيارات القديمة هو نشر ثقافة هذه الهواية وتعزيز الوعي المجتمعي بها، مشيراً إلى أن نادي الشارقة للسيارات القديمة يُعد المنصة الأولى التي تجمع كافة احتياجات عشاق هذه الفئة من المركبات.

وأشار بن حنظل إلى أن النادي يعمل على تقديم كافة الخدمات اللازمة، من العضوية إلى الترخيص، ومن تنظيم المعارض إلى توفير أنشطة تُسهم في حفظ هذا التراث الميكانيكي، مما يعزز مكانة الشارقة كوجهة رئيسية لهواة السيارات القديمة في المنطقة.

وسيلة للتوعية المجتمعية والتأثير الإيجابي

من جانبه، أوضح إلياس بن هارون الزدجالي، أن نوادي السيارات يجب أن تتحول إلى مؤسسات تُسهم في توعية المجتمع وتعزيز مكانة السيارات القديمة كجزء من التراث الميكانيكي، مشيراً إلى أن النادي الذي يرأسه أطلق مبادرة فريدة لاستخدام السيارات القديمة كوسيلة لدعم الصحة النفسية، حيث تم إدخال هذه المركبات في برامج موجهة لمرضى الاكتئاب، وأثبتت التجربة نجاحها في تحسين مزاج المرضى وإدخال.

المعرفة والأنشطة الفاعلة

من جانبه، شدد الدكتور ناصر المسعري على ضرورة ضمان استدامة أندية السيارات القديمة، لافتاً إلى أن بعض الأندية العالمية مثل النادي البريطاني للسيارات الكلاسيكية مضى على تأسيسها أكثر من 140 عاماً.

وقال المسعري: "التحدي الأكبر أمام ملاك السيارات القديمة ليس في صعوبة العثور على قطع الغيار، بل المعرفة، فامتلاك سيارة قديمة يتطلب فهماً دقيقاً لطبيعتها، وأهميتها التاريخية، وطريقة صيانتها، والأهم لماذا يريد اقتناءها؟ وإلا امتلاكها إلى خسائر مالية كبيرة".

أهمية توثيق تاريخ السيارات القديمة

وحول المبادرات المبتكرة في خدمة القطاع، أشار عتيق حسن مبارك، أن الاتحاد العام للسيارات والدراجات أطلق مبادرة "جواز المركبات"، وهو وثيقة توثق تفاصيل السيارة القديمة، بما في ذلك بيانات المالك، وتاريخ المركبة، ومصدرها، مما يمنحها "سيرة ذاتية" موثقة. وتهدف هذه المبادرة إلى الحفاظ على المستندات الرسمية، وضمان أصالة المركبة، وتسهيل عمليات البيع والشراء. وقال: "من يشتري السيارة القديمة لا يشتري فقط مركبة، بل يشتري معها حكاياتها وتاريخها".

جزء من التراث الإماراتي

من جهته، أشار راشد أحمد التميمي إلى مبادرة نادي أبوظبي للسيارات القديمة لتوفير برامج تدريبية متخصصة في تقنيات صيانة السيارات القديمة، بهدف نقل هذه المعرفة إلى الأجيال الجديدة.

كما تطرق إلى أهمية توثيق تاريخ وسائل النقل في دولة الإمارات، حيث كشف أن حوالي 80% من السيارات القديمة المتداولة في الدولة هي مركبات خليجية أو مستوردة إلى الإمارات منذ عقود، ولضمان حفظ هذا التراث، يعمل النادي على تجميع صور المركبات القديمة، وتوثيق بيانات مالكيها، وأرقام قواعد السيارات (الشاسيه)، بهدف إنشاء أرشيف رقمي شامل يوثق تاريخ هذه المركبات، مما يعزز قيمتها التراثية والمادية.