الشارقة 24:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد وحاكم إمارة الشارقة، تحولت الإمارة إلى مركز عالمي للكشافين، حيث اجتمع القادة الشباب من مختلف أنحاء العالم في أجواء من التفاعل والتعلّم والتعاون، مجسدين قيم الكشفية في تعزيز روح التضامن والعمل الجماعي.
وسط حضور رسمي كبير، شهدت الجلسة الافتتاحية من صباح أمس رفع أعلام 80 دولة مشاركة في اللقاء الكشفي الدولي العاشر للجوالة في الشارقة، في مقر مفوضية كشافة الشارقة، في مشهد يعكس روح العزيمة والإصرار التي تميز الحركة الكشفية العالمية.
وبرز في مقدمة الحضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الأستاذ ناصر عبيد الشامسي، رئيس مفوضية كشافة الشارقة والرئيس التنفيذي للجنة العليا المنظمة، واللواء عبد الله سعيد السويدي، نائب رئيس مجلس إدارة مفوضية الشارقة والمشرف العام على اللجنة العليا المنظمة، والدكتور هاني عبد الوهاب عبد المنعم، الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية ومدير الإقليم الكشفي العربي حيث أكدوا جميعاً على أهمية هذا الحدث ودوره في تطوير مهارات الشباب وربطهم بأهداف التنمية المستدامة.
يمثل اللقاء الكشفي الدولي العاشر - الشارقة 2025 منصة رائدة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الكشافين من مختلف الأقاليم، وهو فرصة ذهبية للشباب للمشاركة في أنشطة تعليمية وتدريبية تسهم في تعزيز مهاراتهم القيادية وقدرتهم على مواجهة التحديات العالمية. وكجزء من فعالياته، انطلقت الجلسات النقاشية بورشة عمل تحت عنوان "الكشفية والتنمية المستدامة"، قدمها الدكتور هاني عبد المنعم، حيث ركزت على دور الكشافة في دعم الأهداف العالمية للاستدامة وتعزيز وعي الشباب بالقضايا البيئية والاجتماعية.
وفي إطار الأنشطة التدريبية، شارك الكشافون في ورشة الإسعافات الأولية، التي تهدف إلى تزويدهم بالمهارات الأساسية لإنقاذ الحياة في المواقف الطارئة، مما يعكس التزام اللقاء بنشر ثقافة المسؤولية المجتمعية والصحية بين أعضائه. كما تم تنظيم زيارة ميدانية إلى مركز "بيئة"، حيث خاض المشاركون تجربة تعليمية فريدة، تعرّفوا من خلالها على أهمية إعادة التدوير، الحفاظ على التنوع البيولوجي، وحماية الموارد الطبيعية. وقد أتيحت لهم الفرصة للانخراط في ورش عمل تفاعلية تسلط الضوء على كيفية مساهمة الأفراد في بناء مستقبل مستدام.
لم تكن هذه الزيارة مجرد نشاط تقليدي، بل جاءت كمبادرة تهدف إلى إلهام الشباب ليكونوا رواداً في نشر الوعي البيئي والممارسات المستدامة في مجتمعاتهم. وقد أكد المنظمون أن اللقاء الكشفي الدولي العاشر لا يقتصر على الأنشطة الكشفية التقليدية، بل يسعى إلى غرس قيم المسؤولية البيئية والاجتماعية، ليكون الكشافون سفراء للتغيير الإيجابي.
ضمن جدول الفعاليات، شهد اللقاء ورشة عمل تفاعلية بعنوان "مستقبل تدوير البلاستيك"، قدمتها الدكتورة إيمان عبد الشهيد إبراهيم، حيث ركزت على دور إعادة التدوير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الوعي البيئي. وقد أدرك المشاركون من خلال هذه الورشة أن الكشفية ليست مجرد مغامرة، بل مسؤولية تجاه البيئة والمجتمع، مما ألهمهم لتطبيق الأفكار المطروحة والمساهمة في نشر ثقافة إعادة التدوير داخل مجتمعاتهم.
يمثل اللقاء الكشفي الدولي العاشر منصة عالمية تجمع الشباب من مختلف الدول لتبادل الخبرات والتجارب في مجالات متعددة، من بينها التنمية المستدامة، وهو جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها إمارة الشارقة لتعزيز الاستدامة البيئية، تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في بناء جيل واعٍ ومسؤول يسهم في حماية البيئة وضمان مستقبل مستدام.
وتتواصل فعاليات اللقاء الكشفي الدولي العاشر حتى 17 فبراير الجاري، تحت شعار "الكشفية والتنمية المستدامة"، بدعم وتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبالتعاون مع جمعية كشافة الإمارات والمنظمة الكشفية العربية بالإقليم الكشفي العربي والمنظمات العالمية. ويتميز هذا الحدث بمكانته المرموقة كمنصة عالمية تجمع الجمعيات الكشفية من مختلف الأقاليم، بما فيها الإقليم العربي، الإفريقي، الآسيوي، الأوروبي، الأميركي، والباسيفيكي.
ومن خلال هذا اللقاء، تسعى مفوضية كشافة الشارقة إلى ترسيخ قيم التعاون والتعارف بين الكشافة العالمية، وتعميق مفهوم التنمية المستدامة، التي أصبحت محوراً رئيسياً للعديد من المبادرات الدولية. ويُثبت اللقاء أن العمل الجماعي والشبابي قادر على إحداث تغيير حقيقي في العالم، وأن كل فكرة صغيرة قد تكون بداية لحل بيئي مستدام، مما يعزز من دور الكشافة كقادة للمستقبل.