الشارقة 24 - محمد الحمادي:
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، صباح اليوم الأربعاء، الملتقى الثاني لتوأمة الجامعات العربية الذي يقام بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، تحت شعار "ريادة الأعمال الخضراء والفرق البيئية التطوعية في الجامعات العربية – آفاق نحو التعاون المشترك"، وتستضيفه جامعة الشارقة، ويهدف إلى جمع رؤساء الجامعات من الدول العربية كافة في بيئة أكاديمية أخوية بين رؤساء الجامعات في الدول العربية لتعزيز التعاون الأكاديمي وتبادل الأفكار والخبرات.
استهل حفل الملتقى الذي يقام من 20 ولغاية 22 نوفمبر الجاري، بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ألقى بعدها الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، كلمة رحب فيها بسمو رئيس جامعة الشارقة والحضور في رحاب الجامعة التي غدت منارة علمية عالمية، وتجاوز عدد برامجها الأكاديمية في البكالوريوس 57 برنامجاً، وانتهى عدد برامجها في الدراسات العليا إلى 76 برنامج معتمداً محلياً ودولياً.
وأشاد النعيمي بمسيرة جامعة الشارقة الحافلة بالإنجازات على الرغم من قصر عمرها بحساب السنين، حيث أصبحت في طليعة الجامعات المرموقة في البحث العلمي على مستوى الدولة، وتبوأت مراكز متقدمة في تصنيفات الاستدامة والاقتصاد الأخضر، وصنفت ضمن فئة 251-300 على مستوى العالم.
وأكد مدير جامعة الشارقة أن استضافة هذا الحدث الأكاديمي يعكس توافق أهداف هذا الملتقى مع استراتيجية جامعة الشارقة الرامية إلى مد جسور التعاون مع المؤسسات الأكاديمية عربياً ودولياً، والإسهام في تعزيز البحث العلمي، وتطوير البرامج الأكاديمية بما يخدم التنمية المستدامة، في ظل التطورات العالمية المتسارعة في مجالات الحوسبة والرقمنة وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الملتقى يفتح الوسائل المتاحة للنهوض بأهدافها المشتركة في حمل أمانة التعليم والتعلم الراقي، وصناعة البحث العلمي المتميز، وبناء أجيال من الطلبة الواعدين بالمطالب التنموية لواقعهم الماثل ومستقبلهم المرموق.
وفي ختام كلمته، أشاد الدكتور حميد مجول النعيمي بالدعم والتعاون الكبيرين اللذان يصبان في خدمة النهضة العلمية والتعليمية من قبل القائمين على الملتقى، موجهاً شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث من ضيوف الشرف والمتحدثون، ورؤساء الجامعات واللجنة التنظيمية العليا واللجان الأخرى، ومكتب المؤتمرات في الجامعة.
من جانبه، ألقى معالي الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، كلمة أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص لاستضافة ملتقى هذا العام، مشيداً بما لمسه من فريق العمل بجامعة الشارقة من تعاون وتسخير لكافة الإمكانيات في سبيل عقد وإنجاح الملتقى في رحابها، والتي يُشهَد لها بالتميز الأكاديمي والعلمي، وذلك للحفاظ على المسيرة المشرقة من التعاون البناء بين الجامعات العربية والمؤسسات العالمية الأمر الذي ينهض قدماً بمسيرة التعليم العالي العربي ويحقق الأهداف المشتركة.
وأضاف أعمر: "لقد أدركت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أهمية التعاون بين الجامعات العربية والمؤسسات العالمية المعنية بقطاع البحث العلمي والتنمية المستدامة، لتعزيز التعاون في دفع عجلة التنمية الشاملة اقتصادياً واجتماعياً، فأفردت في برامجها ومشروعاتها ركنا هاماً لهذا القطاع، تمثّلت أبرز نتائجه في إطلاق هذا الملتقى الذي نجتمع فيه اليوم، بمشاركة عربية وعالمية واسعة وفاعلة، متماشياً مع التطوّر الذي تشهده الساحة الدولية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي وريادة الأعمال والابتكار، وتعالي الأصوات التي تنادي بضرورة إيلاء ريادة الأعمال الخضراء والاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر كل الأهمية والعناية بما يدفع بها نحو التقدم والتميز، وبما يخلق كل الفرص لأبنائنا من الشباب الجامعي الذين يشكلون النسبة الأعلى في مجتمعاتنا، والذين نعول عليهم في بناء مستقبل واعد لأوطاننا، معلقين عليهم كل الآمال والطموحات في بناء غد مشرق وحياة أفضل".
وأضاف: "أن لتعاظــم الاهتمــام العالمــي بثقافــة التطــوع وارتباطهـا بالعوائـد الاقتصاديـة والاجتماعيـة، وتحقيـق الرؤى الوطنيـة والعالمية المستدامة، وأثرها في زيــادة الإنتاجيــة وتنميــة الكفــاءات الشابة وتمكيــنها من المشاركة الفاعلة في تقدم مجتمعاتها، بات لزاماً علينا أن نسهم أيضاً في نشر ثقافة تكوين الفرق البيئية التطوعية بين طلبة جامعاتنا وتنمية قدراتهم وتعزيزها في كافة مجالات العمل التطوعي، وخاصةً البيئي منها، بما يحافظ على كوكبنا ويستديم موارده الطبيعية، في ظل تغيّرات المناخ التي تهدد مستقبل أجيالنا القادمة وتقوّض أمانيهم في عيش آمن مستدام".
وتناول مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أولويات المنظمة وبرامجها وأهداف مشروعاتها، قائلاً: "يأتي مجال تكريس مبادئ أخلاقيات البحث العلمي من ضمن أولويات المنظمة، إيماناً منها بضرورة قيامها بدور فاعل في هذا المجال على الساحة العربية، حيث أدرجت ضمن برامجها مشروعاً يهدف إلى تأليف دليل علمي باللغة العربية، حول أخلاقيات البحث العلمي، قامت بإعداده "الألكسو" بالتعاون مع نخبة من الأكاديميين والباحثين العرب، ليعرضوا عليكم، خلال أعمال هذا الملتقى، نتاج دليلهم في نسخته الأولى، متطلعين إلى أن يكون دليلاً مرجعياً واسترشادياً لأخلاقيات البحث العلمي في جامعاتنا ومعاهدنا، متعهدين بتطويره وتحديثه بما يحقق تطلعاتكم ومرئياتكم".
وتطرق الدكتور محمد ولد أعمر إلى أهمية البحث العلمي في مجالات عدة، الذي يساهم في رسم السياسات والخطط المستقبلية، قائلاً: "إن البحث العلمي يعد وسيلة للإسهام في بناء المواطن الفاعل والقادر على حل المشاكل والتصدي للصعوبات التـي تواجه مجتمعه، وقامت المنظمة بمساعدة بعض الدول العربية على رسم سياساتها في مجالي العلوم والتكنولوجيا، وتوظيفهما في خدمة المجتمع واحتياجات التنمية، وبناء قاعدة علمية عربية لنقل المعرفة العلمية والتكنولوجية وتوطينها، ونشر ثقافة البحث العلمـي وتبسيط العلوم، إسهاماً منها في بناء اقتصاد عربي مستدام عن طريق البحث العلمـــي والابتكار، وتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للدول العربية في أفق العام 2030".
وأضاف: "إيماناً بدور جامعة الشارقة المتميز في رفد مسيرة البحث العلمي وتطور العلم والريادة والابتكار على المستويين العربي والعالمي واعترافاً من "الألكسو" بجهود جامعة الشارقة في رعاية الإبداع والمبدعين العرب ونشر ثقافة البحث العلمي والابتكار بين الشباب العربي، يحتضن هذا الملتقى حفل تسليم جوائز الدورة السادسة من "جائزة الألكسو للإبداع والابتكار للباحثين الشبان في الوطن العربي"، التي نفتخر بأنها في دورتها هذه تحمل اسم جامعة الشارقة".
واختتم مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كلمته كاشفاً عن مقر انعقاد الدورة المقبلة لملتقى "الألكسو" الثالث لتوأمة الجامعات العربية 2025، التي ستستضيفه جامعة صُحار بسلطنة عُمان، كما أن حفل تكريم الدورة السابعة لجائزة "الألكسو" للإبداع والابتكار سيقام في عام 2026 في جامعة نزوى في سلطنة عمان.
وألقى الدكتور محمد سند أبو درويش مدير إدارة العلوم والبحث العلمي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، كلمة عبر فيها عن فخره واعتزازه بالتواجد في رحاب جامعة الشارقة الصرح العربي الأكاديمي العتيد من صروح العلم والمعرفة وبناء الإنسان، شاكراً استضافتهم للملتقى الذي يخدم رسالة المنظمة للوصول إلى صناعة انسان مؤمن بواجبه وقادر على تحمل مسؤولياته في ظل العصر المتسارع وما يحمله من رياح التغيير والتطوير والتجديد.
وتطرق أبو درويش إلى الخطط الاستراتيجية للملتقى، قائلاً: "يأتي عقد هذا الملتقى انطلاقاً من الخطة الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار التي اعتمدتها القمة العربية الثامنة والعشرين المنعقدة في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2017، إذ كلفت فيها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمتابعة تنفيذها، وتحقيق أهدافها العامة ومرتكزاتها وآليات تنفيذها وصولاً إلى منظومة بحث علمي وتطوير وابتكار عربي قبل حلول عام 2030، وذلك للمساهمة في عملية التنمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويأتي عقد هذا الملتقى لتوأمة الجامعات العربية إيماناً من المنظمة أن الوصول إلى تحقيق ذلك كله لا يكون إلا بتظافر الجهود مع جامعاتنا العربية التي تشكل حلقة أساسية ومهمة في سلسلة تحقيق تلك الاستراتيجية والوصول إلى أهدافها المنشودة لخلق آليات نشطة مستدامة للتعاون بين مؤسسات الوطن العربي العاملة في ميدان البحث والتطوير والابتكار".
وأضاف: "أن هذا الملتقى سيحقق هدفاً آخراً من أهداف هذه الاستراتيجية التي دعت إلى المشاركة الفعالة مع المنظمات والمؤسسات والهيئات العربية والدولية لتبادل الخبرات معها، لنرحب اليوم بمشاركة كيانات لها السبق في تطوير مفاهيم ريادة الأعمال الخضراء وتكوين الاختصاصات وإعداد الخريجين وبث روح العمل البيئي لديهم هادفين من ذلك كله إلى نقل المعرفة والتجربة وتبادلها والبناء عليها لتفتح أبواب التشارك والتعاون فيما نصبو إليه".
وتحدث مدير إدارة العلوم والبحث العلمي عن أهمية ريادة الأعمال الخضراء، قائلاً: "إن ريادة الأعمال الخضراء تشكّل عاملاً رئيساً في التعامل مع التحديات المتعلقة بقضايا البيئة والمناخ، في ظل مناخ متغير وتلوث بيئي وزيادة في انبعاثات الغازات الدفينة وشح في الموارد الطبيعية لكوكبنا التي لا يمكن مجابهتها إلا بتظافر الجهود وتحفيز ريادة الأعمال الخضراء لدى شبابنا العربي حيث حاضنات إبداعاتهم وفكرهم ومستقبلهم تتبلور في رحاب جامعاتنا ومعاهدنا التي بها نفتخر وبها نعتز".
وأشار أبو درويش إلى شعار الملتقى هذا العام، قائلاً: "ارتأت "الألكسو" وجامعة الشارقة أنّ تكون "ريادة الأعمال الخضراء والفرق البيئية التطوعية في الجامعات العربية: آفاق نحو التعاون المشترك" عنواناً لهذا الملتقى لنستقي من تجاربكم ونستلهم من علمكم علما فأنتم أصحاب العلم ورواده وصانعيه في منارات علم أنتم أعلامها، وتأتم الهداة بها، متطلعين إلى أن يكون هذا الملتقى لقاءنا لأفكارنا ورؤانا نضاعف من خلاله معارفنا وتجاربنا".
واختتم مدير إدارة العلوم والبحث العلمي كلمته مشيداً بما حققته المنظمة من نتائج خلال الدورات السابقة، مثمناً جهود جامعة الشارقة في استضافة الملتقى الذي سخرت له كل الإمكانيات والدعم اللازم.
واطلع سمو رئيس الجامعة على العرض المرئي الذي قدمه الدكتور توماس الفونس إفريث من جامعة جوهانز غوتينبورغ الألمانية، بعنوان الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم العالي، الذي تناول أهم التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي وكيفية الاستفادة من تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سواء على مستوى التعليم والتعلم أو البحث العلمي والخدمات المساندة للعملية التعليمية.
وشاهد بعدها سموه عرضاً مصوراً تعريفياً عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وجائزة "الألكسو" للإبداع والابتكار للباحثين في الوطن العربي، استعرض فيها أهداف الجائزة وأبرز المشاركات التي تمت خلال الدورات السابقة.
كما تفضل سمو رئيس الجامعة بتكريم الفائزين بجائزة "الألكسو" للإبداع والابتكار للباحثين في الوطن العربي، وفاز في فئة الباحث العربي المميز كل من: الدكتورة هدى الدايري من وزارة التربية في سلطنة عُمان، والدكتور سفيان العلايلي من جامعة قرطاج في تونس، والدكتورة رنا الإمام من الجامعة الأردني بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور هاني ناصر عبد الحميد من جامعة أسيوط في جمهورية مصر العربية.
أما في فئة المشروع البحثي فقد فازت الدكتورة عواطف محفوظ عبد المجيد من جامعة تبوك في المملكة العربية السعودية، فيما نالت جامعة الشارقة جائزة المؤسسة العربية الرائدة في مجال ريادة الأعمال والاقتصاد الأخضر، كما كرم سمو رئيس جامعة الشارقة المتحدثين والرعاة والداعمين للملتقى.
وشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الشارقة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، وقعها الدكتور حميد مجول النعيمي عن الجامعة، والدكتور محمد سند أبودرويش عن المنظمة.
وتنص بنود المذكرة على تعزيز مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك في الجوانب الأكاديمية حسب التشريعات المعمول بها وتشمل: التعاون في عقد المؤتمرات والندوات الأكاديمية والبحثية والتقنية، وتعزيز التعاون في برامج خدمة المجتمع والتعليم المستمر والبرامج التدريبية لتنمية أعضاء هيئة التدريس، والتعاون في إجراء البحوث والدراسات العلمية ذات الاهتمام المشترك، والعمل على رعاية الموهوبين والمتفوقين والمبتكرين، بجانب العمل على تعزيز الثقافة العربية وتشجيع أفضل الممارسات وأعلى المعايير في التعليم العالي.
وفي ختام حفل الملتقى تبادل سمو رئيس جامعة الشارقة والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدروع التذكارية ملتقطين الصور الجماعية.
ويشارك في الملتقى عدداً من المؤسسات الدولية تتقدمها منظمة "اليونسكو" ومنظمات الشباب “Activate” والتي تعني بتطوير وتنمية مهارات الطلبة في الجامعات والمؤسسات التعليمية بشكل عام، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات العربية والدولية وعدد من كبار الشخصيات والعلماء المختصين في ريادة الأعمال الخضراء والعمل التطوعي.
وتأتي الدورة الثانية من ملتقى "الألكسو" التي تستضيفها جامعة الشارقة، تأكيداً لحرصها على تعزيز وتدعيم أواصر التعاون مع العديد من كبرى الجامعات العربية، واستكمالاً لبرنامج التوأمة الثنائية بين الجامعات العربية الذي تم الإعلان عنه في الدورة الأولى من الملتقى العام الماضي في العاصمة التونسية.