تلعب هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" دوراً محورياً في تعزيز التنمية المستدامة في الإمارة من خلال تنفيذ مشروعات رائدة تتماشى مع رؤيتها المستقبلية واحتياجات العالم الحديث، إذ أن هذه الرؤية ليست مجرد التزام محلي، وإنما جزء من التحول العالمي نحو الاستدامة، والذي يشمل جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، بما يعزز مكانة "شروق" ككيان قيادي يواكب تحديات البيئة والتنمية.
الاستدامة: ركيزة أساسية لرؤية "شروق"
في الوقت الذي يشهد فيه العالم اهتماماً متنامياً بتغير المناخ والبحث عن حلول مستدامة، تلتزم "شروق" بتبني استراتيجية شاملة تحترم البيئة، وتدعم الاقتصاد المحلي في الوقت ذاته، إذ أن الاستدامة لا تقتصر على تقليل الانبعاثات فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى إعادة تشكيل مفهوم التنمية الحضرية، فنحن في "شروق" نعمل على بناء مجتمعات متكاملة تعتمد على الطاقة المتجددة، وتحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
ومن أبرز الأمثلة على هذا الالتزام، مشروع "مدينة الشارقة المستدامة"، الذي يُقدم نموذجاً فريداً للتنمية المستدامة في المنطقة، حيث يجمع المشروع الحياة الفاخرة والبيئة المستدامة من خلال استخدام الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير المياه، وتقليل النفايات بشكل جذري، مما يُسهم في توفير حياة صديقة للبيئة ولسكان المدينة.
كما يجسد المشروع رؤية الشارقة لتكون مدينة مستدامة تتناغم مع البيئة، حيث يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المعتمدة ضمن أجندة الأمم المتحدة، وأجندة الإمارات لعام 2030 (الأجندة الوطنية الخضراء 2030).
الضيافة الفاخرة.. نموذج لتوازن الاستدامة
تسعى "شروق" لتقديم تجربة ضيافة فاخرة وصديقة للبيئة في مشروعاتها السياحية، مثل "نزل الرفراف" في كلباء، الذي يجمع الفخامة والمحافظة على البيئة في آن واحد، حيث تقع الخيام الفاخرة في محمية طبيعية وسط أشجار القرم، مما يمنح الزوار تجربة استثنائية تتماشى مع مبادئ السياحة البيئية.
كما أن "منتجع لوكس الجبل" في خورفكان يمثل نموذجاً آخر للسياحة البيئية، إذ يستخدم خشب الصنوبر المستدام المستورد من فنلندا في بنائه، وهو ما يعكس التزام "شروق" بحماية الطبيعة من خلال استخدام مواد مستدامة.
وهذه الأمثلة ليست إلا جزءاً من التزام "شروق" المستمر بتبني أفضل الممارسات العالمية في مجال الاستدامة، إذ لا تقتصر مشروعاتنا على خدمة السياحة فقط، بل تمتد إلى تعزيز الوعي البيئي، وذلك من خلال تقديم تجارب سياحية تمزج بين الفخامة والحفاظ على الطبيعة.
التناغم مع احتياجات العالم الحديث
وفي ظل التغيرات العالمية التي تطال الاقتصادات والمجتمعات، تتجاوب "شروق" مع هذه المتغيرات من خلال تطوير مشروعات تتماشى مع مفهوم "الاقتصاد الدائري"، وتعمل على دعم الرؤية البيئية لدولة الإمارات، والتي تهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وهذا التوجه يعكس رغبة "شروق" في أن تكون جزءاً من الحلول العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي، حيث تركز على دعم الطاقة المتجددة في مشروعاتها مثل "جزيرة مريم"، التي تستخدم أنظمة ذكية لإدارة المياه والطاقة.
كما تسعى "شروق" إلى تقليل البصمة الكربونية من خلال تبني حلول متقدمة لإدارة النفايات والحفاظ على الموارد المائية، بالتعاون مع شركائها، مثل "مجموعة بيئة"، حيث تمثل هذه الجهود جزءاً من خططها لتعزيز الكفاءة والاستدامة في كل مشروع جديد تطلقه.
حماية التراث.. استدامة الماضي للمستقبل
إلى جانب التزامها بالاستدامة البيئية، تولي "شروق" اهتماماً كبيراً بحماية التراث الثقافي والتاريخي لإمارة الشارقة، حيث أن الاستدامة لا تقتصر على البيئة فقط، بل تشمل أيضاً الحفاظ على التاريخ والهوية الثقافية.
ومن هذا المنطلق، يُعتبر مشروع "قلب الشارقة" نموذجاً فريداً لإحياء التراث، حيث يتم ترميم المنازل التاريخية وتحويلها إلى فنادق تراثية فاخرة، مثل فندق "ذا تشيدي البيت، الشارقة" و"جناح السراي، بيت خالد بن إبراهيم"، وهو ما يعزز من قيمة هذه المنطقة كموقع سياحي وثقافي.
وفي السياق ذاته، يسعى "منتزه مليحة الوطني" إلى الحفاظ على التراث الصحراوي والآثار التاريخية في المنطقة، مع تقديم فرص تعليمية للزوار، مما يسهم في رفع الوعي حول أهمية الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي.
رؤية نحو المستقبل.. بناء مدن مستدامة للأجيال القادمة
نحن في "شروق" ملتزمون برؤيتنا في خلق تنمية حضرية مستدامة تتناغم مع البيئة وتتماشى مع احتياجات العالم الحديث، إذ نؤمن أن مشروعاتنا ليست مجرد وجهات سياحية وترفيهية، بل هي أيضاً محركات للتغيير الإيجابي، تساهم في تعزيز جودة الحياة وبناء مستقبل أكثر استدامة.
ومن خلال هذه الرؤية المتكاملة، تؤكد "شروق" أنها في طليعة الجهات التي تقدم حلولاً عملية للتحديات البيئية والاقتصادية الراهنة، مسهمةً في تحقيق الأهداف الوطنية والدولية، ومواصلة دورها القيادي في رسم مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لإمارة الشارقة.