جار التحميل...
وتفضل سموه فور وصوله بإزاحة الستار عن اللوح التذكاري إيذاناً بافتتاح المبنى، وألقى سموه كلمة بهذه المناسبة حيّا فيها الحضور من الشعراء والكُتّاب والإعلاميين، مشيراً إلى أنه يتابع كافة فعاليات وأنشطة بيت الشعر في الشارقة، وفي غيرها من المدن العربية لمكانة وأهمية الشعر في حياة الناس.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته أصل "الشعر" في التراث العربي، موضحاً أن أصلها يرجع إلى عهودٍ سابقة نشأت مع بدايات تجمّع القبائل في مكة المكرمة، وإلى حقبة الأنباط الذين استخدموه للتواصل ونشر الأخبار، وقال سموه: "ما هو الشعر؟ نقول أحياناً: ليت شعري من فلانٍ ما أصابه، أي ليّت عِلمي، إذن كلمة الشعر معناها العلم، وليس النظم أو غيره، وأصلُ الكلمة هو العِلم".
واستعرض سموه الأسباب التي جعلت الشعر يكون بهذه الطريقة التي هو عليها الآن، متناولاً أصل (العرب) وتجمّع القبائل حول بئر زمزم وعملهم في سقاية الماء، وفترة حُكم أبناء (نَبَط) وهو ابن سيدنا إسماعيل -عليه السلام- الذي بقى في مكة المكرمة بعد أن ارتحل والده سيدنا إبراهيم -عليه السلام- منها، وسرد سموه تاريخ الأنباط الذين رحلوا إلى جنوب فلسطين، ومنها انتشرت تسميتهم بذلك عندما عرّفوا من يسألهم عن أصلهم بأنهم من سلالة نبط، وتاريخ عدد من الممالك والحروب التي نشأت وفق تسلسلٍ تاريخي في ذلك الوقت، حيث أقام الأنباط دولتهم بعيداً عن الجزيرة العربية بعد أن هاجروا إلى الشمال، ولاتساع الدولة اختاروا أسلوب الشعر لإرسال الرسائل التي يريدونها، وقالوا هذا إعلامٌ نبطي يعني أخبار النبط، مشيراً سموه إلى تصحيحه لعددٍ من المفارقات التاريخية في تسجيل تلك الأحداث.
ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة خلال كلمته إلى أهمية الشعر في حياة المجتمعات والإسهام في الكثير من المجالات كونه إعلاماً يُعبّر عن المجتمع، قائلاً سموه: "الشعر، الذي نحن نظّن أنه محصور على الغزل أو المدح أو غيره من أغراض الشعر اليوم، مفروضٌ أن يحوي الدنيا كلها، وأن يكون وزارة إعلام، ويغطي كل مناحي الحياة وليس محصوراً في هفواتٍ أو زلات ومكاسب، دعونا من هذه اللحظة أن نعطي هذا الاسم (الشعر) مكانته، ونقول إن الشعر سيكون وسيلة للرسائل إن كانت في الحماسة أو غيرها، إي هو إعلام، ولذلك يا أهل الشعر افتخروا بأنفسكم".
وأكد سموه في ختام كلمته على أن افتتاح المقر الجديد لبيت الشعر يُمثل بداية مرحلة جديدة، تستمرُ فيها جهود تفعيل الشعر، وكل المناحي الأدبية الأخرى إلى مستويات أرقى مع التجويد، مُثنياً سموه على جهود القائمين على مسابقة مجلة القوافي الثقافية لاختيار أفضل القصائد المنشورة فيها كل عام، مشيراً إلى أن ذلك سيكون بناءً على لجنةٍ محايدةٍ تنظرُ في النصوص بعيداً عن المجاملة التي ربما تؤثر على اللغة نفسها، ولمزيد من التدقيق في اختيار القصائد، وذلك حتى يكون التقييم صادقاً والخطوات مدروسة، متمنياً سموه لهم التوفيق.
وألقت الشاعرة شيخة المطيري قصيدة بعنوان "الشاعر" عبّرت فيها عّما يجول في خاطر من يكتب الشعر من مشاعر متنوعة، وذلك لما يمثله له من ملاذٍ آمن من الحياة، قالت فيها:
واختتم الشاعر علي الشعالي القراءات الشِعرية بقصيدة بعنوان "علياء"، عبّر فيها عن الغزل كأحد أغراض الشِعر القديمة المتجددة، قال فيها:
وتقوم رسالة بيت الشعر في الشارقة بالالتزام بدعم المسيرة الثقافية والشعرية لمحبي الشعر العربي، وذلك عبر الاهتمام بالطاقات الإبداعية الشابة بهدف تحقيق التنمية الثقافية المستدامة، حيث يُحظى الشعر كأحد فروع الأدب العربي الواسعة، بتاريخٍ عريق ومكانةٍ مرموقةٍ في الحياة العربية، ويُوصف بأنه "ديوان العرب" وحامل حكاياتهم في كافة المناحي الاجتماعية والأدبية والسياسية والتاريخية وغيرها.