أوصى ملتقى المكتبات الإماراتية، الذي تنظمه جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، في ختام فعالياته، بتطوير قطاع المكتبات، ودعم وتعزيز التحول الرقمي والحفاظ على الهوية الوطنية، وتبني أفضل الممارسات العالمية في الإمارات والمنطقة.
الشارقة 24:
اختتمت جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، فعاليات ملتقى المكتبات الإماراتية، الذي انعقد على مدار يومين في مقر هيئة الشارقة للكتاب، بحضور عدد كبير من الكتاب والخبراء المتخصصين في مجال المكتبات من داخل الدولة والوطن العربي، إلى جانب جمع غفير من الإعلاميين والمهتمين بهذا المجال.
وناقش الملتقى، قضايا مهمة تتعلق بتطوير قطاع المكتبات، ودورها في دعم التحول الرقمي والهوية الوطنية، مع التركيز على أفضل الممارسات العالمية التي يمكن تبنيها في الإمارات والمنطقة.
وخلال جلسات الملتقى، قدم المشاركون، رؤى متعددة حول الدور المحوري للمكتبات ومراكز المعلومات في تعزيز الهوية الوطنية، مشددين على أهمية الدور الذي تلعبه الجمعيات المهنية والمؤسسات الحكومية في هذا الصدد.
وأوصى المشاركون، بضرورة تبني سياسات واستراتيجيات واضحة لدعم التحول الرقمي في المكتبات، مع التركيز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات المكتبات وخدماتها المختلفة.
وأشار الخبراء، إلى أهمية تعزيز البنية التحتية التكنولوجية في المكتبات، بما في ذلك تبني الحوسبة السحابية والتقنيات الحديثة لتحسين كفاءة الخدمات المقدمة.
وأكد المشاركون، أن التحول الرقمي لا يقتصر فقط على توفير التكنولوجيا، بل يشمل أيضاً تطوير الأدوات الذكية التي تتناسب مع طبيعة المكتبات العربية، وتساعد على توطين التقنية على مستوى محلي وعربي.
وشدد الملتقى، على أهمية بناء شراكات وتحالفات بين المكتبات والمؤسسات الحكومية والجهات المهنية والعلمية الداعمة، بما يسهم في تعزيز المبادرات الرقمية في الإمارات والوطن العربي، ودعا إلى تسليط الضوء على الممارسات المثالية في هذا المجال، لضمان تحقيق تطور ملموس في العمليات والخدمات المكتبية.
وكان الابتكار حاضراً بقوة في توصيات الملتقى، حيث أكد المشاركون، ضرورة دعم الإبداع في تطوير نظم وبرمجيات مكتبية ذكية تعالج تحديات المكتبات والمؤسسات الأرشيفية في العالم العربي، وأكدوا أهمية تمكين المكتبات من تقديم خدمات مبتكرة تسهم في التحول الرقمي وتدعم التنمية المستدامة.
وشدد الملتقى، على ضرورة دعم مبادرات العلوم المفتوحة، والتي من شأنها تعزيز الإنتاج العلمي، من خلال إتاحة منصات إلكترونية تشاركية للنشر العلمي المفتوح، وأوصى برعاية الإبداع والابتكار في تصميم هذه المنصات، بما يخدم الباحثين ويدعم المجتمعات العلمية في الدولة والمنطقة.
ومن بين التوصيات المهمة التي خرج بها الملتقى، تعزيز الوعي المعرفي والقرائي بالتعاون مع المكتبات العامة والمؤسسات الثقافية، وتحويل المكتبات إلى مراكز إبداعية تساهم في دعم المجتمع.
وأشار المشاركون، إلى أهمية تطوير منصات تعلم ذاتي تفاعلية تعتمد على المهارات والكفاءات المعرفية والمعلوماتية، فضلاً عن دعم المكتبات كبيئات تعليمية مفتوحة للجميع.
وفيما يتعلق بتطوير المهارات، دعا الملتقى، إلى زيادة الاهتمام بتأهيل وتدريب العاملين في المكتبات، مع التركيز على تعزيز مهاراتهم في استخدام الحلول الذكية والتطبيقات الرقمية، وأكد أهمية التعلم المستمر للعاملين لضمان تقديم أفضل الخدمات المكتبية.
وأشار الخبراء، إلى أهمية توجيه البحث العلمي نحو دراسة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة في المكتبات، وتوظيف نتائج هذه الأبحاث لخدمة الرؤى الوطنية وتعزيز كفاءة المؤسسات المعلوماتية في الدولة.
وفي ختام الملتقى، أعرب فهد المعمري رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، عن شكره وتقديره لكل من شارك وساهم في إنجاح الملتقى، وأكد أن توصيات الملتقى ستشكل أساساً لتعزيز دور المكتبات في دعم التحول الرقمي والابتكار، وهي خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف الوطنية.
وشكر المعمري، رعاة الملتقى، على دعمهم المتواصل لأنشطة الجمعية، ودورهم في نجاح الملتقى بهذا الشكل المشرف.