أنجز البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية "حياة"؛ 1000 عملية تبرع بالأعضاء بعد الوفاة، منذ انطلاقه في عام 2017، في إطار تكامل الجهود الاتحادية والمحلية والقطاعات الصحية والأكاديمية، وبما يؤكد مكانة الدولة وما حققته من إنجازات مشهودة ترسّخ ريادة الإمارات في مجال زراعة الأعضاء. أعلنت ذلك وزارة الصحة ووقاية المجتمع، اليوم الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء الموافق 13 أغسطس.
الشارقة 24:
كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن نجاح البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية "حياة" في إنجاز 1000 عملية تبرع بالأعضاء بعد الوفاة منذ انطلاقه في عام 2017، في إطار تكامل الجهود الاتحادية والمحلية والقطاعات الصحية والأكاديمية، وبما يؤكد مكانة الدولة وما حققته من إنجازات مشهودة ترسّخ ريادة الإمارات في مجال زراعة الأعضاء، والتي تعكس مستوى التقدم المنجز الذي أحرزته دولة الإمارات على صعيد منظومتها الصحية، تجسيداً لتطلعات القيادة الحكيمة وضمن رؤية "نحن الإمارات 2031" الهادفة لوصول دولة الإمارات إلى مكانة مرموقة على مستوى العالم.
ويأتي هذا الإنجاز الذي يتزامن مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء في 13 أغسطس، ضمن توجهات الدولة لتكون نموذجاً يحتذى على المستويين الإقليمي والعالمي حيث تحقق ذلك بفضل الجهود الحكومية المتواصلة لرفع الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء بصفته عملاً إنسانياً نبيلاً، وما تزخر به دولة الإمارات من الإمكانات والقدرات، من ناحية الكوادر الطبية والمنشآت الصحية والبنية التحتية التكنولوجية، والشراكات الدولية مع أعرق المؤسسات العالمية.
تطبيق المعايير العالمية
ويتوافق البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية مع أعلى المعايير العالمية، ضمن استراتيجية لتعزيز تنافسية القطاع الصحي على المستوى الدولي، حيث استضافت الدولة 11 زيارة مؤلفة من حوالي 20 خبيراً دولياً خلال الفترة السابقة لإجراء مراجعات دقيقة لمرافق زراعة الأعضاء، ما أسهم بشكل فعال في نقل المعرفة وبناء القدرات، ووثقت جاهزية نظام الرعاية الصحية وكفاءاته المتخصصة في هذا المجال.
وتسلط هذه المناسبة العالمية الضوء على إنجازات برنامج "حياة"، الذي حصل على أسرع برنامج تطوراً ونمواً بالعالم خلال آخر خمس سنوات، وذلك بناء على مؤشر تحسن الأداء وارتفاع نسبة المتبرعين، بعد الوفاة لكل مليون نسمة. وما حققته دولة الإمارات من ريادة عالمية في نمو التبرع وزراعة الأعضاء بنسبة بلغت 417% خلال آخر خمس سنوات، وذلك بحسب نتائج مؤتمر الجمعية العالمية للتبرع بالأعضاء.
إلى جانب التقدم المنجز في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء بين المواطنين والمقيمين في الدولة والازدياد في أعداد المتبرعين، بصفته عملاً إنسانياً نبيلاً، يعكس قيم الاستدامة، ويعزز تحقيق مستهدفات مؤشر جودة الحياة.
وحقق البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية "حياة" نجاحاً متميزاً بإظهار التكافل المجتمعي والتسامح من خلال تمكين المرضى المحتاجين لزراعة أعضاء من استعادة الأمل بحياة جديدة، مستفيداً من كفاءة المنظومة الصحية والإمكانات المتطورة في الدولة من الناحية البشرية والتكنولوجية.
والجدير بالذكر أن الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في اجتماعها خلال شهر مايو 2024 اعتمدت مجموعة من التوصيات للدول الأعضاء كخارطة طريق نحو بناء برامج مستدامة للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة والكثير من هذه التوصيات مشمولة في القانون الاتحادي الجديد؛ مما يدل على استباقية الدولة نحو تبني أفضل الممارسات العالمية مثل تغطية التأمين الصحي والتعاون بين الدول وتبني الابتكارات في المجال وغيرها
حملات توعية مبتكرة
وتنظم الوزارة بالتعاون مع الشركاء في القطاع الصحي حملات مستمرة لتوعية وتثقيف أفراد المجتمع بالتبرع بالأعضاء، وكيفية المساهمة في إعطاء الآخرين فرصة للحياة، وللتعرف على طرق الوقاية من أمراض الفشل العضوي، استرشاداً برؤية استراتيجية وبرامج متخصصة، من خلال المشاركة في عدد من المعارض والفعاليات المجتمعية لإبراز مزايا البرنامج، ومشاركة شهادات حية لمرضى استعادوا الأمل بالحياة بعد نجاح عملية الزراعة، ما يسهم في تعريف أفراد المجتمع والمؤسسات العامة والخاصة بالبرنامج، في ظل التطور الذي تشهده البنية التحتية الصحية بدولة الإمارات من تطور متسارع يستقطب الخبرات العالمية.
بيئة محفزة
وأوضح الدكتور علي العبيدلي رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء، أن "حياة" برنامج وطني يهدف إلى دعم جهود الدولة الرامية إلى تشجيع الأفراد على دعم التبرع بالأعضاء والأنسجة وفقاً للممارسات الدولية المتبعة في هذا المجال، لتوفير الرعاية لمرضى القصور العضوي. مؤكداً أن التبرع بالأعضاء يجدد الأمل في نفوس المرضى وعائلاتهم، ويعزز صحة وسلامة المجتمع وجودة حياة الأفراد وكذلك يدعم جهود الوقاية من أمراض الفشل العضوي المختلفة وتبني الحياة الصحية.
تميز "حياة"
وأشار الدكتور العبيدلي إلى أن مراجعة الخبراء الدوليين جميع برامج زراعة الكلى في الدولة مؤخرا، وإشادتهم بتقديم خدمات تتماشى مع المعايير الدولية، يؤكد على التزام وزارة الصحة ووقاية المجتمع والشركاء بالتميز وتعزيز مكانة الإمارات كرائدة إقليمياً وعالمياً في مجال زراعة الأعضاء، إضافة إلى المنشآت المرخصة والمعتمدة لزراعة الأعضاء المتعددة، والتي تضمن علاجات منقذة للحياة دون الحاجة للسفر إلى الخارج.
التسجيل من أجل التبرع
بدورها قالت الدكتورة ماريا غوميز خبيرة زراعة الأعضاء ومديرة المركز الوطني لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إن برنامج "حياة" ثمرة تعاون بين عدة جهات محلية واتحادية بهدف توحيد الجهود الوطنية في مجال تنظيم عمليات النقل والتبرع وتطويرها، داعية أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، ممن بلغوا من العمر 18 عاماً أو أكثر، لدعم البرنامج من خلال تسجيل رغبتهم في التبرع بالأعضاء والوقاية من الأمراض المزمنة المؤدية إلى فشل الأعضاء، للمساهمة في منح الأمل لمرضى يترقبون التعافي، بالإضافة إلى التعرف على قصص النجاح الملهمة سواء من عائلات المتبرعين، أو من متلقي زراعة الأعضاء.
فعاليات مع الشركاء
وأوضحت الدكتورة ماريا غوميز أن برنامج "حياة" ينظم احتفالاً باليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، بالتعاون مع الجهات الصحية المحلية والشركاء في مجال الرعاية الصحية، يتضمن فعالية خاصة مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ومستشفى الفجيرة، للتوعية وتثقيف المجتمع بأهمية ودور التبرع بالأعضاء في إنقاذ حياة البشر، كما سيتم تنظيم فعالية أخرى بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي لنفس الغرض.
أرقام برنامج "حياة"
يذكر أن عدد المسجلين في البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية "حياة" بلغ 26,825 راغباً في التبرع، فيما بلغ عدد من تبرعوا بأعضائهم ضمن المسجلين أكثر من 255 متبرعاً حتى الآن، ويمكن للمتبرع الواحد المساهمة في إنقاذ حياة 8 مرضى، فبإمكان الأحياء التبرع بالكلى وجزء من الكبد إلى الأقارب حتى الدرجة الرابعة، ويمكن كذلك التبرع بالكلى والكبد بين الأحياء غير الأقارب، أما المتبرعون بالأعضاء بعد الوفاة، فيمكنهم التبرع بالقلب، والكبد، والكليتين، والرئتين، والبنكرياس وجزء من الأمعاء، بالإضافة إلى التبرع بالأنسجة.