وقع وفد إمارة الشارقة، خلال زيارته إلى مقاطعة شاندونغ الصينية، مذكرة تفاهم بين دائرة العلاقات الحكومية، ومكتب الشؤون الخارجية للحكومة الإقليمية لمقاطعة شاندونغ، لتسهيل التبادلات والتعاون بين الجانبين في كافة المجالات، واتفاقية تعاون بين جامعتي الشارقة وشاندونغ، لتعزيز العلاقات الثنائية والشراكات وإطلاق مبادرات مشتركة.
الشارقة 24:
تكللت زيارة الشارقة إلى مقاطعة شاندونغ الصينية، التي تم تنظيمها بالتنسيق مع حكومة شاندونغ، أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، بتوقيع مذكرة تفاهم بين دائرة العلاقات الحكومية، ومكتب الشؤون الخارجية للحكومة الإقليمية لمقاطعة شاندونغ في جمهورية الصين الشعبية، بهدف تسهيل التبادلات والتعاون بين الجانبين في كافة المجالات لمدة 5 سنوات، إلى جانب اتفاقية تعاون بين جامعتي الشارقة وشاندونغ، لتعزيز العلاقات الثنائية والشراكات وإطلاق المبادرات المشتركة بين الجانبين.
مذكرة لترسيخ التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز التعليم والثقافة والسياحة
وتنص المذكرة، التي وقعها الشيخ فاهم القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة رئيس وفد الإمارة المشارك في الزيارة، وكاي شيانجين المدير العام لمكتب الشؤون الخارجية للحكومة الإقليمية لمقاطعة شاندونغ في جمهورية الصين الشعبية، بحضور دينغ يون فنغ نائب حاكم مقاطعة شاندونغ، على ترسيخ الاتصال مع المؤسسات المعنية بالاقتصاد والتجارة والتعليم والثقافة والسياحة، بهدف تعزيز التعاون في هذه المجالات، وإنشاء آلية اتصال لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، على أن يتولى كل من دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، ومكتب الشؤون الخارجية للحكومة الإقليمية لمقاطعة شاندونغ، مهمة الإشراف على تواصل كافة الجهات المعنية.
وأشار الشيخ فاهم القاسمي، إلى أن المذكرة تترجم التزام دائرة العلاقات الحكومية، بتسهيل اللقاءات والاجتماعات والتعاون المشترك بين مختلف مؤسسات إمارة الشارقة ونظيراتها في آسيا بشكل عام، والصين بشكل خاص، تماشياً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤمن إيماناً راسخاً بأهمية الحوار والتفاهم مع جميع دول وثقافات العالم، ودور التعاون والعمل المشترك في الارتقاء بالحضارة الإنسانية وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة في جميع القطاعات على الصعيد العالمي.
اتفاقية بين جامعة الشارقة وجامعة شاندونغ لتطوير التبادل الأكاديمي
ووقّعت جامعة الشارقة اتفاقية مع جامعة شاندونغ، بهدف تطوير التبادل الأكاديمي والثقافي بين الجانبين وتعزيز التعاون في مجال التعليم والبحث وبناء القدرات، بما يشمل البرامج المقدمة في كلتا المؤسستين، والتدريس، والبحث العلمي، وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتطوير الموظفين، إلى جانب المشاركة في الندوات واللقاءات الأكاديمية الدولية، وتبادل المواد الأكاديمية والعلمية، والبرامج الأكاديمية الخاصة.
بحث آليات افتتاح معهد كونفوشيوس كمركز مستقل بالشارقة
وبموجب الاتفاقية التي وقعها سعادة الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، والدكتور شيان شانغ رئيس جامعة شاندونغ، بحضور دينغ يون فنغ نائب حاكم مقاطعة شاندونغ، يتم بحث آليات تسهيل افتتاح "معهد كونفوشيوس" كمركز مستقل في الشارقة، بدءاً من العام الدراسي 2025-2026، لتعليم اللغة والثقافة الصينية، وتقديم برامج تعليمية وثقافية عامة بهدف دعم تدريس اللغة الصينية وتسهيل التبادل الثقافي.
وأكد سعادة الدكتور حميد مجول النعيمي، أهمية الزيارة، قائلاً: إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تكون جامعة الشارقة ضمن الوفد رفيع المستوى الذي يمثل إمارة الشارقة في زيارته إلى جمهورية الصين، وتوقيع اتفاقية تعاون علمي وأكاديمي مع جامعة شاندونغ، فجامعة الشارقة تربطها علاقات أكاديمية وبحثية وعلمية وثيقة مع عدد كبير من الجامعات الصينية، حيث تشهد تلك العلاقات المتبادلة تطوراً مستمراً، وهناك العديد من الزيارات المتبادلة بين الجانبين، ويوجد عدد كبير من اتفاقيات التعاون الموقعة في هذا الشأن، كما شهدنا أخيراً في جامعة الشارقة تخريج 30 من طلبة الدفعة الثانية من برنامج اللغة العربية والثقافة ضمن إطار برنامج طريق الحرير، الذي نظمه معهد اللغات بالتعاون مع مكتب العلاقات الدولية بالجامعة للطلاب الصينيين من جامعتي جيجون للعلوم الصناعِية والتجارية، وجامعة بكين للغة والثقافة.
فعاليات ثقافية وتجارية تسلط الضوء على الإمارة في "يوم الشارقة"
وشمل برنامج الزيارة إلى مقاطعة شاندونغ تنظيم فعالية "يوم الشارقة"، بدعم من الدوائر والمؤسسات المشاركة في وفد الإمارة، برئاسة دائرة العلاقات الحكومية، وتضمنت مجموعة واسعة من الفعاليات الترويجية الثقافية والتجارية لتسليط الضوء على مقومات الإمارة والمزايا التي تقدمها للمستثمرين ورجال الأعمال والسياح، كالموقع الاستراتيجي الذي يشكّل بوابة إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط، والبنية التحتية المتطورة، والقوانين والتشريعات الداعمة للأعمال والاستثمار، بالإضافة إلى استعراض مشروع الإمارة الثقافي والحضاري الذي يجسد دورها ومكانتها كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية.
التعرف على آفاق الثقافة والتراث والسياحة
وزار أعضاء الوفد، مركز شاندونغ الثقافي، ومتحف شانونغ، ومعهد البحوث الأثرية، بالإضافة إلى لقاء عمل جمع بعض أعضاء الوفد مع دائرة الثقافة والسياحة الإقليمية في شاندونغ، وشاركوا في جولة على منطقة بايهاتشو الطبيعية، وبحيرة دامينغ، ومنطقة لاوشان ذات المناظر الطبيعية الجبلية الساحلية، كما عقد ممثلو إمارة الشارقة ومقاطعة شاندونغ لقاء عمل، تلاه حفل عشاء لأعضاء الوفد.
وحول اللقاءات الثقافية التي شهدتها الزيارة، أوضح سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم رئيس معهد الشارقة للتراث، أن هذه الزيارة تنبع من متانة العلاقات الإماراتية الصينية وتنوعها في العديد من المجالات، حيث استطاعت دولة الإمارات، صياغة علاقات متكاملة ومتوازنة مع شرق العالم وغربه، منطلقة في ذلك من أهمية التواصل الخلاق ما بين الشعوب والثقافات والدول، ووحدة المشترك الإنساني الذي يسعى للانفتاح على الآخر، ويحترم قيمه وعاداته وتقاليده، ويحقق الاستفادة المتبادلة من عناصر المنجز الحضاري العالمي.
زيارات ولقاءات عمل لاستكشاف فرص التعاون في الاقتصاد والأعمال والابتكار
وضمت الجهات المعنية بالاقتصاد والاستثمار والابتكار، المشاركة في الوفد، كلاً من دائرة التنمية الاقتصادية، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي، والشارقة لإدارة الأصول، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، ومطار الشارقة الدولي، وشركة وقاية التابعة لـ"مجموعة بيئة".
وتضمن البرنامج، زيارات ممثلي هذه الجهات إلى نخبة من الشركات الصينية، منها مجموعة "إنسبور"، لتكنولوجيا المعلومات و"مجموعة لينو" لصناعات الزجاج المتخصصة، بالإضافة إلى زيارتين إلى "مجموعة هاير" و"مجموعة هيسنس"، إلى جانب زيارة ولقاء عمل جمع أعضاء الوفد مع ممثلي مدينة زيبو، كما زار عدد من أعضاء الوفد بصحبة الشيخ فاهم القاسمي، مجمع تشيلو للبرمجيات، ومجموعة شاندونغ للصناعة الثقيلة.
وأكد سعادة حمد علي عبد الله المحمود رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة، أن مشاركة الدائرة تعد فرصة مثالية لتسليط الضوء على أهم ما تمتلكه الدولة بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص من مقومات اقتصادية واستثمارية فريدة وبنية تحتية متطورة وثبات اقتصادي، تسهم في جذب المستثمرين من مختلف القطاعات الاقتصادية، وهذا بدوره ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد، ويسهم في تعزيز مكانة الشارقة على الخريطة الاقتصادية، كما تهدف هذه المشاركة إلى الاطلاع على الفرص الاستثمارية العديدة بين الشارقة والصين من أجل اكتشاف أوجه التعاون، وتطوير العلاقات الاقتصادية، خاصة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين.
وتأتي هذه المحطة، ضمن زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية تستمر سبعة أيام من 2 - 8 يونيو الجاري، وتشمل 3 من كبرى المدن الصينية، وهي العاصمة بكين، ومقاطعة شاندونغ، وشنغهاي، بهدف تعزيز العلاقات الحكومية، وبحث سبل التعاون والعمل المشترك في القطاعات الاقتصادية والثقافية والسياحية، إلى جانب ترسيخ الروابط الثنائية في مجال التعليم والصحة والرياضة والتكنولوجيا والابتكار.