أطلقت جمعية أصدقاء مرضى السرطان مبادرة لصحة الجلد بالتعاون مع "بلدية دبي"، بهدف تعزيز الوعي لدى العمال بإجراءات الوقاية من سرطان الجلد، من خلال إطلاق سلسلة من الدورات التثقيفية التي تبدأ في مايو، وتستمر حتى أغسطس.
الشارقة 24:
يُشكّل مايو، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الجلد، مناسبة مهمة للوقوف على هذا النوع من السرطان، والتعرف على أسبابه وأعراضه، وأهمية الكشف المبكر في مكافحته والوقاية منه، حيث يعد سرطان الجلد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في العالم، لا سيما سرطانات الجلد غير الميلانينية؛ كسرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، الأكثر تشخيصاً، إذ يتم تشخيص ملايين الإصابات حول العالم سنوياً، لتؤكد هذه الإحصائيات الكبيرة الحاجة الملحة لتعزيز الوعي بأهمية الممارسات والتدابير الوقائية.
يكمن السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الجلد هو التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية، سواء من مصدر طبيعي كأشعة الشمس، أو صناعي كأشعة أجهزة تسمير البشرة، وتضم قائمة الأشخاص الأكثر تعرضاً للإصابة به الأفراد ذوي البشرة الفاتحة، ومن يعانون اضطرابات وراثية تستنزف صبغة الجلد، والأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد، والذين أصيبوا بحروق شمس شديدة في وقت مبكر من حياتهم، وتشمل أكثر الأعراض شيوعاً لحالات الإصابة بسرطان الجلد نمو نتوءات على سطح البشرة على شكل "شامات".
أهمية الكشف المبكر
الكشف المبكر عن سرطان الجلد هو أبرز عوامل النجاح في علاجه، فعند اكتشافه في مراحله المبكرة، تصل نسبة نجاة المصابين بمعظم أنواع سرطان الجلد إلى 100%، وإلى 99% عند المصابين بسرطان الميلانوما، أشد أنواع سرطانات الجلد فتكاً، لتذكّرنا هذه الأرقام بأهمية الفحص الدوري والذاتي للكشف المبكر عنه، فمن خلال التعرف على أعراض الإصابة، يمكن اتخاذ الخطوات الوقائية لرصد أي مشكلات قبل أن تتطور وتتفاقم وتسبّب الإصابة به.
مناصرة قضية نبيلة
تلعب منظمات ومؤسسات مكافحة السرطان دوراً أساسياً في مكافحة سرطان الجلد من خلال رفع مستوى الوعي وتثقيف المجتمع حول المرض، ومنها "جمعية أصدقاء مرضى السرطان"، إحدى أبرز المؤسسات المعنية بدعم مرضى السرطان في المنطقة، والتي تكرّس جهودها لتعزيز مبادرات الكشف المبكر عن السرطان والوقاية منه، بهدف الحد من تأثيره على الأفراد والمجتمعات، فمن خلال الحملات التوعوية والفحوص الطبية المجانية للكشف المبكر، ومبادرات التثقيف المؤسسي، تسعى الجمعية للوصول إلى فئات أوسع من المجتمع، وتمكين الأفراد، بما يسهم في الحد من انتشار السرطان والوقاية منه.
رفع الوعي وتثقيف أفراد المجتمع
وتشير الدراسات إلى أن قائمة الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الجلد أكثر من غيرهم، تضم موظفي الصيانة، وعمال التنظيف، وعمال الحدائق الذين يقضون فترات طويلة تحت أشعة الشمس، ولهذا ينبغي رفع مستوى وعي هؤلاء الأفراد وتثقيفهم حول التدابير الوقائية التي يمكنهم اتخاذها لحماية أنفسهم.
وإيماناً بأهمية الوعي، ودوره في الوقاية من الإصابة بسرطان الجلد، أطلقت "جمعية أصدقاء مرضى السرطان مبادرة لصحة الجلد بالتعاون مع "بلدية دبي"، بهدف تعزيز الوعي لدى العمال بإجراءات الوقاية من سرطان الجلد، من خلال إطلاق سلسلة من الدورات التثقيفية التي تبدأ في مايو، وتستمر حتى أغسطس، بهدف رفع وعي العمال بأعراض سرطان الجلد، والتدابير الوقائية لحماية البشرة وضمان صحة الجلد.
ونُظِّمَت الجلسة الأولى بنجاح في 22 مايو، احتفاءً بالشهر العالمي للتوعية بسرطان الجلد، ووزعت خلالها "ناوس كير" NAOS Care، المنظومة الشاملة للشركات والعلامات المتخصصة بالصحة والتجميل وجودة الحياة، عينات مجانية من كريم "بيوديرما" للوقاية من أشعة الشمس، بعامل وقاية +50 للمشاركين، في حين تستمر المبادرة حتى أغسطس، وتسعى للوصول إلى أكبر عدد من العمال المعرضين للخطر خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
إجراء الفحص الذاتي
يتطلب إجراء فحص ذاتي شامل الوقوف في غرفة مضاءة بشكل جيد أمام مرآة بطول الجسم للتّمكّن من فحص الجسم بأكمله، لا سيما المناطق التي يصعب رؤيتها، كالظهر وفروة الرأس باستخدام مرآة يد مقابل المرأة الكبيرة، وعند ملاحظة أي تغييرات، أو مشكلات مستمرة في الجلد، يجب زيارة طبيب أمراض جلدية فوراً دون أي تأخير.
الأعراض
تعد خطوات تحديد أعراض الإصابة بالورم الميلانيني، المعروف باسم الميلانوما، أداة فعالة لتحديد أي علامات محتملة لهذا النوع الخطير من سرطان الجلد، تبدأ بتفحص الشامات والنتوءات والآفات الجلدية، والانتباه إلى التباين، عندما يكون النصف الأول من البقعة مختلفاً تماماً عن النصف المقابل، ثم مراقبة حدود البقعة، وتفحص الحواف غير المنتظمة أو الصدفية أو الحرشفية أو غير المحددة بشكل واضح، يليها اللون، وتنوعه وتدرجاته داخل البقعة الواحدة، كتدرجات اللون البني والأسود، أو المناطق البيضاء أو الحمراء أو الزرقاء، ثم حجم البقعة وقطرها، حيث يبلغ حجم أورام الميلانوما أكثر من 6 مليمترات في أغلب الأحيان، مع إمكانية أن يكون حجمها أصغر من ذلك، وأخيراً تحديد أي تغييرات تطرأ على البقعة الجلدية من ناحية الحجم أو الشكل أو اللون مع مرور الوقت.
وتوجد عدة خطوات وقائية يمكن اتخاذها للتخفيف من خطر الإصابة بسرطان الجلد إلى جانب فحص الجلد بشكل دوري، أبرزها ارتداء ملابس واقية من أشعة الشمس، والتماس الظل خلال ساعات ذروة أشعة الشمس، واستخدام مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس بعامل وقاية 30 أو أكثر، حيث تعد جميع هذه الممارسات طرقاً فعالة لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، ويساعد اتخاذها كعادات في الحياة اليومية على الاستمتاع بالأنشطة والفعاليات الخارجية في الهواء الطلق، مع إعطاء الأولوية لضمان صحة الجلد.
وتقول عائشة الملا، مدير جمعية أصدقاء مرضى السرطان: "نؤمن بحق جميع الأفراد في الوصول إلى المعرفة والموارد اللازمة لحماية صحتهم، ونهدف من إطلاق مبادرة مكافحة سرطان الجلد بالتعاون مع بلدية دبي إلى تزويد الأفراد الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأدوات والوعي اللازم للكشف المبكر عن سرطان الجلد والوقاية منه، فمن خلال التعاون والعمل المشترك، سنبني مستقبلاً أفضل نحمي فيه الأفراد الذين يخدمون مجتمعاتنا من خطر الإصابة بسرطان الجلد، تجسيداً لرسالتنا الرامية لمكافحة جميع أنواع السرطان من خلال نشر الوعي والكشف المبكر، وسنستمر في مسيرتنا حتى تحقيق أهدافنا".