شارك معالي العلّامة عبد الله بن بيّه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، الذي عقد، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في مكة المكرمة، مؤكداً أهمية بناء جسور بين المذاهب الإسلامية، والسعي إلى توحيد المسلمين والتقريب بينهم.
الشارقة 24 – وام:
أكد معالي العلّامة عبد الله بن بيّه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، أهمية بناء جسور بين المذاهب الإسلامية، والسعي في توحيد المسلمين والتقريب بينهم، وأضاف أن الإسلام دين التوحيد ودين الوحدة، وحدة الشعور والشعائر.
جاء ذلك، خلال مشاركة معاليه في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، الذي عقد، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبتنظيم من رابطة العالم الإسلامي، بمكة المكرمة.
شهد المؤتمر، الذي ترأسه الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، مشاركة دولية واسعة لعدد كبير من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية؛ قصد العمل على تعزيز المشتركات، وإطلاق "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، التي ترسمُ معالمَ مضيئةً ودَلالاتٍ إرشاديةً مهمَّةً وتَبني جُسوراً من الإِخاءِ والتعاوُنِ بين المذاهب الإسلامية، لخير الأمة في مواجهة التحديات.
وفي مستهل كلمته، ذكّر معالي العلامة ابن بيّه، بأن الوحدة ضرورة عقلية وواجب ديني ومبدأ أساسي بالنسبة للمجتمعات للإنسانية عامة والمجتمعات الإسلامية خاصة، مشيراً إلى أن الوحدة في الإسلام "مفهوم عظيم يشمل بسماحته جميع دوائر الوجود الإنساني، ويغطي جميع العلاقات الفردية والجماعية والدولية، فالإسلام هو دين التوحيد ودين الوحدة، وحدة الشعور والشعائر".
كما نبّه معاليه، إلى أن الوحدة لها عدة أسس، هي المشتركات الدينية الكبرى بين جميع المسلمين، وعلى رأسها شهادة التوحيد، شهادة أن لا إلهَ إلاَّ الله وأن مُحَمَّداً رَسُولُ الله، معتبراً أن هذه الشهادة هي المحطة الجامعة، وهي أعلى درجات الوحدة التي تجمع كافة الطوائف والمذاهب الإسلامية على إله واحد، ورسول خاتم.
وأضاف معاليه، أن من الأسس المهمة كذلك إقامة شعائر الإسلام الظاهرة التي يجتمع عليها المسلمون، مذكراً بما جاء في الحديث الصحيح: "مَن صَلَّى صَلَاتَنَا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذلكَ المُسْلِمُ الذي له ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رَسولِهِ، فلا تُخْفِرُوا اللَّهَ في ذِمَّتِهِ".
وخلص رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، إلى أن هذا الحديث يعتبر أصلاً جامعاً وبرهاناً قاطعاً على استصحاب ظاهر أحوال الناس دون البحث في ضمائرهم ولا التفتيش عن سرائرهم.
وقدّم معالي الشيخ ابن بيّه، معالم التجسير المنشود لتحقيق الوحدة الإسلامية من خلال جملة من الجسور المقترحة، الجسر الأول: أدب الخلاف وحسن التعامل مع المخالف، والثاني: إعمال سدّ الذرائع في بناء جسور الوحدة، وذلك بإغلاق الباب أمام المفاسد العظيمة الواقعة من كلام بعض المسلمين في بعضهم، وبخاصة مع كثرة وسائل نشر المعلومات والتواصل، وإذاعة ما يؤدي إلى التنافر والتباغض، والجسر الثالث: القول اللين والشفقة على أهل الملة، وهذا الجسر يحمل المسلم على حسن الظن بالآخرين، والتلطف في النصح ومحبة الخير للغير، والجسر الرابع: تفعيل آلية الحوار إذ به يتحقَّق التعارف والتعريف، التعرف على الغير والتعريف بالنفس، وقد أَصّل الإسلام للحوار، وجعله مبدأ أساسياً للتواصل مع الآخر، القريب أو الغريب، المشابه أو المغاير، والجسر الخامس: تعزيز قيمة التسامح؛ فالشريعة الإسلامية حنيفية سمحة، أي السهلة الميسّرة، حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل، بعيدة عن التشدُّد، مرفوع فيها الحرج.
وفي ختام كلمته، لفت معالي الشيخ ابن بيه، إلى أن هذه الوحدة التي يتحدث عنها المؤتمر ليست وحدة طاردة أو إقصائية تجاه الانتماء إلى أفق الإنسانية الرحب، بل هي وحدة تتعايش مع عموم البشر بمختلف أديانهم وأعراقهم، وفقاً لقاعدة المشتركات الإنسانية وطبقاً لقانون المصالح والمفاسد الذي هو أصل مقرّر من أصول الشريعة.