جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الاستثمار في المرأة: نحو مستقبل أفضل

صورة بعنوان: الاستثمار في المرأة: نحو مستقبل أفضل
download-img
على مدار أكثر من 100 عام، ظل "يوم المرأة العالمي" مُناسبة تُذكّرنا بالقوة التي تحملها روح المرأة، ورمزية عطائها وإرادتها في مختلف ثقافات العالم، وهذا العام يشكل شعار "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم" دعوة للاحتفاء بالمنجزات التي حققتها المرأة.
كما يشكل الشعار دعوة لتقدير حجم مساهمتها في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وفي الوقت نفسه فرصة لتأكيد التزامنا تجاه تمكين المرأة في مناحي الحياة كافة.

تؤكد المرأة دائماً، أنه لا يوجد عقبة تقف أمامها، ولا يوجد تحدٍ لا يمكن تجاوزه، كما تثبت أن الأحلام مهما كانت كبيرة فإنها قابلة للتحقق، فاليوم "وأكثر من أي وقت مضى"، تتقلد أعداد كبيرة من النساء مناصب عليا، وتترأس مؤسسات كبرى، وتبرز في مختلف القطاعات العلمية والإبداعية والفنية، فمن رائدات فضاء، إلى فنانات، ومبتكرات وعالمات في الهندسة والطب والفيزياء، إلى قياديات وشخصيات رسمية في مناصب سياسية ومهام اقتصادية كبيرة، وكأنها بذلك تثبت أن الموهبة لا تعرف فرقاً بين الرجال والنساء.

ليس ذلك ما تمثله النساء في كل ما يحققنه من ريادة ونجاح وتفوق وحسب، فكل واحدة منهن تشكل نموذجاً ملهماً للأجيال الجديدة، تضيء بإسهاماتها ومبادراتها وجهودها الطريق أمام المزيد من النساء حول العالم ليستكملن المسيرة، ويكنّ جزءاً أصيلاً في بناء غدٍ أفضل وأكثر تنوعاً وابتكاراً للإنسانية جمعاء.

هذا الواقع الذي نفخر به، وهذه المكانة التي وصلت لها المرأة، لا تعني أن التحديات اختفت، وأننا وصلنا إلى الطموحات كاملة، فعلى الرغم من كل ما تحقق، إلا أن بعض التحديات لا تزال قائمة، وتذكرنا كل يوم بأهمية وضرورة العمل الجماعي، أفراداً ومؤسسات، إذ تشير "منظمة العمل الدولية"، أن النساء يشكلن نصف سكان العالم، لكن 61% منهن يشاركن في القوى العاملة، مقارنة بـ 90% من إجمالي الرجال.

إلى جانب ذلك يشير "تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين" لعام 2022، الصادر عن "المنتدى الاقتصادي العالمي"، أننا نحتاج إلى 132 عاماً لسد الفجوة القائمة والوصول إلى التكافؤ الكامل، وهو ما يمثل في الواقع ليس تحدياً، وإنما يشكل في الحقيقة دعوة لصنّاع القرار، وقادة التغيير، لتسريع وتيرة العمل لتغيير هذه الأرقام كاملة.

وهذا يوجب علينا الاعتراف بأن تحسين التمثيل النسائي، يتطلب العمل المباشر والمكثف من المؤسسات المعنية، وفي الوقت نفسه يتطلب من كل سيدة أن تستثمر في طاقاتها وقدراتها، لأن الحلول الجذرية والشاملة تتطلب تعاوناً دولياً وعالمياً، وإيماناً وجهداً شخصياً أيضاً.

خلال تجربتي الخاصة في منصب قيادي بصناعة النشر، كنتُ أتفاجأ دائماً بضعف التمثيل النسائي في الاجتماعات، وقررتُ أن أكرس جهودي خلال تولي منصب رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين لتغيير هذا الواقع، وتكللت الجهود بإطلاق مبادرة "ببلش هير"، PublisHer، لتمكين النساء في قطاع النشر، وتعزيز تقدمهن نحو المشاركة في مجالس الإدارة وتقلد المناصب العليا والقيادية، وعملنا على توسيع نطاق المبادرة من خلال إطلاق جوائز "ببلش هير" للتميّز، بهدف تكريم النساء والاحتفاء بالأصوات النسائية وتعزيز قدراتهن وأدوارهن القيادية في صناعة النشر.

ونحن ملتزمون في العمل للحد من غياب تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في كافة المجالات، وخاصة مجال التعليم، لأنه يعد واحداً من أهم جوانب الحياة، ومن خلاله يمكن إنارة الطريق أمام المرأة للاستفادة من الفرص وبناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً، ويشكل التزامنا هذا محركاً رئيساً داخل المؤسسات التعليمية في إمارة الشارقة وفي برامجها التنموية، فجامعاتنا ذات المستوى العالمي تهدف إلى تعزيز تنوع القيادات، من خلال تزويد الطالبات بالأدوات اللازمة لمساعدتهن على التميز في رحلاتهن الأكاديمية والمساهمة الفعالة في القوى العاملة، فضلاً عن الجهود في سد الفجوة الرقمية بشكل فعال، من خلال تمكين المرأة ودعمها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

مع احتفائنا بالإنجازات التي تحققت في الماضي، نتطلع إلى تعزيز إنجازات المستقبل بكامل عزيمتنا، فمن خلال الاستثمار بتطوير قدرات المرأة، نحن لا نكتفي بتسريع وتيرة التطور فحسب، وإنما نعمل على ترسيخ الأسس اللازمة لبناء مستقبل يسهم فيه جميع الأفراد، نساءً ورجالاً، بتحقيق إنجازاتنا المقبلة.

لذلك ننتهز مناسبة "يوم المرأة العالمي" للتأكيد على التزامنا تجاه تجاوز ما تبقى من عقبات تعرقل جهود ترسيخ تكافؤ الفرص والشمول، وبناء عالم تتحقق فيه إمكانات كل امرأة وتلقى فيه الاحتفاء والتقدير والتكريم الذي تستحقه.
حول المؤلف
الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي

الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي

الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي هي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات.
وهي عضو الأسرة الحاكمة في الشارقة، الإمارة الثالثة من حيث المساحة بين الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاءت في المرتبة 34 ضمن قائمة مجلة فوربس - الشرق الأوسط لأقوى 200 سيدة عربية لعام 2014.
تحمل الشيخة بدور درجة البكالوريوس في علم الآثار و الانتروبولوجي مع مرتبة الشرف من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، ودرجة الماجستير في الانثروبولوجيا الطبية من كلّية لندن الجامعية، كما أكملت بنجاح دورات تدريبية في النشر من جامعتي كولومبيا وييل في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشيخة بدور القاسمي هي نائب رئيس مجلس إدارة نادي سيدات الشارقة، ورئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، ورئيس اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلا حدود.
في العام 2007، أسست كلمات، أول دار نشر متخصصة بإصدار القصص والكتب العالية الجودة باللغة العربية للأطفال في دولة الإمارات.
وهي من الداعين إلى تعزيز دمج التكنولوجيا في التعليم بالمدارس ورياض الأطفال، وقادت توسعة مجموعة كلمات لتضم حروف للنشر التعليمي، وهي مؤسسة تابعة للمجموعة، تهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في المدارس بطريقة مبتكرة تعتمد على التطبيقات الذكية.
وقد وقعت "حروف" اتفاقية تعاون مع سامسونج في عام 2013 لتوفير الأجهزة الكفية والهواتف الذكية والتطبيقات الخاصة بها في المدارس ورياض الأطفال.
والشيخة بدور هي المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، والتي حصلت في العام 2012 على عضوية كاملة في الاتحاد الدولي للناشرين.
وفي أكتوبر من العام 2014، باتت أول امرأة عربية يتم إنتخابها لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين.
وهي المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني للمجلس الدولي لكتب اليافعين.
والشيخة بدور القاسمي هي رئيس اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلاحدود, مبادرة انطلقت برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة تهدف لنشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية القراءة و الثقافة العامة.
وتقديراً لمساهماتها في مجال الأدب العربي، حصلت الشيخة بدور على جائزة "شخصية العام" لمهرجان طيران الإمارات للآداب 2013، وجائزة "شخصية العام" لجائزة الشارقة للتميّز التربوي لعام 2013.
وفي العام 2014، حصلت على جائزة المرأة العربية لفئة التعليم.
كما تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في قطاع الأعمال العائلية في العام 2014، حيث حلت في المركز 34 في قائمة مجلة فوربس - الشرق الأوسط، تقديراً لدورها في تأسيس وإدارة مجموعة كلمات.
كما حصلت على جائزة شخصية العام في قطاع السياحة بالنسخة الأولى من هذه الفئة التي أطلقتها هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وقدمتها للشيخة بدور خلال حفل تسليم جوائز الشارقة للتميّز السياحي 2013.

March 07, 2024 / 7:27 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.