وسط توترات تشهدها منطقة البحر الأحمر على خلفية الحرب في قطاع غزة، يهدد غرق سفينة محمّلة بالسماد الشهر الماضي بعد تعثّر جهود إنقاذها اليمن بكارثة بيئية، إذ ستصيب المنطقة بتلوّث مزدوج، أوّلهما هو التلوّث النفطي الناتج عن200 طن من المازوت و80 طن من الديزل، إضافة إلى الكمية الكبيرة والمهولة من أسمدة فوسفات الأمونيوم الكبريتي، الموجودة على متنها.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
على وقع تصعيد عسكري تشهده منطقة البحر الأحمر على خلفية الحرب في قطاع غزة، قد تتسبّب سفينة محمّلة بالسماد استهدفها الحوثيون الشهر الماضي وغرقت بعد تعثّر جهود إنقاذها بكارثة بيئية.
وأُصيبت السفينة "روبيمار" التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، في هجوم صاروخي نفّذه الحوثيون في 18 فبراير، فتعطّلت وتمّ إجلاء طاقمها إلى جبيوتي المجاورة، وأصبحت السفينة الأكثر تضرراً بين عشرات السفن التي استهدفها الحوثيون خلال الأشهر الأربعة الماضية.
ومع فشل محاولات إنقاذها، تُركت لمصيرها وهي محمّلة بـ 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، وفجر السبت الماضي، غرقت بالكامل بعدما دخلت المياه شيئًا فشيئًا على مدى 12 يوماً إلى باطنها.
وتوقّع وكيل الهيئة العامة لحماية البيئة التابعة للحكومة اليمنية عبدالسلام الجعبي أن يحصل "تلوّث مزدوج" بسبب السفينة، "أوّلهما هو التلوّث النفطي الناتج عن200 طن من المازوت و80 طن من الديزل، إضافة إلى الكمية الكبيرة والمهولة من الأسمدة الموجودة على متنها.
قبل أن تغرق، تركت السفينة بقعة نفط بطول 18 ميلًا بحريًا، بحسب الجيش الأميركي الذي كان حذّر أيضا من "كارثة بيئية قد تتفاقم".
وفوسفات الأمونيوم الكبريتي هو مادة كيميائية مركّبة سريعة الذوبان في المياه، ويسبّب التعرّض لها كسائر الأسمدة الكيميائية، تهيّجاً شديداً للبشرة والعينين، ويشكّل ابتلاعها خطراً على البشر والحيوانات.
وقال الجعبي:"عند اختلاطها مع مياه البحر ستذوب بسرعة وستُحدث، خللًا في تركيبة مياه البحر الأحمر وهذا ما سيؤثر على الأسماك والكائنات الحية.
وبعد الإعلان عن غرق السفينة، حذّرت منظمة "غرينبيس" البيئية في بيان من أن أزمة بيئية كارثية ستحدث ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وأوضح مدير البرامج في فرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة جوليان جريصاتي أن "التسرّبات النفطية" إضافة إلى اختلاط المياه مع آلاف من الأطنان من الأسمدة" قد تخّل بنظام التوازن البيئي البحري.