الشارقة 24:
نظمت "إدارة سلامة الطفل" بالتعاون مع مجموعة اينوك ورشة عمل عن بُعد بعنوان "تمكين الأطفال.. إنهاء التنمر"، استهدفت 177 موظفاً وموظفة من فريق "اينوك" ولتعزيز معارفهم حول سلامة أطفالهم ومنع تعرضهم للتنمر؛ حيث ترجمت الورشة الجهود المشتركة للجانبين في مكافحة التنمر، وتمكين الأمهات من حماية أطفالهم.
وهدفت الورشة، التي قدمتها الدكتورة بنة بوزبون، مسؤول الصحة النفسية في مركز كنف، إلى تزويد المشاركات بالمهارات الأساسية اللازمة لرصد أشكال التنمر المختلفة، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من تأثيراتها السلبية على الصعيد النفسي والجسدي والاجتماعي، حيث تجسد المبادرة التزام "إدارة سلامة الطفل" بالهدف الـ16 من أهداف التنمية المستدامة، بإقامة مجتمعات آمنة من جميع أشكال العنف، وتأكيداً على أهمية تمكين الأمهات من حماية أطفالهم من التنمر.
وأكدت الدكتورة بنة بوزبون أن وعي أولياء الأمور والخطوات الوقائية التي يتخذونها ضد التنمر تلعب دوراً مهماً في تعزيز أمن وسلامة أطفالهم، وضمان المرونة النفسية، والمساهمة في توفير بيئة داعمة لنمو الأطفال وسعادتهم.
واستكشفت الورشة ديناميات التنمر، والطبيعة المتكررة لهذه الظاهرة التي تعد سلوكاً مكتسباً، وشددت الدكتورة على أن التنمر لا يمكن أن يحدث إلا في حالة عدم توازن العلاقة بين الأشخاص المعنيين، موفرة للأمهات المشاركات فرصة التعرف على أسباب التنمر، وأن جزءاً كبيراً من تلك الأسباب يعود إلى تقليد السلوكيات التي يراها الطفل من مصادر متنوعة كالآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والنظراء من الطلاب والطالبات.
وغطت الورشة أنواع التنمر المختلفة، ابتداءً بالتنمر الجسدي واللفظي المباشر، وانتهاءً بالأشكال غير المباشرة كنشر الشائعات والإقصاء؛ بهدف تمكين الأمهات تمييز وفهم الطرق المتنوعة التي يؤثر فيها التنمر بأشكاله على الأفراد.
ووفرت الدكتورة بنة بوزبون للأمهات المشاركات المعارف الأساسية اللازمة لرصد أي علامات تنذر بتعرض الطفل للتنمر أو مشاركته في التنمر على الآخرين، كالتغيرات السلوكية، والأعراض الجسدية، وردود الأفعال النفسية والانفعالية. وأضافت: "من خلال الانتباه لهذه الأعراض، يمكن لأولياء الأمور اتخاذ خطوات استباقية لمنع التنمر خلال مراحله الأولى، وتوفير بيئة داعمة للأطفال".
وتناولت الورشة قضية التنمر الإلكتروني المعاصرة التي رافقت تنامي انتشار التكنولوجيا والإنترنت، حيث حددت أسبابه وعلامات تعرض الأطفال له، مسلطة الضوء على التغيرات النفسية والسلوكية المصاحبة له، وقدمت نصائح عملية للأمهات حول كيفية رصد التنمر الإلكتروني ومعالجته بشكل فعال، منها مراقبة أنشطة الأطفال على الإنترنت، والحفاظ على التواصل الوثيق معهم .
وتطرقت الورشة إلى دور أولياء الأمور في حال تعرض أطفالهم للتنمر، وكيفية معالجتهم لحالات التنمر بطريقة بناءة، مع التركيز على أهمية التواصل والحوار المفتوح، وتعزيز التعاطف والتسامح، وترسيخ السلوكيات الحميدة والاحترام في المنزل، وتوظيفها كأدوات يمكن لأولياء الأمور استخدامها لتوجيه أطفالهم بعيداً عن سلوك التنمر، مع التأكيد على ضرورة تجنب أسلوب التربية المتسلطة وتعزيز الروابط العائلية الإيجابية، وبناء علاقات وثيقة مع الكوادر المدرسية وأولياء أمور زملاء وأصدقاء أطفالهم.
وسلطت الورشة الضوء على جهود "إدارة سلامة الطفل" المستمرة لبناء مجتمع شامل وآمن، حيث يجسد التعاون بين "إدارة سلامة الطفل" و"اينوك" في هذه المبادرة الثنائية الالتزام المشترك ببناء مجتمع يحمي الأطفال من التأثيرات السلبية للتنمر.