كشف مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024، أسرار المسارات المختلفة التي يمكن لرواد الأعمال اتباعها لتأمين رأس المال الاستثماري، حيث شارك خبراء ومدراء شركات استثمارية قصص نجاحهم وأبرز الدروس المستفادة من مسارات رحلاتهم، موفرين لمؤسسي الشركات الناشئة فرصة التعرف على أبرز العوامل التي تدفع أصحاب رأس المال لاختبار الشركات الناشئة الواعدة.
الشارقة 24:
أضاء خبراء ومدراء شركات استثمارية في مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024، على المسارات المختلفة التي يمكن لرواد الأعمال اتباعها لتأمين رأس المال الاستثماري، وشاركوا قصص نجاحهم وأبرز الدروس المستفادة من مسارات رحلاتهم، موفرين لمؤسسي الشركات الناشئة فرصة التعرف على أبرز العوامل التي تدفع أصحاب رأس المال لاختبار الشركات الناشئة الواعدة، كما ناقشوا هيكل السوق وعلاقته بالابتكار ونضج الشركات وتطور مفهوم الريادة.
جاء ذلك في جلسة بعنوان "المسار الأفضل المتبوع: مزايا بناء الشركات الناشئة ورأس المال الاستثماري" استضاف كلاً من ريان آدمز، الشريك الإداري في "راحة بيتش فينتشرز"، وحسن زينال، المؤسس والشريك الإداري لـ "أرزان فينتشر كابيتال"، وسامي خريبي، مؤسس "وايزويل"، وكوشال شاه، المدير التنفيذي لـ "إي آند فينتشرز"، وأدارتها أسماي ليمنييه، المديرة التنفيذية لـ "لين إكس كونسالتنغ".
أسواق دولة الإمارات ودول المنطقة.. مراحل متقدمة من النضج
وأوضح كوشال شاه أن عمر سوق رأس المال الاستثماري الفعلي هو 12 إلى 15 عاماً ويحتاج إلى 10 أعوام لينضج، ما يعني أن هذا السوق في دولة الإمارات بدأ في المرحلة الثانية من النضج، وهنا يحرص أصحاب رأس المال الاستثماري على تحليل الوضع والتأكد من أن الصندوق الاستثماري حقق عوائداً جيدة ونجح بتوليد التدفق النقدي لتكرار الاستثمار في هذا الصندوق، مؤكداً أن تجارب أسواق المنطقة تختلف باختلاف الدولة، وأن أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وصلت إلى مرحلة متقدمة مقارنة مع باقي دول الشرق الأوسط.
من جانبه أشار حسن زينال إلى أن وجهة نظره تغيرت خلال السنوات الماضية، بعد رؤية تطور منظومة رأس المال الاستثماري بشكل كبير في عدد من دول المنطقة، فمع تباطؤ نمو السوق وقت أزمة كوفيد، أوقف الكثير من المستثمرين نشاطاتهم بشكل مؤقت، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفائدة التي عرقلت التمويل ودفعت الشركات الناشئة للتخلي عن طلب رأس المال.
عشر سنوات من التحولات الجذرية
بدوره، أوضح ريان آدمز أن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت تحولاً جذرياً خلال السنوات العشر الماضية، من جهة السياسات الحكومية التي حرصت على تسهيل الاستثمار والمعاملات المصرفية وطرح التأشيرة الذهبية، مشيراً إلى أن إطلاق شركة ناشئة يتطلب وقتاً طويلاً في البحث والدراسة والتحليل، وأن جميع هذه المراحل موجودة ومصنفة، ولهذا ينبغي للمؤسسين استخدام نماذج "الدليل" الجاهزة الموجودة، والتي توفر الوقت والجهد، للتركيز على التواصل مع العملاء وإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجههم.
من جهته، نوه سامي خريبي إلى أن التقدم الذي حققه السوق الإماراتي وفر على أصحاب الشركات الوقت والجهد ومئات آلاف الدولارات المخصصة للرسوم القانونية، مؤكداً أن الوظائف المالية والقانونية وهياكل الأعمال ونماذجها والتنظيم، عوامل مهمة تسهم في جذب رأس المال الاستثماري وتشجع المستثمرين العاديين والمغامرين على التعامل مع الشركات الناشئة.
خصائص الشركات الجاذبة لرأس المال الاستثماري
واستضافت "منصة المؤسسين" جلسة نقاشية بعنوان "من الإنترنت إلى الاستثمار: ما الذي يبحث عنه رأس المال الاستثماري؟"، شارك فيها كل من عبد الله مطوع، شريك في "دبي آنجل إنفيسترز"، ووليد منصور، الشريك المؤسس لـ "فينتشر بارتنرز" الشرق الأوسط، ويامن الحجار، الشريك الإداري لـ "أوليف تري كابيتال"، وأدارتها روان بدور، الشريكة المؤسسة لـ "زيست إيكويتي".
وأوضح المشاركون أن حجم تمويل رأس المال الاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغ 250 مليون دولار ضمن 78 صفقة في الربع الثالث من عام 2023، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 32% في التمويل مقارنة مع الربع الثاني من العام ذاته، و44% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022، وأن رأس المال الاستثماري في المنطقة يشهد تحولاً نحو استثمارات المراحل المبكرة، بسبب انخفاض المخاطرة مقارنة مع استثمارات المراحل المتأخرة.
وأكد عبدالله مطوع أن أصحاب رأس المال الاستثماري يسعون إلى مضاعفة الأموال التي يستثمرونها في الشركات الناشئة مع علمهم أن 95 في المئة من الشركات من المحتمل أن تفشل، و5 في المئة فقط من تلك الشركات تمنحهم فرصة تحقيق هدفهم، ولهذا يبحثون عن المؤسسين المبتكرين القادرين على التعامل مع الأزمات والتغلب على كافة التحديات التي تواجههم، مشدداً على أهمية الشجاعة والجرأة، والوعي بالذات، واليقظة، والذكاء والحنكة التجارية، والعمل الجاد، وتعزيز شبكة العلاقات الاجتماعية مع الرواد الناجحين، والحرص على عدم إعطاء تقييم أعلى من الواقع الحقيقي.
المضي عكس التيار
بدوره، أوضح يامن الحجار أن فريق العمل الأساسي يلعب دوراً مهماً في تعزيز موقف الشركة الناشئة أمام المستثمرين، لا سيما إذا كانوا من ذوي الخبرة والموهبة، لأن النجاح يتطلب أحياناً القوة الكافية للمضي عكس التيار والوصول إلى بر الأمان، خاصة خلال الأزمات، مع الإيمان بأن الفشل وارد جداً فمعظم عمالقة الأعمال تعرضوا للفشل أكثر من مرة، لكن الإصرار والعزيمة والثبات ساعدهم على إكمال الطريق.
من جانبه، أشار وليد منصور إلى أهمية مقاييس التقييم والعوائد المختلطة ودورها في التحكم بتوقيت الخروج الناجح وسعر الأسهم، إلى جانب هيكل رأس المال الدائم، والسيولة النقدية مقابل معدلات العوائد، مؤكداً أن اختيار هذه الرحلة تمثل مهمة شاقة لكنها ثرية بسبب الأشخاص الملهمين الذين يصادفهم المؤسس، وبناء الصداقات الوثيقة، والمساهمة في عالم الأعمال وتعزيز الاقتصاد، وتقديم الحلول العملية التي تحدث الأثر الإيجابي المنشود في حياة آلاف وملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم.
عندما تكون الرؤية هي البوصلة نحو النجاح
وشهدت "منصة الإبداع" حواراً ملهماً بعنوان "رؤيتك هي بوصلتك"، أداره مصطفى شرارة، الشريك المؤسس والمدير التنفيدي لـ"سينك سكول"، مع عمرو منسي، المؤسس المشارك لـ "شارك تانك - مصر" Shark Tank Egypt.
وأكد منسي أن مسيرته المهنية كانت رياضة الإسكواتش حتى عام 2010، عندما أراد العمل على رؤيته لإحداث تأثير إيجابي، فقرر تنظيم بطولة دولية لرياضة الإسكواتش في مصر بمنطقة الجونة، لكن المشروع لم يحقق النجاح المالي أو الجماهيري الذي كان يتصوره، لأن الإسكواتش ليست شعبية مثل كرة القدم، لكن إيمانه بهدفه والسعي نحوه بلا توقف أوصله للنجاح في نهاية المطاف.
وأوضح منسي أنه خسر جميع الأموال التي اكتسبها من مسيرته في رياضة الإسكواتش لتنظيم البطولة، لكنها كانت الخطوة الاولى نحو تحقيق رؤيته، وبعد عام شارك في نظم "مهرجان الجونة السينمائي"، ثم عمل على تنظيم "جائزة رواد الأعمال"، واستمر في طريقه نحو تحقيق رؤيته التي استغرقت خمسة أعوام، عندما شارك في تأسيس "شارك تانك - مصر" Shark Tank Egypt.