أطلقت شابة فلسطينية، مبادرة فنية، لتخفيف وطأة الحرب والترفيه عن الأطفال الهاربين من ويلات الصراع في غزة، وحمايتهم من الاضطرابات النفسية، من خلال العزف على آلة العود، بين تجمعات الصغار الذين يتحلقون حولها يومياً ويواكبونها بالغناء والرقص في رفح، وسط هدير الطائرات الإسرائيلية ودوي القصف على القطاع، الذي شهد أيضاً مبادرة لشاب فلسطيني عاد من هولندا خصيصاً لتعليم الأطفال الرسم وتلوين وجوههم، وتنظيم أنشطة ترفيهية متنوعة لهم، تتراوح بين الألعاب البهلوانية والموسيقى والحكواتي، بهدف التنفيس عنهم.
الشارقة 24 – أ ف ب:
تعزف رؤى حسونة، على آلة العود، فيما يتحلق حولها أطفال يواكبونها بالغناء، وسط هدير الطائرات ودوي القصف في رفح جنوب قطاع غزة، في إطار مبادرة للترفيه عن الأطفال في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحوا بسبب الحرب، نصفهم من الأطفال.
واضطر كثيرون، لترك كل شيء وراءهم، هرباً من القصف الإسرائيلي الذي لحق بهم حتى إلى رفح التي يتكدس فيها قسم كبير من النازحين داخل القطاع المحاصر في ظروف بائسة.
وتوضح رؤى حسونة البالغة من العمر 23 عاماً وهي من رفح، أن الحرب أثرت كثيراً على الأطفال، ونحن نبحث عن أي طريقة للتنفيس عنهم وجعلهم يغنون، بهدف التخفيف من الاضطرابات النفسية لديهم.
وتضيف مشيرة إلى المسيَّرات التي تعبر السماء، عندما يجلس الطفل في حلقة الموسيقى، لا يسمع صوت الزنانة، يتجاهل صوت الزنانة ليسمع صوت العود ويغني مع العود، وهذا من أفضل ما أقوم به.
وترتسم على وجوه الأطفال ابتسامات، ثم يدمدمون بأصوات خجولة ويصفق بعضهم، قبل أن يبدأ صبي من بينهم بالرقص داخل الحلقة.
وتؤكد رؤى، أن الأطفال يعانون كثيراً وبداخلهم خوف، ويمكننا بأقل الأشياء وبأبسط الإمكانات مساعدتهم، فالموسيقى يمكنها أن تخفف عنهم وأن تترك تأثيراً إيجابياً.
تحضر رؤى يومياً، إلى نقطة تجمع للنازحين تحولت إلى مخيم، لثلاث ساعات تقريباً، وكل يوم تأتي مجموعة جديدة من الأطفال، للمشاركة في عدد من الأنشطة التي تشارك معهم فيها.
عدا عن الغناء، يقوم فريق من خمسة شبان متطوعين، بتعليم الأطفال الرسم وتلوين وجوههم.
منظم المبادرة عوني فرحات (34 عاماً) مقيم في هولندا، لكنه عاد إلى قطاع غزة خلال الهدنة الشهر الماضي.
وأوضح فرحات، هذا مشروع مهم جدًا، مما لاحظناه، فإن الوضع النفسي للأطفال سيء للغاية.
وتضم المبادرة نحو 15 شخصاً، يعملون مع الأطفال عن طريق تنظيم أنشطة ترفيهية متنوعة لهم يومياً، تتراوح بين الألعاب البهلوانية والموسيقى والحكواتي.
ويضيف فرحات، أن الأطفال يحبون ذلك، نأتي ونجدهم ينتظروننا للعب والمشاركة، هذه مساحة مهمة فهي تخلق لهم مكاناً للتفريغ عن المشاكل النفسية التي خلقتها هذه الحرب.
ويشير نزار شاهين "15 عاماً" الذي نزح من بني سهيلة قرب خانيونس إلى رفح، إلى أنه جاء لمشاهدة الألعاب لينسى كل ما شاهده في هذه الحرب، وفقد الكثير من أقاربه وأصدقائه ويريد أن ينسى ذلك.
وتابع شاهين، هذه الألعاب تنسينا أن فوقنا طائرات، لكنه يعرب عن شعوره بالاختناق، فهو لا يعرف إلى أين يذهب ولا يوجد شيء ليأكله أو يشربه.