برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أطلقت مدينة الأقصر المصرية، الدورة الثامنة من مهرجان الأقصر للشعر العربي، الذي ينظمه بيت الشعر في المدينة، بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة، ووزارة الثقافة المصرية، بمشاركة أكثر 60 مبدعاً.
الشارقة 24:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، احتفت مدينة الأقصر المصرية، بانطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الأقصر للشعر العربي، الذي ينظمه بيت الشعر في الأقصر، بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة، ووزارة الثقافة المصرية، بمشاركة أكثر 60 مبدعاً من شعراء وشاعرات وفنانين مصريين وعرب.
أقيم حفل الافتتاح، في مسرح مركز الأقصر للمؤتمرات، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، وعمرو البسيوني رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، نائباً عن نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، وسعادة اللواء د. علي الشرابي رئيس مجلس المدينة ممثلاً عن محافظة الأقصر، وصفية القباني نقيب الفنانين التشكيليين في مصر، وشخصيات تنفيذية وإدارية للمحافظة، وعدد من رجال الأزهر الشريف، وعمداء كليات، وأكاديميين، وطلاب، ومهتمين بالشعر.
ورحّب مدير بيت شعر الأقصر حسين القباحي بالحضور، موضحاً أنه منذ 8 سنوات انطلقت شعلة الإبداع، ومسيرة الحياة النابضة لأهم فنون الأدب العربي وهو الشعر ضمن مبادرة كريمة وسخية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تأسيس مشهد ثقافي مميز تحت راية بيوت الشعر في الوطن العربي، مؤكداً أن المبادرة لاقت ترحيباً شديداً من وزارة الثقافة المصرية والشعراء والمبدعين في مصر، مشيراً إلى أن المبادرة بعد سنوات من العمل أصبحت علامة بارزة في المشهد الثقافي المصري والعربي.
وأضاف القباحي، أن بيت الشعر في الأقصر يقدّم كل عام جيلاً جديداً وأسماء ناصعة في المشهد الثقافي العربي، كما يضم المئات ممن يتاح لهم الالتحام بهذه النخب التي تصعد إلى واجهة المشهد الشعري، لافتاً إلى أن المشهد الثقافي المصري ازداد ضياءً وإشراقاً واشتغالا بفن الشعر على وجه الخصوص، نتيجة الزخم الثقافي الذي أضافته الشارقة للوطن العربي.
من جهته، أكد سعادة عبد الله العويس، في كلمته، أن مسيرة الشّعر تمضي بكل ثقة واعتزاز، وتُعدُّ له المهرجانات السنوية والدورية والأمسيات المتواصلة على مدى اتساع الوطن العربي، و"ها نحن اليوم في محطة جديدة من محطات".
وتابع العويس قائلاً: ها هي مسيرة الشّعر ضمن مهرجانات الشعر، تحط رحالها في جمهورية مصر العربية بعد تطواف بين الدول العربية خلال الفترة الماضية، تستقبله مدينة الأقصر بكل حفاوة وترحاب، وهي المدينة التي احتشدت بالقوافي والأوزان الشعرية خلال الأعوام الماضية، من خلال النشاط الدؤوب لبيت الّشعر في الأقصر، فعلى مدى الأعوام الثمانية الماضية، احتضنت قاعة بيت الشعر في الأقصر عدداً كبيراً من الشعراء والأدباء والنّقاد، أغنوا بنتاجهم الأدبي المشهد الثقافي في مصر، حتى أصبحت الأقصر قبلة ثقافية في هذا القطر العزيز، وواصل بيت الشعر نشاطه الثقافي المتنوّع من خلال تنقّله بين جميع المحافظات المصرية، مستقطباً الأقلام الواعدة، ومكرّماً الأدبية الرفيعة.
ونوه العويس، إلى العطاء الثقافي الذي يوثق العلاقة بين المبدعين والجمهور، وتابع أنه لمن دواعي السرور أن نرى هذا العطاء الثقافي المتجدد الذي يوثّق العلاقة بين الشاعر والأديب من ناحية وبين الجمهور من ناحية أخرى، في مشاهد تعبّر عن أهمية هذه اللقاءات الأدبية في ساحتنا الثقافية العربية، وأنها لمناسبة عزيزة نتقدم من خلالها بجزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة المصرية، وإلى جميع المؤسسات الثقافية والأكاديمية المتعاونة مع بيت الشعر في الأقصر، الأمر الذي يرسّخ العلاقة الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية تحت رعاية القيادة الرشيدة للبلدين.
ونقل رئيس دائرة الثقافة، تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: أتشرّف في هذه المناسبة بأن أنقل لهم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالتوفيق.
مبادرة راسخة
وألقى د. عمرو البسيوني كلمة، أكد في بدايتها، أهمية المبادرة التاريخية الراسخة في الوطن العربي وهي بيوت الشعر، وهي تأتي من الشارقة بدعم كبير من صاحب السمو حاكم الشارقة، وأشار إلى أن مهرجان الأقصر للشعر العربي، يأتي ليصنع تاريخاً في مدينة التاريخ وعاصمة الحضارات الأقصر صاحبة الأمجاد، مؤكداً أن الهيئة العامة لقصور الثقافة وإيماناً منها بالدور الثقافي المهم للمهرجان، تسعد بأن تدعمه وأن تشارك في فعالياته اعتزازاً بالشعر واللغة العربية.
وجدّد اللواء الشرابي، الترحيب بالحضور، لافتاً إلى أنه منذ تأسيس بيت الشعر في الأقصر بمبادرة كريمة من الشارقة، يأتي هذا العرس الثقافي السنوي لينشر البهجة، والمعرفة، والإبداع، ويحتفي بالمبدعين المصريين كعلامة واضحة ومعبرة عن عمق العلاقات الثقافية، والتأكيد على أن العلاقة بين مصر ودولة الإمارات علاقة أصيلة وممتدة.
وأعرب الشرابي عن شكره إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: تحية لإمارة الشارقة وحاكمها الذي يعرف قيمة الشعر، وقيمة اللغة العربية التي تجمع الأشقاء العرب من كافة أنحاء الوطن العربي، كما نتوجه بالتحية والتقدير إلى دائرة الثقافة في الشارقة على جهدها الثقافي الكبير في مصر عموماً والأقصر على وجه الخصوص، ونتمنى أن المزيد من الفعاليات الثقافية التي تهتم بالأدب والإبداع، لأن الكلمة نور، وحياة، والكلمة هي التاريخ.
قراءات شعرية
وشهدت أولى أمسيات المهرجان، كوكبة شعرية أضفت على مدينة "الجنوب المصري" الأقصر، بُعداً ثقافياً لافتاً، فإلى جانب المشهد الآثاري التاريخي الممتد على أرض المدينة، جاء الشعر بوصفه مكوناً ثقافياً راسخاً يعزز من تاريخية المدينة، فكانت القراءات مع الشعراء: جعفر أحمد حمدي، وعبد الله عبد الصبور، ومحمد عرب صالح، ومحمود عبد الله.
وعلى صهوة الأيام أسرج الشاعر محمود عبد الله قلبه، وراح ينشد قائلاً:
تفرسَ في الأشياءِ حتى تَحَيَّرَا
فأثبتَ أشياءً وأشياءَ أضمرَا
وسافرَ سهواً في متاهةِ نفسهِ
ولكنه ما زال جسماً مُسَمَّرَا
على صهوةِ الأيامِ أسرجَ قلبَهُ
إلى أمنِيَاتٍ كُنَّ منفى ومهجرا
إلى حيث لم ترسمْ تجاعيدُ روحِهِ
عليه شقاءً في الحياةِ مبكِّرا.
من جانبه، عزف محمد عرب صالح من ناي بلا ثقب موسيقاه، حيث يقول:
عَلَى خَجَلٍ آتِيك مِن مُدنِ الغَضَبْ..
أَبُثُّ مَعاذِيري بِنايٍ بِلا ثُقَبْ
نَعمْ.. أَضْلُعي في البَيْتِ لكنَّ خافِقي..
هُناكَ على الأنْقاضِ يَجْثُو ويَنْتَحِبْ
نَعَمْ.. أصْبَعي في الماءِ لكنَّ ناظري.
بِه جَمْرةٌ تَغْلِي لِذا دَمْعُهُ نَشَبْ
عَلى أنَّ أَحْلامِي التِي اشْتَدَّ عُودُها..
يُفَتِّتُها لَونُ الدِّماءِ على اللُّعَبْ.
وتعددت مضامين القصائد الأخرى بين الوجداني، والوطني، والاجتماعي، مستلهمة رؤاها من مخيلة شعرية واسعة، ومشهديات مجازية مدهشة.
تكريم
وكرّم العويس والقصير، يرافقهما حسين القباحي، شعراء أولى أمسيات مهرجان الأقصر للشعر العربي، بتسليمهم شهادات تقديرية، تثميناً لجهودهم الإبداعية، والإضافة الأدبية النوعية التي أسهموا في تقديمها خلال القراءات.