استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ42، الدكتورة حسنيّة العلي مستشارة برامج تعليميّة، في جلسة قدمت فيها عرضاً تحليليّاً بعنوان "الإمارات وطن الاستدامة – الشارقة نموذجاً"؛ أبرزت خلاله الإرث العظيم الذي تتمتع به الدولة في مجال الاستدامة بكافة أشكالها.
الشارقة 24:
قدمت الدكتورة حسنيّة العلي مستشارة برامج تعليميّة؛ عرضاً تحليليّاً بعنوان "الإمارات وطن الاستدامة – الشارقة نموذجاً"؛ أبرزت خلاله الإرث العظيم الذي تتمتع به الدولة في مجال الاستدامة بكافة أشكالها، وذلك خلال جلسة ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023.
وتناولت العلي، خلال الجلسة، العوامل المؤثرة في تشكيل الفكر المستدام لدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومجالات الاستدامة الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والثقافية، إلى جانب نجاحات وإنجازات وطنية مستدامة.
فكر مستدام.. واستدامة اقتصاديّة
وأشارت العلي، إلى أنّ العوامل المؤثرة على تشكيل الفكر المستدام تشمل العوامل الوراثيّة والبيئيّة وعامل الموقف والثقافة التاريخيّة والدروس والعبر، وتحدّثت حول الاستدامة الاقتصاديّة وما تجسّده من تأسيس الاتحاد لتحقيق الرخاء وتنفيذ المشاريع الإنمائيّة والخدمية لبناء الوطن.
وتطرّقت إلى الجهود التي يقوم بها صاحب السمو حاكم الشارقة، من الإرادة والعمل المتواصل والعطاء بدون حدود، والتي تتمثل بالعديد من المشاريع المستدامة في مقدمتها مشروع مزرعة القمح، ومشروع مرعى النزهة، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) وغيرها، والتي ساهمت بالعديد من الإنجازات في مجال الاستدامة الاقتصاديّة تمثّلت بنمو الناتج الإجمالي المحلّي للإمارة بنسبة 5.2 % في العام 2022 مقارنة بالعام 2021.
الإنسان هو الثروة الحقيقيّة
وعند الحديث عن الاستدامة الاجتماعيّة؛ ركّز عرض الدكتورة حسنيّة، على مفهوم أنّ الإنسان هو الثروة الحقيقيّة، وأشارت إلى أنّ دولة الإمارات أسّست للبناء الإنساني المستدام واهتمّت بالتعليم والصحة والجوانب الاجتماعيّة للمواطنين، إلى جانب تمكين المرأة وبناء مجتمع يسوده العدل.
وعلى صعيد الشارقة، تطرّقت العلي، إلى أنّ الإمارة شهدت تغييراً حضارياً بطريقة التفكير والعمل والحياة، وذكرت العديد من الأمثلة على ذلك، كتأسيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة لترسيخ الروابط الأسريّة ودراسة المشكلات التي تواجهها، وكذلك نظام العمل الجديد الذي اعتمد 3 أيام كعطلة أسبوعيّة ومنح الموظف 60 يوماً إجازة سنوية، ورفع أيام إجازة الوضع للموظفات من 60 إلى 90 يوماً، ليشكّل هذا النظام مرحلة تاريخية وحدثاً استثنائياً ساهم في تعزيز الأداء العام وتحقيق التميّز المؤسسي.
كما سلّط العرض، الضوء على الاستدامة البيئيّة، حيث ذكرت العلي، أنّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان رجل البيئة الأول، مشيرة إلى العديد من الإنجازات التي حققها كإنشاء الهيئة الاتحادية والمحليّة للبيئة والاهتمام بالموارد الطبيعية ودعم المحميات والمراكز البحثيّة، فيما تحدّثت عن النموذج الذي قدّمته الشارقة في هذا الإطار بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، كتأسيس المجموعة القابضة "بيئة" المتخصّصة في مجال الاستدامة، وإطلاق مشاريع الطاقة النظيفة، والاهتمام بالمحميات الطبيعية التي وصل عددها إلى نحو 15 محميّة.
التوازن بين الحداثة والتقليد
أمّا الاستدامة الثقافيّة، فقد أبرز العرض التحليلي نموذج التوازن بين الحداثة والأصالة الذي تجسده دولة الإمارات، والذي تتجلّى آثاره في الاهتمام بالآثار واللقى القديمة لرصد تاريخ المنطقة، وتقدير العلماء والمثقفين، والاهتمام بالكتاب والمعرفة، وأضافت أن إمارة الشارقة تميزت في المجال الثقافي والذي يحظى باهتمام ورعاية مباشرة من صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث يدعم الكتاب ويعزز ثقافة القراءة، ويؤكد ضرورة إرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية، كما تفخر الشارقة اليوم باحتضان عدد من الفعاليات الثقافية الشهيرة مثل بينالي الشارقة، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب الحدث المعرفي الأكبر والأهم على مستوى العالم.