فرّ أكثر من 15 ألف شخص، هم سكان بلدة ود عشانا التي تقع بولاية شمال كردفان على الحدود مع ولاية النيل الأبيض بوسط السودان، بعد أن هاجمتهم قوات الدعم السريع، التي أعلنت سيطرتها على حامية للجيش.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أفاد شهود عيان، اليوم الاثنين، أن آلاف السودانيين، هم سكان بلدة تقع على الحدود بين ولايتين بوسط السودان، فروا بعد أن هاجمتهم قوات الدعم السريع، التي أعلنت أنها سيطرت على حامية للجيش.
وأشار أشخاص من الفارين، إلى هروب أكثر من 15 ألف شخص من سكان بلدة ود عشانا، التي تقع بولاية شمال كردفان على الحدود مع ولاية النيل الأبيض، بعد أن هاجمتها قوات الدعم السريع، صباح السبت، على متن أكثر من خمسين عربة "لاندكروزر" مسلحة.
وأوضح السوداني الطيب عبد الباقي، الذي فرّ مع أسرته من البلدة إلى قرية العديداب على بعد 10 كيلومترات شمالاً، قائلاً: "عشنا ساعات من الرعب.. قتل جاري وابن عمي بسبب الرصاص العشوائي"، وتابع فقدنا حيواناتنا والمعدات التي نستجلب بها مياه الشرب.
وأضاف عبد الباقي، أن الأوضاع في البلدة كانت هادئة حتى الأسبوع الماضي، حينما وصلت قوة من الجيش أقامت غرب البلدة، وأنه بعد ثلاثة أيام، تحرك الدعم السريع من مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، التي سيطر عليها قبل شهر تقريباً، وهاجم قوات الجيش ثم سيطر على بلدة ود عشانا.
من جهتها، أكدت قوات الدعم السريع عبر حسابها على موقع إكس "تويتر سابقاً"، أمس الأحد، السيطرة على حامية منطقة ود عشانا بولاية شمال كردفان، وهي آخر حامية حدودية للجيش مع ولاية النيل الأبيض.
وأشار عبد الباقي، الذي يقيم حالياً بقرية العديداب بمنزل أحد أقاربه مع ثلاث أسر أخرى من الفارين، أن الجيش انسحب إلى بلدة تندلتي بولاية النيل الأبيض على بعد 35 كلم شرق ود عشانا.
وأضاف هناك جثث في الشوارع، وينبغي أن يأتي موظفو الإغاثة الإنسانية للتعرف عليها والتعامل معها، فيما باتت عدة مدن سودانية تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في الجثث الموجودة في الشوارع.
وأوضح أحمد وهو أحد الفارين وصاحب متجر بسوق ود عشانا، تم نهب السوق تماماً ولم نخرج إلا بما علينا من ثياب.
وتكدست في مدارس قرية العديداب، عشرات الأسر الفارة من العنف، والتي لم تحمل معها أي شيء وهي تعتمد فقط على ما يقدمه أهالي القرية من مساعدات.
ومنذ اندلاع المعارك التي تركزت في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد، قُتل نحو 7500 شخص بينهم 435 طفلاً على الأقل بحسب منظمة أكليد غير الحكومية والأمم المتحدة، في حصيلة يرجّح أن تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع.
واشتعلت الحرب، بسبب النزاع على السلطة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الذي كان نائبا له الفريق محمد حمدان دقلو.
وحتى الآن، فشلت كل الجهود الدبلوماسية التي قامت بها أطراف عدة، من بينها الولايات المتحدة، في وقف القتال.