الشارقة 24:
تزامناً مع استضافة دولة الإمارات لمؤتمر المناخ "كوب 28"، أعلنت هيئة الشارقة للتعليم الخاص عن عزمها تحويل 25% من المدارس والحضانات في الشارقة إلى مؤسسات تعليمية خضراء بحلول الربع الرابع من عام 2024، وذلك من خلال إطلاقها مشروع المدارس والحضانات الخضراء الذي أعلنت عنه انسجاماً مع استراتيجية دولة الإمارات لعام الاستدامة 2023، حيث سيتم التعاون مع ذوي الاختصاص لتقديم التدريب والتثقيف اللازم للمعلمين والطلاب.
ويأتي الإعلان عن المشروع الذي يسعى إلى تطبيق مفاهيم الاستدامة في قطاع التعليم، بهدف تكريس ثقافة الاستدامة، وتفعيل دور المدارس والحضانات الخاصّة في تبني ممارسات بيئية مستدامة، وتنظيم فعاليّات تقود إلى إحداث تغيير معرفي وقيمي وسلوكي تجاه البيئة، كما يتقاطع المشروع مع مبادرة شراكة التعليم الأخضر التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم، وهي مبادرة رئيسيّة تستهدف تعزيز دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتضمين جدول أعمال المناخ في المنظومة التعليمية في الدولة.
مستقبل تعليمي مستدام
وأعربت سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص عن سعادتها بإطلاق مشروع "المدارس والحضانات الخضراء"، وأكدت على أهمية دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الوعي البيئي بين الطلبة، وإعدادهم للمشاركة الفعّالة في بناء مستقبل أكثر استدامة، مضيفةً أن المشروع يعكس التزام الهيئة بتحقيق متطلبات التنمية المستدامة والمشاركة لمواجهة التحديات البيئية العالمية.
وأفادت أن المشروع ينسجم مع دعوة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، نحو العمل على تشكيل الثقافة البيئية لدى الأجيال وإطلاق المبادرات والبرامج، ومنها مبادرة شراكة التعليم الأخضر التي تم إطلاقها مؤخراً، ضمن استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ cop 28" ".
وأكدت على أهمية استضافة الدولة لمؤتمر المناخ وتوفير منصة عالمية لتبادل الخبرات والمعرفة والتعاون من أجل وضع حلول مبتكرة، حيث سيجمع المؤتمر رؤساء وخبراء من مختلف دول العالم، لبحث ومناقشة سبل تعزيز التعاون الدولي في مواجهة تغير المناخ، مشيرةً الى محورية دور المؤتمر في تحفيز الجهود العالمية للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ عبر التعاون والتنسيق، ومواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ.
وشددت على دور التعليم، باعتباره السبيل الذي يمكن من خلاله توجيه الأجيال نحو الفهم العميق لتأثيرات تغير المناخ وأهمية المحافظة على البيئة، ومؤكدة على ضرورة دمج مفاهيم الاستدامة والبيئة في المناهج التعليمية بمختلف مستوياتها، بغرض توجيه الجهود نحو تعزيز وعي الأفراد بقضايا البيئة وتغير المناخ من خلال التعليم الذي يعتبر استثماراً أساسياً في المستقبل المشترك.
مشروعاً وطنياً مستداماً
من جانبه، قال سعادة الأستاذ علي الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص: "نتطلع من خلال مشروع المدارس والحضانات الخضراء إلى تعزيز الوعي البيئي بين أروقة المدارس والحضانات، لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة والتي لا يمكن تجاهل آثارها السلبية وانعكاساتها على البيئة"، مؤكداً أن المشروع يعتبر مشروعاً وطنياً وخطوة نحو تغيير إيجابي ومستدام، كما يأتي استجابة لأهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الرابع المرتبط بجودة التعليم.
وأوضح الحوسني: "أن التعليم يلعب دوراً حيوياً في تبني أساليب حياة مستدامة تتوافق مع مبادئ الاستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال الحالية والمستقبلية"، موضحاً أن تحقيق مستهدفات مجتمع مستدام تتحقق من واقع رفع الوعي الثقافي البيئي وبتعزيز دور التعليم في نشر هذه الثقافة باعتبارها مسؤولية مشتركة ومفتاح التصدي لتحديات المناخ والحفاظ على المقدرات البيئية.
وتنفذ الهيئة المشروع من خلال 4 مرتكزات رئيسية تتضمن نشر الوعي بين الطلاب وأولياء الأمور من خلال فعاليات وبرامج تسلط الضوء على أهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة، وتشجيع التوجه نحو استهلاك أقل للموارد والمصادر، بما في ذلك الماء والكهرباء، وذلك من خلال تنظيم فعاليات توعية وتدريب، كما سيتم التعاون مع مجموعة بيئة لتنفيذ برامج إعادة التدوير في المدارس، بهدف تعزيز ثقافة إعادة التدوير، وتحفيز المدارس لتطبيق مبادئ الاستدامة، ودعمهم في تحقيق هذه الأهداف.
وتشمل مبادرات مشروع "المدارس والحضانات الخضراء" تحسين كفاءة استخدام الطاقة والموارد في المدارس والحضانات، وتعزيز ثقافة إعادة التدوير والتخلص الصحيح للنفايات، وتشجيع استخدام وسائل النقل البيئية، حيث دعت الهيئة المدارس والحضانات الخاصة في الإمارة إلى المشاركة الفاعلة في المشروع، والعمل سوياً نحو تحقيق بيئة تعليمية صحية ومستدامة، تسهم في بناء جيل متعاون يعكس القيم البيئية والاجتماعية.