أعلنت مصادر مطلعة، أن المحادثات التي تستضيفها السعودية حول الأزمة الأوكرانية انطلقت في جدة، بعد ظهر اليوم السبت، بمشاركة مسؤولين كبار من 40 دولة، بينها الولايات المتحدة والصين والهند، التي تأمل كييف وحلفاؤها أن تؤدي إلى اتفاق على مبادئ أساسية لإنهاء الحرب سلمياً.
الشارقة 24 – أ ف ب:
انطلقت في السعودية، اليوم السبت، محادثات حول الحرب على أوكرانيا، اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة لإحلال السلام.
وأعلن مشاركون في الاجتماعات، التي ذكر الأوكرانيون، أنها تضم ممثلين لنحو 40 دولة، أنها بدأت في فترة بعد الظهر في مدينة جدة.
وبحسب جدول أعمال، من المفترض أن تتضمن الجلسات ثلاث ساعات من إلقاء البيانات من مختلف الوفود، ثم إجراء مناقشات مغلقة لمدة ساعتين، وأخيراً عشاء عمل.
وتوقع رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك، أمس الجمعة، قبل وصوله إلى جدة لترؤس وفد بلاده، ألا تكون المحادثات سهلة، مضيفاً لدينا خلافات كثيرة وسمعنا مواقف كثيرة، لكن من المهم أن نشارك أفكارنا، وتابع مهمتنا هي توحيد العالم كله حول أوكرانيا.
وأوضح مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق، أن الاجتماعات في جدة ستركّز على صيغة للسلام مكونة من 10 نقاط، تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
كما تطالب بالعودة لحدود أوكرانيا السابقة، بما في ذلك أراضي القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014.
وأعلنت موسكو، التي لا تشارك في اجتماعات جدة، أنّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان الحقائق الإقليمية الجديدة.
وبحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يترأس وفد واشنطن في جدة.
وفي حين أن واشنطن لا تتوقع حدوث انفراجة كبيرة أو بيانات مشتركة، أكد دبلوماسيون، أن الاجتماعات تهدف إلى إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول الطريق نحو السلام، لا سيما أعضاء كتلة "بريكس" مع روسيا التي تبنت موقفًا أكثر حياداً بشأن الحرب على عكس القوى الغربية.
من جهتها، تشارك الصين في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على مواصلة أداء دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.
كما أرسلت الهند وجنوب إفريقيا مسؤولين إلى جدة، في حين أشارات وسائل إعلام برازيلية، إلى أن المستشار الخاص للشؤون الدولية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تسيلسو أموريم، سيشارك عبر الفيديو.
ورحّب الرئيس الأوكراني بمحادثات جدة، بما في ذلك البلدان النامية التي تضررت بشدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي أحدثته الحرب.
وأضاف زيلينسكي، هذا مهم للغاية لأنه في قضايا مثل الأمن الغذائي، يعتمد مصير ملايين الأشخاص في إفريقيا وآسيا وأجزاء أخرى من العالم بشكل مباشر على مدى سرعة تحرك العالم لتحريك مسار السلام.
لكن البرازيل اعتبرت السبت، أن أي تفاوض فعلي يجب أن يشمل جميع الأطراف بمن فيهم روسيا، على قول تسيلسو أموريم، الذي أضاف رغم أن أوكرانيا هي الضحية الأكبر، إذا أردنا السلام فعلاً، علينا أن نشرك موسكو في هذه العملية في شكل أو في آخر.
تبرز اجتماعات جدة، استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية، مساء الجمعة.
وتستند السعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، إلى علاقاتها مع الجانبين الأوكراني والروسي، للسعي إلى أداء دور وسيط في الحرب التي مضى عليها الآن ما يقرب من عام ونصف عام.
ورأى المحلل السعودي علي الشهابي، أن هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية المتعددة الأقطاب، في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين.