جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
شملت قطع خطوط الاتصال واستدعاء قادة المجموعة وتوقيع عقود

مصادر: سوريا باغتت فاغنر بحملة قمع سريعة خلال التمرد في روسيا

08 يوليو 2023 / 12:44 AM
صورة بعنوان: مصادر: سوريا باغتت فاغنر بحملة قمع سريعة خلال التمرد في روسيا
download-img
عنصران من الشرطة الروسية يقفان أمام مقر فاغنر في سانت بطرسبرغ
كشفت مصادر مطلعة، أن السلطات السورية والقادة الروس هناك، اتخذت مجموعة من التدابير والإجراءات السريعة ضد أفراد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة المنتشرين في البلد العربي لمنع اتساع نطاق التمرد، بعد إعلان قائد المجموعة يفغيني بريغوجن الزحف باتجاه العاصمة موسكو، في 24 يونيو الماضي.
الشارقة 24 – رويترز:

بينما كان مقاتلو فاغنر يتقدمون باتجاه موسكو، في محاولة تمرد أواخر يونيو الماضي، اتخذت السلطات في سوريا والقادة العسكريون الروس المتمركزون هناك، مجموعة من التدابير والإجراءات السريعة ضد أفراد المجموعة العسكرية الخاصة المنتشرين في سوريا لمنع اتساع نطاق التمرد، وذلك وفقاً لستة مصادر مطلعة على الأمر.

وذكرت المصادر، أن الحملة التي لم ترد عنها أي تقارير من قبل، شملت قطع خطوط الاتصال الهاتفي، واستدعاء نحو عشرة من قادة فاغنر إلى قاعدة عسكرية روسية، وإصدار أوامر لمقاتلي المجموعة بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سوريا على الفور. 

ومن بين المصادر التي كشفت النقاب عن هذه الأحداث، مسؤولون أمنيون سوريون ومصادر متمركزة بالقرب من القوات الروسية المنتشرة في سوريا ومسؤولون إقليميون.

وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها، نظراً لحساسية المعلومات العسكرية. 

وتكشف هذه الإجراءات، كيف تحركت السلطات السورية بسرعة للسيطرة على المقاتلين، بدافع من الخوف من أن يتشتت تركيز موسكو، شريكة دمشق العسكرية الرئيسة، وسط الأحداث التي كانت تجري في الداخل الروسي، بحسب مصدرين سوريين مطلعين على العمليات.

وأوضح نوار شعبان الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة بحثية مستقلة مقرها إسطنبول وتركز على الشأن السوري، أن دور فاغنر في سوريا، الذي كانت تلعبه سابقاً، انتهى بعد تلك الأحداث، وانتهت علاقتهم بوزارة الدفاع السورية.

وعبر مسؤولون كبار في المخابرات والجيش السوريين عن قلقهم، وهم يراقبون الأحداث من أن يؤثر التمرد على الوجود العسكري الروسي، الذي اعتمدوا عليه لفترة طويلة، وفقاً لضابط كبير في الحرس الجمهوري السوري، ومصدر سوري مطلع على التطورات.

وأوضح المصدران السوريان، أن عدد مقاتلي فاغنر في سوريا صغير نسبياً، إذ يتراوح بين 250 و450 فرداً، أو ما يقرب من عُشر القوة العسكرية الروسية التي يعتقد أنها موجودة في سوريا. 

ونشرت روسيا، قواتها وخاصة قواتها الجوية الحاسمة في سوريا عام 2015، وساعدت الرئيس بشار الأسد على هزيمة المعارضة التي كانت تسعى للإطاحة به.

ومنذ ذلك الحين، تشارك فاغنر في مهام قتالية وتأمين المنشآت النفطية في سوريا، ووردت تقارير عن أول وفيات مشتبه بها بين صفوف فاغنر هناك عام 2015.

وعقب إعلان يفغيني بريغوجن عن تحركه، أُرسلت مجموعة من الضباط العسكريين الروس على وجه السرعة إلى سوريا، للمساعدة في السيطرة على قوات فاغنر هناك، وفقاً لمصدر عسكري إقليمي مقرب من دمشق ومصدرين سوريين مطلعين على الأحداث.

وأفادت المصادر الثلاثة، بأن المخابرات العسكرية السورية قطعت خطوط الهواتف الأرضية والإنترنت، مساء 23 يونيو الماضي من المناطق التي تنتشر فيها قوات فاغنر الروسية لمنع المقاتلين من التواصل سواء مع بعضهم البعض أو مع فاغنر في روسيا أو حتى مع أقاربهم في بلدهم.

وبحلول صباح السبت 24 يونيو، كان مسؤولون في المخابرات العسكرية السورية ووزارة الدفاع الروسية ينسقون عن كثب لعزل عناصر فاغنر والسيطرة عليهم، بحسب الضابط الكبير في الحرس الجمهوري ومصدر أمني سوري ومصدرين سوريين مطلعين على التطورات.

وجرى استدعاء نحو عشرة من العناصر القيادية في فاغنر، كانوا منتشرين في محافظة حمص بوسط سوريا ومناطق أخرى، إلى قاعدة حميميم الروسية بمحافظة اللاذقية في غرب البلاد، بحسب الضابط بالحرس الجمهوري ومصدر سوري مطلع على التطورات، موضحين أن هذا حدث في الساعات الأولى من التمرد.

وكشف مصدر مطلع على عمليات نشر مقاتلي فاغنر ومصدران آخران على علم بالأحداث، أنه بحلول 24 يونيو الفائت، طُلب من مقاتلي فاغنر في سوريا توقيع عقود جديدة يقدمون بموجبها تقاريرهم مباشرة لوزارة الدفاع الروسية، وأضاف أنه تم أيضاً خفض أجورهم.

وأفاد مصدران من الثلاثة، بأن من رفضوا هذه الشروط جرى ترحيلهم جواً على متن طائرات إليوشن الروسية في الأيام التالية. 

وأشار أحد المصادر، إلى أن عددهم بلغ العشرات، وهو ما أثار دهشة مسؤولين سوريين توقعوا أن يرفض المزيد منهم الشروط ويختاروا الذهاب إلى المنفى.

وأظهرت بيانات تتبع رحلات الطيران من موقع (فلايت رادار 24)، أنه بين 25 و27 يونيو الماضي، قامت طائرة إليوشن روسية بثلاث رحلات على الأقل بين محافظة اللاذقية ومدينة باماكو عاصمة مالي الواقعة في غرب إفريقيا، حيث تنشط فاغنر أيضاً. 

وأوضح محللون سوريون وضابط متقاعد بالجيش السوري مطلع على أنشطة فاغنر، أن المجموعة سحبت بالفعل كثيراً من المقاتلين الروس المخضرمين من سوريا، في العام الماضي، للقتال في أوكرانيا في أعقاب الحرب الروسية على كييف.

ويتولى مقاتلو فاغنر، تأمين حقول النفط السورية، ويعلن مسؤولون غربيون، أن فاغنر تربطها صلات بشركة إفرو بوليس التي تحقق أرباحاً من هذه الأصول، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركة في 2021.

وكشف مصدر أمني سوري ودبلوماسي غربي مقيم في المنطقة، أن قاعدة حميميم بمثابة مركز لوجستي لنقل مقاتلي فاغنر إلى ليبيا وأماكن أخرى في إفريقيا، وأردف الدبلوماسي نراقب كيف بدورها ستتعطل عمليات فاغنر.

وعلى عكس العمليات الأخرى في إفريقيا، حيث تتمتع فاغنر بوجود أكبر ولا تخضع للجيش الروسي، فإن دورها في الحرب السورية لم يكن ملحوظاً في بادئ الأمر، إذ إن القوات الجوية الروسية حولت دفة الصراع.

وتفاصيل وجود فاغنر في سوريا ظهرت تدريجياً، وتحديداً في 2018 حينما قُتل المئات من مقاتلي المجموعة في مواجهة مع قوات أميركية بالقرب من مدينة دير الزور، حسبما أعلنت مصادر في ذلك الوقت.

وفي أعقاب تمرد فاغنر، سرعان ما شددت القيادة السورية علناً على أهمية تحالفها العسكري مع روسيا.

وبعد أيام، كانت السيدة السورية الأولى أسماء الأسد في روسيا، لحضور حفل تخرج ابنها في جامعة موسكو الحكومية، وسألها أحد المراسلين إذا كانت قد خشيت زيارة البلاد في ضوء الأحداث الأخيرة.

وأجابت أسماء الأسد، أن الأصدقاء الروس لم يترددوا بالوقوف معنا في حربنا، ونحن لم ولن نتردد بالوقوف معهم في حربهم.
July 08, 2023 / 12:44 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.