الشارقة 24 - الشفيع عمر:
أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، عن إنشاء رابطة لخريجي الأكاديمية في إمارة الشارقة لمتابعة ورعاية الخريجين في كل مكان وتقديم الدعم اللازم لهم وتعزيز علاقتهم بشكل مستمر ودائم مع الشارقة.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم الأحد في حفل تخريج الدفعة الأولى من طلبة أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، الذي أقيم في مسرح الأكاديمية، وقال سموه: "ربما تضيع هذه الأعداد من الخريجين في مجتمعات لا تقدر المسرح وربما ليس بها مسارح، ومن الآن نؤسس رابطة خريجي أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، سيكون مقرها الشارقة، وكل خريج من هذه الأكاديمية يعتبر أن هذا المكان هو بيته، وسنرعاه كل الرعاية، ونتمنى أن لا يغيب عنا، بل يتواصل معنا في الأفراح وفي الأتراح، ونحن سنكون لهم العون في كل وقت، نتمنى لهم أن يكون هذا التخرج هو بداية وضع أرجلهم على طريق مملوء بأيدي مفتوحة تستقبلهم في أي وقت".
وأشار صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية إلى زيادة أعداد الطلبة المنتسبين للأكاديمية بشكل مستمر، قائلاً: "في بداية افتتاح الأكاديمية، تم قبول 16 طالباً وطالبة، وقلت لهم سنبدأ بهم لأن الطريق يبدأ بخطوة، وبالفعل بدأنا، وتلك البداية كانت ثمرتها خريجي وخريجات اليوم، ولكن السنة القادمة سيكون عدد الخريجين أكبر وأشمل ليصبح 250 خريجاً وخريجة، وستتوالى السنون، سنة بعد سنة، والأعداد ستتزايد".
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة بدايات فكرة وعمل إنشاء الأكاديمية، وجهود وحرص سموه على وضع رؤية ورسالة واضحة لها مما وفر لها النجاح والتفوق، مثنياً على جهود مدير الأكاديمية الذي أتى للعمل في إدارة الأكاديمية بحب وإيمان برسالة الفنون والمسرح وأهميتها.
وأشار سموه إلى كلية الموسيقى التي ستنضم إلى أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية قريباً وسيتم العمل على تجهيزاتها الإنشائية واستكمال متطلباتها متمنياً سموه رؤية خريجي الكلية مع زملائهم من خريجي التخصصات الأخرى.
وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة خلال كلمته الشكر والتقدير إلى أولياء أمور الخريجين والخريجات، قائلاً: "أود أن أشكر آباء وأمهات الخريجين الذين تركوا أبنائهم وبناتهم لدينا، وهم بالنسبة لي أنا شخصياً كأنهم أبنائي وبناتي، وكانت علاقتنا معهم على مدى 4 سنوات متواصلة، نسأل عنهم وعن أدائهم ودراستهم وعن صحتهم وعن أسفارهم، وها نحن اليوم نجني هذا الثمر".
كما هنأ صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية الخريجين والخريجات متمنياً لهم التوفيق والعودة السالمة لأوطانهم، وقدم سموه الشكر والتقدير إلى هيئة التدريس بالأكاديمية التي عملت خلال 4 سنوات متواصلة على تدريبهم وتأهيلهم التأهيل اللازم والذي اتضح خلال إخراج وأداء وتمثيل مسرحية النمرود التي أبرزت النشاط والمعرفة والأسلوب في الأداء.
واختتم سموه كلمته بتوجيه الجهات المعنية بالمسرح والفنون في إمارة الشارقة باستقطاب ودعم الخريجين من خلال الاحتفالات والمهرجانات المسرحية المتعددة التي تنظم في الإمارة، وذلك للحضور والمشاركة بصورة دائمة.
وألقى البروفيسور بيتر بيرلو، المدير التنفيذي للأكاديمية، كلمة أشاد فيها بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لإرساء تجربة مسرحية، تعليمية وعملية متفردة على مستوى المنطقة من خلال الأكاديمية، والدعم اللامحدود لسموه لإنشائها ومتابعة كافة شؤونها حتى تخرج الدفعة الأولى، لافتاً إلى كلمات سموه، المشجعة والعازمة على تغيير المفاهيم في العمل المسرحي، كونه أحد كبار المسرحيين والمهتمين بتطويره، بقول سموه: "إن الارتقاء بمسرح العالم الثالث ليس بالندوات والنشرات التعريفية فقط، وإنما بالخطوات العملية".
وتناول البروفيسور بيتر بارلو رحلة العمل في الأكاديمية التي تمثل المؤسسة الأولى من نوعها في المنطقة، مشيراً إلى أن دعم صاحب السمو حاكم الشارقة والآمال العريضة بإقامة هذا الصرح التعليمي الفني المتميز، كان هو العامل الرئيس في هذا النجاح، قائلاً: "في عام 2017، أتيت إلى الشارقة من المملكة المتحدة للقاء صاحب السمو حاكم الشارقة، لقد تشرفت بمنح سموه الفرصة لي لاتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتحقيق رؤية سموه في الأكاديمية، سأظل ممتن دوماً لهذه الفرصة النادرة التي منحها لي سموه".
وأضاف المدير التنفيذي، قائلاً: "كانت مسيرتنا في الأكاديمية مليئة بالتحديات المهنية والشخصية على السواء، ومع ذلك، ها نحن نحتفل اليوم، بتخرج أول دفعة من أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، لقد عملت الأكاديمية منذ نشأتها على استقطاب أفضل الخبرات الفنية والعملية والتدريسية والإدارية من الكوادر المؤهلة لقيادة العمل فيها، من جميع أنحاء العالم، شكراً لجميع أعضاء هيئة التدريس والموظفين الحاليين والسابقين على مساعدتنا في جعل هذه الرحلة ممكنة، شكراً أيضاً لطلبتنا، فلولاكم ما وصلنا إلى يوم التخرج".
وأشار البروفيسور بيتر بارلو إلى أن أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية نجحت في أن تمثل بؤرةً ثقافيةً وفنية متكاملة، بقوله: "لقد جمعنا ثقافات عديدة في الأكاديمية، وأنشأنا بيئة تمكّن أناساً من مختلف البلدان من الإبداع معاً وإنتاج أعمال فريدة، أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية هي بمثابة أوركسترا يحتفظ فيها كل صوت فردي بهويته بينما نصنع معاً شيئاً جديداً ومبتكراً، فنحن نجتمع ليس لتبادل الفهم المشترك، أو اتباع ثقافة أو أسلوب وحسب، بل نحن معاً لابتكار طرق متنوعة ومسارات جديدة تحتفي بالتراث والثقافة والفنون الأدائية. سيكون لدينا تباينات، فأفضل مسرح يُبنى على الاختلاف. نحن نعمل من أجل العلم والإبداع، ونقدم من الشارقة هذه المؤسسة كمرآة للعالم لعكس تميز الإمارة".
ووجه المدير التنفيذي للأكاديمية رسالةً إلى الخريجين والخريجات بأن يكونوا خير سفراء للأكاديمية، داعياً إياهم إلى النظر للمستقبل بقوة، قائلاً: "إن العبء الذي يقع على عاتقكم -خريجي 2023- كبير ورحلتكم ستكون مليئة بالمسؤولية لنقل رؤية وقيم الأكاديمية إلى العالم، وما كان استثمارنا فيكم إلا لعلمنا بأنكم ستكونون سفراء مثاليين، نجاحكم الفردي والجماعي هو ما كنا نعمل من أجله، وقد حان الآن وقتكم للعمل، لقد خطوتم خطوة جبارة نحو مستقبلكم".
واختتم البروفيسور بيتر بارلو كلمته بالإشارة إلى أهمية العمل الجاد والعزيمة والإصرار من أجل النجاح، والبحث عن الخير وعمله للوصول إلى تحقيق الأهداف والطموحات.
وألقى كل من الخريجة عايدة هنيدي علوش والخريج رامي حازم كلمة بالنيابة عن الخريجين عبرا فيها عن فرحتهما وزملائهم بالتخرج من الأكاديمية بإشراف ومتابعة ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، محبّ المسرح وداعمه عبر سنوات طويلة، مستهلان كلماتهما بمقولة من سموه: "يا أهل المسرح: لقد حملت هموم المسرح على عاتقي وأعاهدكم بأني سأحملها وإلى الأبد، فإن أخطأت فأرشدوني، وإن وهنّت فأعينوني، وإن قضيت فاكتبوا في سيرتي كان رجلاً عاشقاً للمسرح"، مؤكدان أن كل الخريجين والخريجات يضعون هذه الكلمات المعبّرة نصب أعينهم، ويسيرون على خطاها.
ولفتا إلى خصوصية الأكاديمية في تخريج كوادر فنية مسرحية مؤهلة بالعلم وساعيةً لإثبات وجودها في الفنون المسرحية المتنوعة بقولهما: "ها قد وصلنا لليوم المنتظر بعد 4 سنوات من الجدّ، والتي خلدت انجازات وذكريات لا تعد في هذا الصرح، اجتمعنا نحن الطلبة تحت راية العلم وبغاية واحدةِ مشتركة ألا وهي الفن، فالمسرح هو فنٌ دَمَج المتعة بالحقيقة وليس عبثاً أن نسميه أبو الفنون، في هذا الصرح أصبحنا على أمل أن نكتب بأيدينا سطور حكاياتنا وننثرها سحراً على خشبة المسرح".
وقدما خلال الكلمة الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على منح الفرصة للشباب العربي لدراسة المسرح وتطوير مواهبهم من خلال هذه الأكاديمية المتفردة، قائلين: "تعد أكاديميتنا الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة التي قدمت هذا التخصص لمنح الفرص للشباب لإطلاق العنان لمواهبهم، وإبراز قيمة المسرح في العالم العربي، وهنا يرجع الفضل في جعل المستحيل ممكناً إلى القائد والمؤسس والداعم لأحلام الشباب وجميع المسرحيين العرب، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، رمز الهوية العربية وبالنيابة عن زملائنا نقول لسموه شكراً على دعمكم واهتمامكم الكبير لتطوير الفنون والثقافة في الوطن العربي الكبير، وشكراً من القلب لأن سموكم جعل لأحلامنا المستحيلة شرفات تطل على الكون من خلال المسرح".
واختتما كلمتهم بالشكر لإدارة الاكاديمية والهيئات التدريسية والإدارية كافة على جهودهم الكبيرة خلال سنوات الدراسة، والتهنئة لزملائهم على إنجاز مرحلة مهمة من حياتهم.
وألقى بعدها الفنان محمد المازم كلمة استهل فيها بأبيات شعرية مهداة لصاحب السمو حاكم الشارقة قال فيها:
طول الله عمر سلطان القلوب
شيخ شمسه عن سمانا ما تغيب
نوّر بنوره متاهات ودروب
عن هموم الشعب بإحساسه قريب
إن عطا كفه عن إحساسه ينوب
من صفاوة قلبه الدنيا تطيب
طيّب الخاطر وله قلب رحوب
قبل ما تنساه بأفعاله يطيب.
وأشار المازم إلى بداياته في عالم الفن وبالتحديد في عام 1987م على مسرح قصر الثقافة عندما أدى أغنية المخيم العربي السابع للمكفوفين، بحضور صاحب السمو حاكم الشارقة آنذاك، معبراً عن فرحته وقتها بأن يكون أول فنان غنى في هذا المكان، مشيراً إلى أن مسيرته الفنية بدأت بعدها ليحقق العديد من أهدافه وأحلامه الفنية ولا يزال يملك الكثير ليقدمه مستقبلاً.
وأعرب الفنان محمد المازم عن سعادته الكبيرة بحضوره هذا التخريج، ومشاهدة ابنه "أحمد" وهو أول إماراتي يتخرج من أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، مشيداً بجهود صاحب السمو حاكم الشارقة في تحقيق الحلم بإنشاء الأكاديمية، مهنئاً ابنه والخريجين الذين اجتهدوا وسعوا بجدٍ واجتهاد نحو الحصول على شهادة البكالوريوس.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتسليم الخريجين شهاداتهم الدراسية، ملتقطاً معهم الصور التذكارية، ومهنئاً إياهم التفوق والنجاح ومتمنياً لهم التوفيق في حياتهم العملية.
وقدم الخريجين خلال الحفل فقرة غنائية مهداة إلى صاحب السمو حاكم الشارقة معبرين عن شكرهم على كافة أشكال الدعم والرعاية التي يقدمها سموه.
وكان سموه قد قام بتوقيع شهادات الخريجين قبل بدء الحفل والبالغ عددهم 13 خريجاً وخريجة من حملة شهادات البكالوريوس من أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية.
حضر الحفل بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: خميس بن سالم السويدي المستشار بمكتب سمو الحاكم، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، والدكتور منصور محمد بن نصار رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعدد من أعضاء مجلس أمناء الأكاديمية وأعضاء الهيئة التدريسية وأولياء أمور الخريجين.